الوكالة الذرية تنتقد تسرب اكتشاف اثار يورانيوم بموقع سوري

> فيينا «الأيام» مارك هاينريش :

> انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الثلاثاء كشف دبلوماسيين عن عثورها على آثار يورانيوم في موقع سوري قيد التحقيق قائلة إن هذا يهدف إلى الحكم مسبقا على استنتاجات الوكالة.

ويمثل هذا الانتقاد تعبيرا نادرا عن الضيق داخل الوكالة إزاء تسرب أخبار يقول البعض إنها قد تضفي بعدا سياسيا على النتائج الفنية لعمليات التفتيش على دول يشتبه الغرب في أنها تنشر الأسلحة النووية بشكل غير مشروع.

وكان عدة دبلوماسيين يتابعون نشاط الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالوا أمس الأول إن جسيمات من اليورانيوم المعالج ظهرت في بعض عينات الاختبار التي جمعها مفتشو الوكالة من الموقع,وأبلغوا رويترز أن هذا لا يكفي للخروج باستنتاجات بشأن أي نشاط نووي غير معلن لكنه يتطلب مزيدا من التحقيق.

وأكدت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم الوكالة أن الوكالة تعد تقريرا عن سوريا وأنها وضعتها على جدول أعمال اجتماع محافظي الوكالة يومي 27 و28 نوفمبر تشرين الثاني الجاري وكل من الاجرائين غير مسبوق فيما قال دبلوماسيون إنه يشير إلى عثور المفتشين على شيء خطير.

لكنها قالت إن تقييم الوكالة لنتائج زيارة يونيو حزيران للموقع الذي تقول واشنطن إنه كان مفاعلا نوويا سريا كاد يكتمل قبل أن تقصفه إسرائيل في 2007 لم ينته بعد ولا مبرر لإصدار حكم عام قبل ذلك الحين.

وقالت فليمنج "نأسف لمحاولة أناس اصدار حكم مسبق على التقييم الفني لوكالة الطاقة الذرية. لكننا معتادون على مثل هذه المحاولات للمبالغة وتقويض العملية قبل كل اجتماع لمجلس (محافظي) وكالة الطاقة الذرية."

ولم تنف الوكالة الدولية للطاقة الذرية مضمون تصريحات أمس الأول بشأن آثار اليورانيوم.

وقال دبلوماسي قريب من الوكالة إنها قلقة من أن التسريبات قد لا تعكس الصورة الكاملة وأن تعميم معلومات شديدة السرية قبل صدور تقرير رسمي قد يثني السوريين عن التعاون مع الوكالة.

ولم يرد سفير سوريا لدى الوكالة على رسائل تطلب منه التعقيب,ولم يصدر تعليق عن دمشق أيضا. وقد نفت سوريا من قبل صحة معلومات للمخابرات الأمريكية تشير إلى مفاعل ناشيء لإنتاج البلوتونيوم في الموقع باعتبارها ملفقة.

وقال دبلوماسيون إن التساؤل يدور حول مصدر اليورانيوم نظرا لأن معلومات المخابرات من واشنطن ودول أخرى لا تتضمن ما يشير إلى تخزين وقود نووي في الموقع.

وقالوا إن الجسيمات المستخلصة من بعض العينات العشوائية لم تكن ليورانيوم خام بل يورانيوم معالج وهو ما قد يشمل اليورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه بكميات كبيرة لتغذية محطات كهرباء أو صناعة قنابل.

ويقولون إن مثل هذه الاثار قد تكون نقلت الى الموقع عن غير قصد على ملابس علماء أو عمال أو على معدات احضرت من مكان اخر. والموقع النووي الوحيد المعلن من جانب سوريا هو مفاعل بحثي.

وقد ترجع آثار اليورانيوم إلى مصدر ناء كما خلص إلى ذلك من قبل تحقيق لوكالة الطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي السري لإيران.

وكان مفتشو الوكالة عثروا على جسيمات يورانيوم من النوع المستخدم في صناعة القنابل لكن الوكالة خلصت إلى أن مصدرها معدات مستخدمة من باكستان وليس من منشأة إنتاج محلية غير معلنة.

وتقول إيران إن برنامجها الآخذ في التوسع لتخصيب اليورانيوم إنما هو لتوليد الكهرباء فحسب لكنها موضع تحقيق من وكالة الطاقة الذرية وعقوبات دولية لرفضها تعليق النشاط ولتقييدها عمليات تفتيش تقوم بها الوكالة للتحقق من عدم وجود نشاط نووي عسكري مواز.

وتحجم إيران وسوريا عن السماح لمحققي وكالة الطاقة الذرية بدخول مواقع عسكرية. وكل منهما خصم للولايات المتحدة وإسرائيل ولا يريد الكشف عن أهداف لضربات محتملة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى