وللفن أسراره .. عندما يتحول الفنان إلى (بتاع كله)

> «الأيام» فاروق الجفري:

> مواهب عربية كبيرة تجمدت قبل أن تأخذ مداها، قطفت فجة قبل أن تنضج، استغلت قبل أن تنمو، هل يعود هذا بسبب تفجرها المبكر؟ هل يعود بسبب تركها بدون توجيه تبحث من خلاله عن هويتها أو بالأحرى عن كوامن إمكاناتها القصوى؟.

أحياناً صاحب صوت موهوب بدلاً من أن يحاول التفتيش لاكتشاف مدى صوته وغنائه في عملية فنية صعبة، وبدلاً من أن يعرف حدود موهبة صوته، نراه يتحول بقدرة قادر إلى ملحن وإلى شاعر، فيغني ألحاناً من وضعه لاتفشل فقط وإنما تفسد صوته، وأحياناً ممثل مسرحي ينصب نفسه كاتباً مسرحياً ومخرجاً ويحصر كل هذه الأمور بنفسه وينسى موقعه الطبيعي ويضيع موهبته في كل هذه الشؤون التي لايملك أسرارها، أو لاعب كرة قدم ينصب نفسه ممثلاً سينمائياً ويفشل في السينما.

أذكر أن (مارلون براندو) أحد كبار الممثلين عندما تعدى موهبته إلى الإخراج السينمائي فشل كممثل (من إخراجه)، وفشل أيضاً كمخرج. يوسف شاهين بدأ ممثلاً ومخرجاً، ولكن ترك التمثيل وتفرغ للإخراج ونجح، رياض السنباطي لديه بعض الأغنيات بصوته، ولكنه ترك الغناء وتفرغ للتلحين ومثله محمد الموجي، وعبدالحليم حافظ لم يتطرق للتلحين واكتفى بموهبة صوته، من ناحية أخرى إذا افترضنا جدلاً أن بعض هؤلاء يتمتع بموهبة مزدوجة أو متعددة مثل محمد عبدالوهاب لديه موهبة الغناء وموهبة التلحين ومثله فريد الأطرش ومحمد فوزي، فالمهم عليه إغناؤها وتطويرها واكتشاف كل احتمالاتها، لأن الموهبة ليست نبته سحرية أبدية تتطور من نفسها.

هذه الأمور باتت تشكل ظواهر منتشرة في الوطن العربي، وهذا ربما من الأسباب التي تجعل بعض (الكبار) في جميع فروع الفن يقعون في التكرار وفي الاجترار، ولانقول في التقهقر وفي التراجع والاندثار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى