المخرج التلفزيوني محمد محمود السلامي لـ «الأيام»:الصدفة هي وحدها من جعلتني مخرجا تلفزيونيا وتلفزيون عدن بحاجة إلى وقفة جادة
> «الأيام» لبنى الخطيب:
> عُرض من قناة (يمانية) في رمضان برنامج من إخراجكم حدثنا عنه؟ العمل الذي عُرض هو (نواقيض الشعر) وهو عمل من إعداد الشاب خالد احمد سيف ويشاركني في إخراجه الزميل محمد حمود، وهو يتحدث عن سيرة حياة الشعراء القدامى يمنيين وعرب بصورة درامية، وعدد حلقاته خمس عشرة حلقة، وصورت المشاهد واللقطات في محافظة لحج.
< كيف وجدتم العودة للعمل بعد ثلاث سنوات من الانقطاع لإحالتكم للمعاش؟
- الجميع رحب بعودتنا كما رحب بنا الزملاء الجدد لكونه لديهم فكرة عنا من حديث الأصدقاء، ولم أجد أية صعوبة في العود للعمل، وبدأنا بالخفيف ولايحق لنا أن نطالب بأعمال أخرى طالما وصلنا لسن التقاعد، ولكن هذا يعود لقيادة القناة في التلفزيون إذا هم بحاجة لنا في أعمال أخرى نحن مازلنا قادرين على العمل والإبداع فيها.
< كيف تقارن العمل بين الأمس و اليوم؟
- عمل الأمس اعتمد على الأشخاص وإبداعاتهم، والإمكانيات كانت بسيطة والتقنية محدودة، لكن اليوم اغلبية العاملين من الخريجين وبتخصصات، والتعامل يتم بأحدث الأجهزة التكنولوجية، ولكن بعض الزملاء يفتقرون إلى التدريب العملي للمهنة، والسبب أن الزميل في أي تخصص تلفزيوني يقوم بعمل البرنامج في الفصل التلفزيوني الأول وفي الفصل الثاني يعطى للزميل الجديد ويدخل في النوبات ويعتقد انه وصل لمرحلة الإبداع لأنه تساوى مع من هو أقدم منه في نوعية ما يقدم من عمل العمل ويصبح نداً للقديم ولايقبل أية نصيحة أو توجيه ولا يتعلم ولا يبدع، وبالتالي نجده لايقدم شيئا جديدا، ونحن نفرح أن يقدم الشباب عملا جيدا وجديدا لأنه مهما طال عمر الجيل القديم لابد لهم أن يرحلوا، ولهذا السبب لن تضعف العملية الإبداعية في القناة، و هذا الأمر ينطبق على جميع الفنون التلفزيونية كما ينطبق على المخرجين الجدد الذين يملكون طاقات ولكنهم بحاجة إلى التوجيه والتمرين والاحتكاك مع مخرجين كبار في السن والخبرة ليتعلموا كيف يصنعون البرامج.
المخرج لابد أن تكون لديه رؤية في العمل، إذا كان نصا يجب أن يقرأه ويفنده، وإذا كان دراما وهذا أصعب أنواع الإخراج فالنص أمامك حبر على ورق ويتوجب عليك أنت وفريق عملك أن تخلقوه واقعاً.
القيادة السابقة لقناة تلفزيون عدن وقعت في أخطاء، فلم تسمح بتدريب الزملاء الجدد، والتدريب مهم جداً للإعلامي الناشئ، لأن الدراسة شيء والتعامل مع الفنون التلفزيونية المختلفة شيء آخر. أنا وجيلي من الزملاء عندما بدأنا العمل في التلفزيون وعلى أيادي عمالقة كبار مثل عبدالحميد سلام (أطال الله في عمره)، علوي السقاف و محمد مدي (الله يرحهم) تعلمنا منهم، وظللنا نراقب عملهم لأكثر من ستة أشهر لم يسمحوا لنا فيها بالعمل إلا بعد التدريب وبعدها عملنا وتفوقنا.
< مازالت البرامج تقدم من استيديو رقم (1) حتى الآن، ما تعليقكم على هذا الأمر؟
- التلفزيون في عدن لم يجد أي تحديث إلا تحديث الكادر البشري، أما العوامل التقنية فإنها وللأسف الشديد لم تجد أي تحديث أو اهتمام. بداية العمل التلفزيوني كانت في تلفزيون عدن على رأس الجبل ولم يكن الأمر جيداً، وتم الانتقال إلى مبنى أضيق لايحمل مقومات المباني الإعلامية.. سبق أن تحدثنا حول هذا الاستيديو فسقفه منخفض ولايمكن التحكم في إضاءته ووجود أعمدة في الاستديو يضطرنا للعمل في حيز ضيق ومحدود.
< كيف طورتم أنفسكم بعد الدراسة الأكاديمية في معهد الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة؟
- بعد التخرج كنا نشغل أنفسنا كما أوصانا أساتذتنا في المعهد أن نكثر من مشاهدة الأفلام والمسلسلات لأن المتابعة لها بنظرة مهنية عكس أي مشاهدة أخرى، وذلك لأن المشاهدة بهذا الحس يعتبر جزءا من تعلم أصول المهنة، فمرة نشاهد الفيلم لنتابعه من ناحية الإخراج والمرة الأخرى نشاهد نفس الفيلم ولكن لنتابع تحرك الكاميرا أو ضبط الصوت وكيف تم تركيب الحوار وكل هذا نستفيد منه في عملنا، وكنا دائماً ما نفتح باب النقاش مع الزملاء حول ما شوهد من أفلام وكل واحد يعطي رأيه ونظرته، والجميع يستفيد من الملاحظات، كل في مجال عمله.
< ماذا تقول عن تلفزيون عدن بعيده الـ 44؟
- يعتبر تلفزيون عدن من أعرق محطات التلفزة بعد تلفزيوني مصر ولبنان، وهو يعتبر مدرسة ونفتخر بها، وكذا إذاعة عدن أيضا كونهما شكلا مدرسة أنجبت العديد من الزملاء الذين نبغوا في سماء الإعلام العربي والعالمي أمثال عبدالرحمن باجنيد، ومحمد عمر بلجون في إذاعة هولندا وإذاعة (بي.بي.سي) وكذا د.عمر عبد العزيز وكتاباته في صحيفة «الخليج» والزملاء ليلى كليب ورعد أمان في قناة الشارقة، وفي إذاعات الإمارات الأساتذة جميل مهدي، فيصل باعباد ومحمد شيخ، وفي الجزيرة الرياضية رائد عابد وأخيرا المذيع في قناة (بي.بي.سي) العربية الزميل وديع عبدالله هؤلاء جميعا ثبتوا وأبدعوا لأنهم مبدعون، وظهرت مواهبهم في تلفزيون عدن، ورغم أنهم عملوا وفق إمكانيات بسيطة وحوافز مالية ضئيلة إلا أن موهبة الإبداع لديهم كانت أقوى من كل الظروف، أيضاً اليوم أنا سعيد أن تلفزيون عدن اصبح قناة فضائية، وأرجو أن ننافس ونصل إلى كل مشاهد عربي.
< ما هي البرامج التي قمت بإخراجها في شهر رمضان في الأعوام السابقة؟
- أول عمل كان عام 1969 في اذاعة عدن، قمت بإخراج مسابقة رمضان الإذاعية، وكانت تحمل اسم (رسوم على الهواء) مع الزميل علي محمد يحيى ونجحت فيها، وقمت بإخراج مسابقات أخرى حتى وقت قصير إلى أن دخل الإنتاج وبدأ عمل المؤلفين، وكنت حينها أجمع جوائز المسابقات بمجهود فردي، أذهب إلى البنك أو المصانع التي كانت متواجدة في عدن وبعض المحلات لتوفير جوائز مسابقة (رسوم على الهواء) ، وفي المسابقات التلفزيونية شكل الفنان محمد عبدالمنان (رحمه الله) وأحمد مشرع ثنائيا كوميديا دائما في (عجيب ومدهش)، كل سنة كنا نبتكر فكرة ونعرضها في رمضان.
< ما أهم البرامج التي أخرجتها للتلفزيون؟
- أول عمل تلفزيوني أخرجته (لقاء الأسبوع) مع المذيع والمقدم جمال الخطيب (الله يرحمه) وهو من لفت إلي الأنظار وقدمني بطريقة غير تقليدية.. اللقاء كان مع الملحق الثقافي في سفارة كوريا في عدن آنذاك، وكان لكل سؤال جواب ودليل بالصورة الثابتة (الفوتوغرافية) أو السينمائية الوثائقية، وكان على الهواء مباشرة ولمدة 45 دقيقة وقدمناه و كأنه ممنتج ومعد من سابق فكانت اللقطات في مكانها ومرتبة ومميزة ولفتت الأنظار، وبعد ذلك عملت في إخراج (مجلة التلفزيون) مع المعلم الكبير (رحمه الله) الأستاذ علوي السقاف ، وبرنامج (محطات على الطريق) مع الأستاذ أحمد سعيد الحاج (رحمه الله) كما ظللت لفترة طويلة أقوم بإخراج سهرات من تقديم الأستاذ جميل مهدي، كما أخرجت أشهر برنامج قدم من تلفزيون عدن مع الأستاذ أحمد ناصر الحماطي (نادي التلفزيون) والذي كانت شهرتة (اطلع درجة وانزل درجة)، كنا في البرنامج نعمل أشياء عجيبة، وللبرنامج معجبون كثر، والمشتركون فيه من المدارس والجامعات والمرافق، واكتشفنا مواهب غنائية كثيرة من خلال هذا البرنامج، وكنا نبدأ نفكر اليوم التالي بعد بث البرنامج بالحلقة القادمة كيف سنعدها، كما كنا نقوم بالبحث عن جوائز للبرنامج من المحلات التجارية أو البنوك.
< هل لك أن تحدثنا عن بصماتك مع المواهب الفنية؟
- من خلال برنامج (نادي التلفزيون) اكتشفت كثيرا من المواهب، وعلى سبيل المثال الفنان نجيب سعيد ثابث وأيضا أمل كعدل على ما أذكر، وأرجو أن لاتخونني الذاكرة، كما اكتشفت الفنانة ماجدة نبيه عبر اشتراكها في مسلسل درامي إذاعي رمضاني (شهر وثلاثون مشكلة) ودربتها للتمثيل.
< ما الذي دفعك لدراسة الإخراج عام 1965؟
- خدمتني الصدفة في دراستي لهذا التخصص حيث درست الثانوية العامة في القاهرة، وبعدها كنت مرشحا لمنحة عسكرية للدراسة في السودان، وفي اليوم المقرر لتوزيع الطلاب وتخصصاتهم وأثناء الاجتماع لهذا الأمر التقيت الأستاذ سالم زين (يرحمه الله) ووقف أمامي مستفسرا عن ماهية مشكلتي، فرددت عليه أنني رشحت للدراسة العسكرية، فرد قائلا لايبدو أنك تصلح لهذا المجال، أنت تناسبك الإذاعة الصحافة أو التلفزيون وسأرسلك لمعهد الإذاعة والتلفزيون هنا في القاهرة، وذهبت بالفعل ودرست بالمعهد، وذات يوم وبالصدفة في منتصف 1967 وأثناء فترة غليان الكفاح المسلح في عدن ضد الاستعمار البريطاني وبعد احتلال مدينة كريتر وكما جرت العادة لإذاعة (صوت العرب) نقل السهرة الشهرية الخاصة للحفل الفني المباشر على الهواء والذي تحييه كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، فاختاروني من المعهد ممثلا لليمن لأتحدث عن النضال الوطني ضد الاستعمار بين بين فواصل السهرة وبالصدفة كان الأستاذ عبدالحميد سلام يتابع النقل المباشر للحفل من صوت العرب، وحينما عدت في 1968 إلى عدن توجهت إلى مبنى إذاعة عدن طالبا التوظيف وعلى الفور عرفني وقال «أنا سمعت تقديمك في الحفل»، ووافق على توظيفي وأنا اليوم سعيد بدراستي وأدعو بالرحمة للأستاذ سالم زين الذي كانت له نظرة ثاقبة وحاسة سادسة وصحيحة في توجيهي للعمل.
< كيف وجدتم العودة للعمل بعد ثلاث سنوات من الانقطاع لإحالتكم للمعاش؟
- الجميع رحب بعودتنا كما رحب بنا الزملاء الجدد لكونه لديهم فكرة عنا من حديث الأصدقاء، ولم أجد أية صعوبة في العود للعمل، وبدأنا بالخفيف ولايحق لنا أن نطالب بأعمال أخرى طالما وصلنا لسن التقاعد، ولكن هذا يعود لقيادة القناة في التلفزيون إذا هم بحاجة لنا في أعمال أخرى نحن مازلنا قادرين على العمل والإبداع فيها.
< كيف تقارن العمل بين الأمس و اليوم؟
- عمل الأمس اعتمد على الأشخاص وإبداعاتهم، والإمكانيات كانت بسيطة والتقنية محدودة، لكن اليوم اغلبية العاملين من الخريجين وبتخصصات، والتعامل يتم بأحدث الأجهزة التكنولوجية، ولكن بعض الزملاء يفتقرون إلى التدريب العملي للمهنة، والسبب أن الزميل في أي تخصص تلفزيوني يقوم بعمل البرنامج في الفصل التلفزيوني الأول وفي الفصل الثاني يعطى للزميل الجديد ويدخل في النوبات ويعتقد انه وصل لمرحلة الإبداع لأنه تساوى مع من هو أقدم منه في نوعية ما يقدم من عمل العمل ويصبح نداً للقديم ولايقبل أية نصيحة أو توجيه ولا يتعلم ولا يبدع، وبالتالي نجده لايقدم شيئا جديدا، ونحن نفرح أن يقدم الشباب عملا جيدا وجديدا لأنه مهما طال عمر الجيل القديم لابد لهم أن يرحلوا، ولهذا السبب لن تضعف العملية الإبداعية في القناة، و هذا الأمر ينطبق على جميع الفنون التلفزيونية كما ينطبق على المخرجين الجدد الذين يملكون طاقات ولكنهم بحاجة إلى التوجيه والتمرين والاحتكاك مع مخرجين كبار في السن والخبرة ليتعلموا كيف يصنعون البرامج.
المخرج لابد أن تكون لديه رؤية في العمل، إذا كان نصا يجب أن يقرأه ويفنده، وإذا كان دراما وهذا أصعب أنواع الإخراج فالنص أمامك حبر على ورق ويتوجب عليك أنت وفريق عملك أن تخلقوه واقعاً.
القيادة السابقة لقناة تلفزيون عدن وقعت في أخطاء، فلم تسمح بتدريب الزملاء الجدد، والتدريب مهم جداً للإعلامي الناشئ، لأن الدراسة شيء والتعامل مع الفنون التلفزيونية المختلفة شيء آخر. أنا وجيلي من الزملاء عندما بدأنا العمل في التلفزيون وعلى أيادي عمالقة كبار مثل عبدالحميد سلام (أطال الله في عمره)، علوي السقاف و محمد مدي (الله يرحهم) تعلمنا منهم، وظللنا نراقب عملهم لأكثر من ستة أشهر لم يسمحوا لنا فيها بالعمل إلا بعد التدريب وبعدها عملنا وتفوقنا.
< مازالت البرامج تقدم من استيديو رقم (1) حتى الآن، ما تعليقكم على هذا الأمر؟
- التلفزيون في عدن لم يجد أي تحديث إلا تحديث الكادر البشري، أما العوامل التقنية فإنها وللأسف الشديد لم تجد أي تحديث أو اهتمام. بداية العمل التلفزيوني كانت في تلفزيون عدن على رأس الجبل ولم يكن الأمر جيداً، وتم الانتقال إلى مبنى أضيق لايحمل مقومات المباني الإعلامية.. سبق أن تحدثنا حول هذا الاستيديو فسقفه منخفض ولايمكن التحكم في إضاءته ووجود أعمدة في الاستديو يضطرنا للعمل في حيز ضيق ومحدود.
< كيف طورتم أنفسكم بعد الدراسة الأكاديمية في معهد الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة؟
- بعد التخرج كنا نشغل أنفسنا كما أوصانا أساتذتنا في المعهد أن نكثر من مشاهدة الأفلام والمسلسلات لأن المتابعة لها بنظرة مهنية عكس أي مشاهدة أخرى، وذلك لأن المشاهدة بهذا الحس يعتبر جزءا من تعلم أصول المهنة، فمرة نشاهد الفيلم لنتابعه من ناحية الإخراج والمرة الأخرى نشاهد نفس الفيلم ولكن لنتابع تحرك الكاميرا أو ضبط الصوت وكيف تم تركيب الحوار وكل هذا نستفيد منه في عملنا، وكنا دائماً ما نفتح باب النقاش مع الزملاء حول ما شوهد من أفلام وكل واحد يعطي رأيه ونظرته، والجميع يستفيد من الملاحظات، كل في مجال عمله.
< ماذا تقول عن تلفزيون عدن بعيده الـ 44؟
- يعتبر تلفزيون عدن من أعرق محطات التلفزة بعد تلفزيوني مصر ولبنان، وهو يعتبر مدرسة ونفتخر بها، وكذا إذاعة عدن أيضا كونهما شكلا مدرسة أنجبت العديد من الزملاء الذين نبغوا في سماء الإعلام العربي والعالمي أمثال عبدالرحمن باجنيد، ومحمد عمر بلجون في إذاعة هولندا وإذاعة (بي.بي.سي) وكذا د.عمر عبد العزيز وكتاباته في صحيفة «الخليج» والزملاء ليلى كليب ورعد أمان في قناة الشارقة، وفي إذاعات الإمارات الأساتذة جميل مهدي، فيصل باعباد ومحمد شيخ، وفي الجزيرة الرياضية رائد عابد وأخيرا المذيع في قناة (بي.بي.سي) العربية الزميل وديع عبدالله هؤلاء جميعا ثبتوا وأبدعوا لأنهم مبدعون، وظهرت مواهبهم في تلفزيون عدن، ورغم أنهم عملوا وفق إمكانيات بسيطة وحوافز مالية ضئيلة إلا أن موهبة الإبداع لديهم كانت أقوى من كل الظروف، أيضاً اليوم أنا سعيد أن تلفزيون عدن اصبح قناة فضائية، وأرجو أن ننافس ونصل إلى كل مشاهد عربي.
< ما هي البرامج التي قمت بإخراجها في شهر رمضان في الأعوام السابقة؟
- أول عمل كان عام 1969 في اذاعة عدن، قمت بإخراج مسابقة رمضان الإذاعية، وكانت تحمل اسم (رسوم على الهواء) مع الزميل علي محمد يحيى ونجحت فيها، وقمت بإخراج مسابقات أخرى حتى وقت قصير إلى أن دخل الإنتاج وبدأ عمل المؤلفين، وكنت حينها أجمع جوائز المسابقات بمجهود فردي، أذهب إلى البنك أو المصانع التي كانت متواجدة في عدن وبعض المحلات لتوفير جوائز مسابقة (رسوم على الهواء) ، وفي المسابقات التلفزيونية شكل الفنان محمد عبدالمنان (رحمه الله) وأحمد مشرع ثنائيا كوميديا دائما في (عجيب ومدهش)، كل سنة كنا نبتكر فكرة ونعرضها في رمضان.
< ما أهم البرامج التي أخرجتها للتلفزيون؟
- أول عمل تلفزيوني أخرجته (لقاء الأسبوع) مع المذيع والمقدم جمال الخطيب (الله يرحمه) وهو من لفت إلي الأنظار وقدمني بطريقة غير تقليدية.. اللقاء كان مع الملحق الثقافي في سفارة كوريا في عدن آنذاك، وكان لكل سؤال جواب ودليل بالصورة الثابتة (الفوتوغرافية) أو السينمائية الوثائقية، وكان على الهواء مباشرة ولمدة 45 دقيقة وقدمناه و كأنه ممنتج ومعد من سابق فكانت اللقطات في مكانها ومرتبة ومميزة ولفتت الأنظار، وبعد ذلك عملت في إخراج (مجلة التلفزيون) مع المعلم الكبير (رحمه الله) الأستاذ علوي السقاف ، وبرنامج (محطات على الطريق) مع الأستاذ أحمد سعيد الحاج (رحمه الله) كما ظللت لفترة طويلة أقوم بإخراج سهرات من تقديم الأستاذ جميل مهدي، كما أخرجت أشهر برنامج قدم من تلفزيون عدن مع الأستاذ أحمد ناصر الحماطي (نادي التلفزيون) والذي كانت شهرتة (اطلع درجة وانزل درجة)، كنا في البرنامج نعمل أشياء عجيبة، وللبرنامج معجبون كثر، والمشتركون فيه من المدارس والجامعات والمرافق، واكتشفنا مواهب غنائية كثيرة من خلال هذا البرنامج، وكنا نبدأ نفكر اليوم التالي بعد بث البرنامج بالحلقة القادمة كيف سنعدها، كما كنا نقوم بالبحث عن جوائز للبرنامج من المحلات التجارية أو البنوك.
< هل لك أن تحدثنا عن بصماتك مع المواهب الفنية؟
- من خلال برنامج (نادي التلفزيون) اكتشفت كثيرا من المواهب، وعلى سبيل المثال الفنان نجيب سعيد ثابث وأيضا أمل كعدل على ما أذكر، وأرجو أن لاتخونني الذاكرة، كما اكتشفت الفنانة ماجدة نبيه عبر اشتراكها في مسلسل درامي إذاعي رمضاني (شهر وثلاثون مشكلة) ودربتها للتمثيل.
< ما الذي دفعك لدراسة الإخراج عام 1965؟
- خدمتني الصدفة في دراستي لهذا التخصص حيث درست الثانوية العامة في القاهرة، وبعدها كنت مرشحا لمنحة عسكرية للدراسة في السودان، وفي اليوم المقرر لتوزيع الطلاب وتخصصاتهم وأثناء الاجتماع لهذا الأمر التقيت الأستاذ سالم زين (يرحمه الله) ووقف أمامي مستفسرا عن ماهية مشكلتي، فرددت عليه أنني رشحت للدراسة العسكرية، فرد قائلا لايبدو أنك تصلح لهذا المجال، أنت تناسبك الإذاعة الصحافة أو التلفزيون وسأرسلك لمعهد الإذاعة والتلفزيون هنا في القاهرة، وذهبت بالفعل ودرست بالمعهد، وذات يوم وبالصدفة في منتصف 1967 وأثناء فترة غليان الكفاح المسلح في عدن ضد الاستعمار البريطاني وبعد احتلال مدينة كريتر وكما جرت العادة لإذاعة (صوت العرب) نقل السهرة الشهرية الخاصة للحفل الفني المباشر على الهواء والذي تحييه كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، فاختاروني من المعهد ممثلا لليمن لأتحدث عن النضال الوطني ضد الاستعمار بين بين فواصل السهرة وبالصدفة كان الأستاذ عبدالحميد سلام يتابع النقل المباشر للحفل من صوت العرب، وحينما عدت في 1968 إلى عدن توجهت إلى مبنى إذاعة عدن طالبا التوظيف وعلى الفور عرفني وقال «أنا سمعت تقديمك في الحفل»، ووافق على توظيفي وأنا اليوم سعيد بدراستي وأدعو بالرحمة للأستاذ سالم زين الذي كانت له نظرة ثاقبة وحاسة سادسة وصحيحة في توجيهي للعمل.