الرهان الخاسر.. فيلم جسد قضية اجتماعية حملت مأساة

> «الأيام» فردوس العلمي:

> لساعة و45 دقيقة، تم عرض مأساة يعيشها شباب تاهوا عن الطريق، وتخبطهم الشيطان لنسج حكاية تدمي القلوب، وتدمر أسرة، وتجعل الوطن في قائمة الإرهاب الذي يهدد اقتصاده، وتهجره الاستثمارات، ويموت فيه الأبرياء.

هذا ما جسده الفيلم اليمني (الرهان الخاسر) الذي عرض صباح أمس في قاعة مبنى المحافظة بحضور د.عدنان عمر الجفري محافظ عدن، و عدد من مدراء المكاتب التنفيذية ومدراء عموم المديريات وعدد كبير من المواطنين امتلأت بهم القاعة.

ووصل فريق العمل إلى عدن في الأسبوع الماضي، وتم تقديم الكثير من العروض التي نالت استحسان الجمهور.

ساعة و45 دقيقة عاشها الجميع بصمت، لايقطعه سوى صوت الكفوف حين تلتقي لتصفق في لحظات إعجاب انتزعتها أحداث الفيلم، ليعود مرة أخرى الصمت لمتابعة قصة حملت مأساة و تركت بصمة لاتمحى.

بعد انتهاء أحداث الفيلم التقت «الأيام» بالقائمين على هذا العمل الإنساني والاجتماعي، وكان أول المتحدثين الممثل عبدالكريم الأشموري، حيث قال: «وصولنا إلى عدن يأتي في إطار تدشين العرض السينمائي لفيلم (الرهان الخاسر) الذي يتحدث عن مخاطر التطرف والإرهاب، وأثره على الفرد والمجتمع، وعلى كيان الدولة والتنمية والاستثمار والسياحة».

وأضاف: «الفيلم يمثل حالة إنسانية جميلة، ربطت بين مخاطر الإرهاب سواء في الداخل أم الخارج بالنسبة لاستهداف السياح والمنشآت المختلفة، وقد حاولنا أن نطرح القضية الإنسانية بشكل بعيد عن الشعارات والمزايدات لكي تكون قضية رأي عام، لا قضية جهة أو إدارة، بل تكون قضية إنسانية عامة يشترك الناس في مناقشتها وآثارها».

وقال: «الحقيقة نحن سعداء جدا أن يجد الفيلم كل هذا النجاح في محافظة عدن من مختلف الشرائح التي شاهدت عرض الفيلم (الطلاب من الجامعات والثانويات والمثقفين)، فكل العروض كانت جميلة، ولقيت تفاعلا من الموجودين، لأنها قصة إنسانية».

وأكد أن «العمل ليس فيلما موجها أو طرح نوع من الإملاء وفرض مجموعة من القوانين والأفكار، لكن من يشاهد الفيلم يخرج بانطباع جميل، لأن الفكرة كانت جميلة جمعت بين الجمال الموضوعي والفني في التصوير والإخراج والتمثيل».

وأوضح أن «هناك نخبة من الأسماء شاركت في العمل، فمن عدن الأخوان أحمد عبدالله حسين وقاسم عمر، والممثلة شروق، بالإضافة إلى الأخ نبيل حزام ومنى الأصبحي وعادل سلمان».

ويتحدث عن فكرة الفيلم قائلا: «كنا نرغب أن نعمل عملا يساير الهموم التي يعانيها المجتمع، أهمها المعاناة من التطرف، فما حدث للسياح الأسبان وفي حضرموت والسفارة الأمريكية، كل هذا يصب في إطار هم جديد يعيشه المجتمع، ونتمنى أن يجتمع الكتاب وحملة الأقلام والأفكار للوقوف ضد ظاهرة التطرف لتكون رفضا جماعيا».

وقال الأشموري: «تم تقديم حوالي سبعة إلى ثمانية عروض في محافظة عدن، وشهدت باقي المحافظات عروضا تدشينية قليلة، حرصنا في عدن أن يرى أكبر عدد من الناس هذا العمل، كما تم عرض الفيلم لعدد من السياح، وهناك ممثلون أجانب شاركوا في تنفيذ هذا العمل، وأبدوا إعجابهم، لكونه يمثل حالة إنسانية، الكل يتفاعل معها».

وعن عرض العمل سينمائيا قال: «حاليا دور السينما معطل، ففي صنعاء تعطل وجود السينما نهائيا، وفي عدن يوجد عدد بسيط من دور السينما، ولكي يتم عرض الفيلم سينمائياً يجب أولا مناقشة وضع السينما، فهي بحاجة إلى إعادة الروح إليها من جديد، بعد هذا العرض ستبقى لنا بعض العروض في سينما كالتكس ونادي شمسان، ومن المتوقع أن يتم دخول الفيلم المهرجانات في الهند وإيطاليا وبرلين».

وفي ختام حديثه شكر صحيفة «الأيام» لتسليطها الضوء على هذا العمل الاجتماعي.

مخرج عمل (الرهان الخاسر) د.فضل العلفي قال: «الفيلم يعالج قضية من أهم القضايا التي تواجه المجتمع، وهي قضية الإرهاب والتطرف الديني الذي ينخرط فيه الشباب، والفيلم يعالج قضية كيفية استقطاب الشباب للانخراط في هذه الجماعات، كما يناقش مخاطر الإرهاب ونتائج أعمال الإرهاب وأثرها على السياحة والاقتصاد وتهديم البلد».

وأضاف: «مهمة الفيلم توعية الشباب بعدم الانخراط بالأعمال الإرهابية، ويوضح للشباب نتائج العمليات الإرهابية، التي يمكن أن توصل إلى قتل أحد أفراد الأسرة أثناء تنفيذ أية عملية انتحارية».

وأوضح: «نحن من خلال الفيلم نعرض مشكلة ونحللها ونطرح نتائجها وأضرارها على السياحة وخروج الاستثمارات من البلد، وكذا التأثيرات النفسية والاقتصادية والتأثير على الأمن وكل الآثار التي تتركها هذه العمليات الإرهابية».

وقال: «مدة العرض ساعة و45 دقيقة، وقد تم عرض الفيلم في كل المحافظات، وآخر محطة كانت محافظة عدن، ونحن نحاول عرض الفيلم في المراكز الثقافية ولطلاب الجامعات لخلق ثقافة سينمائية، لو استطعنا أن نوجدها ستوجد بعدها دور السينما وسيدخل إليها الناس، فالناس متعطشون لأن يكون لديهم أعمال سينمائية لمشاهدتها».

وأكد قائلا: «هناك عدد من الشركات ترغب بالعمل في اليمن، وهذا الفيلم من إنتاج شركة روزانا بالتعاون مع الفضائية اليمنية ووزارة الداخلية».

محمد الحبيشي مؤلف العمل له العديد من المؤلفات منها (كيني ميني) و(عيني عينك).. قال: «أنا سعيد جدا، فكلما شفت العروض والجمهور المستهدفين الذين نكتب لهم.. كل هذه أشياء تفرح القلب، وأنا سعيد للنجاح، حيث حقق الفيلم إقبالا جماهيريا كبيرا، وهذا يعطي لنا حافزا لتقديم المزيد من الأعمال لتناقش قضايا تهم البلد، (الرهان الخاسر) جاء بعد عناوين كثيرة لتحمل فكرة الفيلم، وكان (الرهان الخاسر) هو الخيار الأخير».

قاسم عمر الممثل المعروف قال: «جسدت في الفيلم شخصية أمير الجماعة الإرهابية الكبير الذي يستلم التعليمات من الخارج، ويوجهها ضد هذا الوطن، ويستغل الشباب البسطاء العاطلين عن العمل الذين يعيشون حالة اجتماعية صعبة، وعن طريق خليته يستغلهم استغلالا بشعا، ويرشوهم بالمال ويغير من حياتهم، ويحاول أن يعمل لهم غسيل مخ، ويوجههم نحو تنفيذ عمليات ضد الوطن والإنسان، وفي ختام الفيلم يلقى مصيره المحتوم».

وأضاف: «الفيلم يحمل رسالة إلى كل أبناء الوطن وشبابه أن يكونوا حريصين من هذه النوعية من البشر الذين يأتون تحت التستر باسم الدين، وهم بعيدون كل البعد عن الدين، وهم ضد الدين الإسلامي».

الممثل قاسم عمر وجه رسالة للحكومة قائلا: «يجب على الحكومة أن تهتم بالشباب اهتماما كاملا حتى لاينحرفوا إلى الطريق الذي جسده الفيلم».

انتهت أحداث الفيلم الذي أثبت في ختام القصة أن العمل الذي تقوم به تلك الجماعات حقا لهو رهان خاسر، فمصير الأمة أن تفيق وأن يعود الشباب لوعيهم ويسلكوا طريق الإسلام الصحيح، لا طريق الانتحار وقتل النفس التي حرم الله قتلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى