المركزية المطلقة ومقاولو السلطة

> عبدالرحمن خبارة:

> المركزية هي البلاء.. بل هي كارثة، وما حدث في حضرموت والمهرة من انهيارات لمشاريع (الإنجاز) سواء الكهرباء، المياه، الطرق، المباني، الجسور.. إلخ يعود إلى البناء الهش الذي قام به المقاولون الدخلاء الوهميون بعيدا عن الاعتماد على المقاولين الحقيقيين في حضرموت وغيرها من المـحافظات الأخـرى.

> لو- وأعوذ بالله من كلمة لو- حدث 30 % من كارثة حضرموت والمهرة في عدن لانكشف الغطاء عن مشاريع بنيت بطريقة (كلفتة) ولتحولت عدن إلى أكبر من كارثة وأكبر من مأساة، والدليل على ذلك مشاريع أصاب بعضها التلف والشروخ وركاكة البناء بعيدا عن العواصف والأمطار الغزيرة.

> يطلق بعض المقاولين الشرفاء على طرق عدن «طرق الخمسة سنتيمتر»، ويقصدون بذلك سُمك الإسفلت، وهي طرق عمرها لايزيد على خمس سنوات، أصبحت نصفها- كطريق التسعين الممتد من كالتكس إلى طريق الساحل الذي يلتقي مع الطريق الرئيس المؤدي إلى محافظة ابين- في وضع لاتحسد عليه، حيث تحولت إلى طرق مملوءة بالحفر والمطبات والانهيارات.

> نلاحظ (قشع) الإسمنت في طرق عمرها سنتان إلى ثلاث سنوات، وسفلتتها من جديد، فكم هي الأموال المهدورة وكم هي الأموال التي يكسبها المقاولون الذين تحولوا خلال سنوات ما بعد حرب 1994 إلى مقاولين أغنياء من أموال الشعب.

> لاتوجد المقارنة هنا لطرق بنيت قبل خمسين عاما، بنتها السلطات البريطانية في عدن، وهناك طرق بناها الصينيون وألمانيا الغربية (سابقا) في اليمن وعمرها أكثر من أربعين عاما، مازالت صالحة وقوية ومن الصلابة بمكان.

> سنواجه الآن عملية التعمير الجديدة في محافظة حضرموت والمهرة، فهل نستخلص الدورس والعبر من تجارب المقاولين الوهميين الدخلاء على حضرموت، والذين هم سبب البلاء والنكسة لمشاريع عدة، وكان المفروض تسليم هذه المشاريع إلى المقاولين الحضارم أو من عنده الكفاءة والقدرة والضمان الكافي، ونلاحظ اليوم أن بعض المقاولين (السرق) والنهابين قد فتحت شهيتهم للعودة إلى حضرموت والمهرة لتكرار ما فعلوا بالأمس.

> على الإخوة في حضرموت والمهرة طرد هؤلاء اللصوص، وعدم تسليمهم أية مشاريع لإعادة البناء، لأن ذلك يعني عدم الاستفادة من الدروس المرة، وفي حالة إعادتهم، على السكان في هاتين المحافظتين انتظار نكبات أخرى (لا قدر الله) في المستقبل..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى