باراك حسين أوباما

> محمد عبدالله الموس:

> لايستطيع أحدنا أن يخفي اهتمامه بالانتخابات الأمريكية بوصفها الحدث الأبرز الذي نعيشه كل أربع سنوات، ربما لأنها دائماً تحمل جديدا يتأثر به العالم سلبا أو إيجابا، وربما لأننا نحلم باليوم الذي تصل فيه الانتخابات لدينا إلى ذلك المستوى .

تميزت انتخابات هذا العام بدخول مرشح أسود (باراك أوباما) في مواجهة مرشح أبيض (جون ماكين) له تاريخ عريق في الدفاع عن مصالح بلاده من خلال انتمائه للمؤسسة العسكرية، الذي ورثه عن جده وأبيه وهو ما لم يشفع له لدى الناخب الأمريكي في مواجهة الرغبة في التغيير .

ولشدة المنافسة فقد كان الكثيرون يعتقدون بدخول أسامة بن لادن على خط الانتخابات من خلال الشرائط المسجلة له أو لمساعده أيمن الظواهري الأمر الذي يؤثر في نتيجة الانتخابات، لكن شيئا من ذلك لم يحدث ربما حرصا على أن لاتتأثر قناعات الناخب الأمريكي ويقع تحت شبهة تزييف الوعي وربما خشية من أن تجد الإدارة نفسها في أتون (ووترجيت) آخرى .

ما ميز هذه الانتخابات الأمريكية لرئيسها الـ(44) هو أن الاحتفال بالفوز قد تجاوز حدود الولايات المتحدة الأمريكية إلى القارة السمراء بوصف الرئيس باراك حسين أوباما من أصول كينية .

هناك من رأى أن في ذهاب إدارة جورج دبليو بوش ذهابا لمقولات التغيير بالفوضى الخلاقة أو بشعار الحرب على الإرهاب، وقد يكون محقا في ذلك، لكننا نعتقد بخطأ الاعتقاد بأن التغيير كسمة للعصر قد توقف بمجرد ذهاب إدارة أمريكية ومجيء غيرها في أكبر تغيير تشهده الولايات المتحدة الأمريكية منذ ميلادها بمجيء رئيس أسود .

واقع الحال أن التغيير سمة هذا العصر الذي انتقل فيه الشأن العام من النخب إلى الشعوب وأن وسائل العصر، من المعلومة العابرة للقارات إلى تلاقح التجارب والثقافات، لم تبق المعلومة حكرا على ما تسمح به الأنظمة، وسنذكر اليوم الذي انتخب فيه الشعب الأمريكي (باراك حسين أوباما) الأسود من أصول إفريقية بوصفه اليوم الذي هبت فيه رياح التغيير على أمريكا نفسها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى