خور المكلا احتوى السيول وقذفها في انسيابية لبحر العرب.. مواطنون: خور المكلا ينقذ المنازل المحاذية له من أضرار جسيمة

> «الأيام» صلاح العماري

>
صورة من الجهة الغربية للخور التقطت أمس الأول باتجاه البحر ويظهر جسر أمبيخة عند نهاية الخور
صورة من الجهة الغربية للخور التقطت أمس الأول باتجاه البحر ويظهر جسر أمبيخة عند نهاية الخور
بشكل تلقائي احتوى خور المكلا مياه أحد أكبر السيول المتدفقة عبر جميع أودية مدينة المكلا، والتي شهدتها المدينة يومي الخميس والجمعة 23- 24 أكتوبر الماضي، وامتصت قناة الخور تلك السيول، واحتضنتها في انسابية تامة لتدمج بمياه بحر العرب الموجودة في الخور وتمر بشكل طبيعي في مجرى الخور إلى البحر.

وقد احتوى بشكل طبيعي مياه السيول الجارفة التي سالت من أودية المدينة المعروفة، وهي أدوية (سقم، السدد، الغليلة) إذ وصلت المياه المتدفقة إلى الجزء العلوي للجسر الصيني ليمتص الخور تلك المياه ويستوعبها، مما ساهم في إبعاد الخطورة عن المنازل الواقعة على ضفتي الخور الشرقية والغربية.

بدورنا في «الأيام» التقينا عددا من المواطنين وسألناهم عن الدور الذي لعبه خور المكلا في احتواء السيول وإبعاد الخطورة عن منازلهم خلافا لما كان يحدث في الماضي وآخرها سيول عام 2002.

تحدث إلينا الأخ رائد سالم بالعفير ومنزله يقع على الجهة الغربية للخور ويملك محلا للإلكترونيات في الاتجاه الشرقي المقابل قائلا: «الحمدلله، وبعد الشكر لله نشكر كل الجهود التي بذلت في الخور، والحقيقة لقد احتوى الخور خطورة تلك السيول الكبيرة المتدفقة من جميع الأدوية، وأزال بأمر من الله تعالى الخطورة عن منازلنا نحن الساكنين على ضفتي الخور، ولم نتعرض لأية خطورة ولله الحمد، فقد كنا نشاهد من منازلنا تلك الأمواج الكبيرة والسيول تتجمع جميعا في خور المكلا، وتمضي في طريقها بشكل طبيعي إلى البحر، ولم تتأثر منازلنا بأي مكروه، على عكس ما جرى في العام 2002 فقد دخلت السيول إلى الطابق السفلي لمنازلنا وغمرت سياراتنا، وكنا نحن الساكنين في ضفتي الخور الأكثر تضررا من تلك السيول، لكن الأمور بدت بشكل أفضل بعد إنجاز الخور، وزال الخطر بإذن الله تعالى».

الأخ جلال سالم قال: «يعد خور المكلا من المشاريع العملاقة التي تفتخر بها محافظة حضرموت، والحمدلله لعب الخور دورا كبيرا في امتصاص السيول المتدفقة بشكل هائج من جميع أودية مدينة المكلا والتي أخذت معها المخلفات الترابية والحجارة، وقد احتوى الخور المياه المتدفقة بغزارة، فجرت المياه عبر الخور في انسابية تامة إلى بحر العرب، ولهذا ساهم الخور بدور كبير بتوفيق من الله تعالى في منع الضرر عن المنازل المجاورة للخور في الضفتين الشرقية والغربية، ولو نتذكر في عام 2002، قبل البدء في مشروع الخور، شهدت مدينة المكلا أمطارا وسيولا، لم تكن بحجم أمطار وسيول هذا العام، لكنها مع ذلك أضرت كثيرا في ذلك العام بالمنازل المجاورة، ودخلت مياه السيول إلى الطوابق السفلى للمنازل المحاذية للخور، وأضرت كثيرا بتلك المنازل، لكن الأمر ولله الحمد ظهر بشكل أفضل هذا العام بفضل خور المكلا الذي نجح في احتواء الموقف رغم غزارة السيول، فلم تشهد المنازل المحاذية لضفتي الخور أية أضرار بفضل الله تعالى».

المواطن مراد مبارك باحاج قال: «لعب الخور دورا كبيرا في احتضان مياه السيول الجارفة التي قذفها باتجاه البحر، ولم تحدث بالتالي أضرار في المنازل المجاورة للخور، فبالإضافة إلى منظره الجمالي فقد لعب الخور دورا في التخفيف من وطأة الكارثة، خصوصا على المناطق المحاذية له، وصحيح أن هناك بعض الأضرار في البلاط الخارجي في الجهة الغربية، لكنها لاتمثل أية عيوب بالنسبة للقناة الأساسية للخور.. ونرجو أن تقوم السلطة المحلية في المحافظة بسرعة إصلاح هذه الأجزاء».

صورة التقطت للخور امس باتجاه الشرج
صورة التقطت للخور امس باتجاه الشرج
وتحدث لـ «الأيام» عدد من المواطنين الذين أكدوا مخاوفهم على مشروع الخور قبل السيول، لكنهم بعد مشاهدتهم الخور وهو يستوعب المياه أعربوا عن ارتياحهم لما شاهدوه، مؤكدين على ضرورة الصيانة السريعة للأجزاء الغربية والصيانة الدائمة للخور والحفاظ على نظافته وعلى تشجيره.

وللتعرف على وضع الخور من الناحية الفنية وبعض الأضرار التي حدثت في الجانب الغربي على حافة الخور باتجاه الممرات وبجانب التشجير التقينا الأخ م.محمد أحمد العمودي مدير المشاريع بمحافظة حضرموت، والذي قال لنا: «الحمدلله، كما شاهد الجميع، احتوى الخور السيول الكبيرة التي تدفقت على قناة الخور، وهي الجهة التي تعد قلب المشروع، فقد نجح الخور في احتواء مياه الأمطار بكل انسيابية، ومرت السيول المتدفقة عبر قناة الخور إلى البحر، وللتأكيد فإنه لاتوجد هناك أضرار فنية في المشروع، ولعل كل من يمر بجانب الخور يدرك ويرى ذلك تماما.. وللإيضاح فإن الجهة الشرقية لخور المكلا لم تشهد أضرارا أو انهيارات نتيجة لاحتوائها على فتحات لتصريف المياه التي تنساب باتجاه العبارات الموجودة في هذه الجهة نحو الخور، على عكس الجهة الغربية التي شهدت بعض الأضرار في موقعين فقط أمام مسجد جامع الشرج والغار الأحمر، والسبب في ذلك من ناحية فنية يعود إلى عدم وجود تصريف لمياه الأمطار في الطريق الإسفلتي المؤدي إلى من الشرج إلى ديس المكلا، إذ لم يراع عند القيام بعملية السفلتة مناسيب تصريف مياه الأمطار في هذه المنطقة، وبالتالي لم تنسب المياه إلى العبارة الموجودة في الجهة الغربية للخور، إذ توجد عبارتان الأولى في الجهة الغربية بجانب جامع الصفاء، والأخرى بجانب فندق الخليج في الغار الأحمر، وقد تم إغلاق الجزء العلوي منها أثناء أعمال السفلتة للطريق المجاورة لهذه الجهة ما أدى إلى عدم تصريف مياه الأمطار وتجمعها وركودها بكميات كبيرة بجانب الخور.

كما تم إزالة (البردورات) من قبل الجهة المعنية المنفذة للطريق، مما أدلى إلى تدفق المياه بكميات كبيرة إلى ممرات الخور، علما أن البلاط المستخدم في الخور هو بلاط من نوع (انترلك)، وهو بلاط لايحتاج إلى مونة سفلية (إسمنت لربطه ببعضه)، مما أدى إلى سحب المواد السفلية (الرمال والأتربة) وقذفها إلى الجزء السفلي للخور، ونتج عن ذلك انهيار أجزاء من الجدران والبلاط، وهذا لايشكل سوى 1% من مشروع الخور ولايشكل عيبا في المشروع بقدر ما هو خطأ في تصريف المياه في الطريق الواقعة في الجهة الغربية للخور، وهو خلل نرجو أن يتم تلافيه لاحقا.

صورة  للخور باتجاه ديس المكلا التقطت أمس
صورة للخور باتجاه ديس المكلا التقطت أمس
عموما، نطمئن الجميع وأبناء حضرموت أن مشروعهم الذي افتخروا به كثيرا لم يتأثر ولم تظهر به أية إخفاقات في العمل، وفيما يتعلق ببعض التهدم في البلاط من الجهة الغربية فهذا أمر لايقلق بتاتا، وسيتم بإذن الله سرعة إعادة إعمار هذه الأجزاء القليلة جدا، وأملنا أن يتم معالجة الخلل في الطريق المؤدية من وإلى الشرج في طريق الغار الأحمر حتى تنساب المياه بتلقائية من الطريق نحو عبارات الخور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى