باجنيد.. مطرب الزمن الجميل

> «الأيام» عبدالله اليماني:

> يظل الفنان عبدالرحمن باجنيد مادة خصبة للكتابة، فهو واحد من أهم المطربين المثقفين الذين أنجبتهم هذه الأرض الطيبة.. وظاهرة غير متكررة في موسيقانا.. وسيبقى فنه الأصيل كتاباً مفيداً للأجيال القادمة.. وعلامة مضيئة في تاريخ الغناء العربي.. ومن حقه علينا أن نكتب عنه، فبقدر ما أمتعنا لم نعد نملك شيئاً سوى الكتابة عنه.

لم يكن باجنيد مجرد مطرب أو ملحن، بل هو تركيبة فنان شامل ومدرسة في الفن شديدة الجمال والتميز.. وقد حباه الله فكرا موسيقيا سبق به عصره في صياغة ألحان كسرت حاجز الزمن، فأعماله الرائعة تتجدد تلقائياً مع كل جيل وزمان..

ولأنه كان يتمتع بقدرة فائقة على تلخيص الوجدان في أنغامه فقد أصبح من بين جميع الأصوات الناعمة أقربهم إلى الروح.

أما أغانيه فبإمكانك أن ترددها بسهولة في بيتك أو على شاطئ البحر أو في مقهى شعبي بسيط، لايهم المكان والزمان، فألحانه مثل العصافير الحرة الطليقة التي تنتقل فوق الأشجار من غصن إلى غصن بدون جواز سفر أو تأشيرة دخول وخروج.

وعلى قدر ما يتذكر الناس كيف كان باجنيد متطوراً في ألحانه منذ ميلاده الفني.

فهو بفضل ذكائه الفطري وضع كياناً جديداً وجميلاً للأغنية العدنية وضعه في مصاف الكبار بجدارة واستحقاق.. بينما كان نجاحه الفني دليلاً آخر على موهبته الفذة ومزاجه الفني العميق.. حيث حمل بداخله حقيقة الفنان الشاب القادم من (قلب عدن) النابض بالحياة والعشق والطرب.. تلك المدينة التي أخذها معه حباً سرمدياً وعشقاً هائماً.. وطار بها على بساط الريح كـ(السندباد) إلى هولندا بلد الزهور والعطر والجمال.

بينما تتوالى أمواج (صيرة) تحمل أغنيات الكناري وأجنحة النوارس وأسماء أبنائها المبدعين!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى