فنان .. بمعنى الكلمة

> «الأيام» عبدالله اليماني:

> كنا أطفالا.. نستمع إليه ونحبه.. وأصبحنا شبابا.. فاستمعنا إليه وأحببناه، ثم تجاوزنا الطفولة والشباب فازداد حبنا له.

واكتشفنا في فنه من أسرار الجمال ما لم نكن نعرفه من قبل.. صوته يشبه ألحانه، فهو صوت من أصوات الطبيعة مثل حفيف الأشجار، وخرير المياه في القنوات الصغيرة، مثل النسيم العليل في ليالي الصيف.. إنه صوت نابع من القلب والوجدان.. فيه جمال سهل بلا تعقيد.. وهو يشبه جمال البنت الريفية التي لا تعرف من المساحيق أكثر من كحل العيون.. كان محمد سعد عبدالله فنانا يعمل في استقلال كامل عن جميع زعماء الفن، كما أنه ابتعد تماما عن المنافسات والصراعات الكبيرة من أجل كسب الجماهير.. وفضل أن يعيش حياته الفنية دون ضجيح أو خصومة من أي نوع مع الآخرين.

كان ناجحا وموجودا على الساحة، يحبه الناس ولا يتعصبون له، ويستمعون إليه ولا يقارنونه بأحد سواه.. فلا هو خليل محمد خليل ولا بامدهف ولا هو أحمد قاسم ولا المرشدي ولا أبوبكر سالم ولا عطروش.. إنه ببساطة.. محمد سعد عبدالله الذي لا يشبهه أحد.. وبرغم حضوره الفني الجميل لم يفرض وجوده على أحد، واستمرت الأمور كذلك حتى هدأت العواصف الفنية بين (أبناء كريتر والفيحاء).. وبدأ الذوق العام يعيد حساباته بهدوء.. وبالتدريج أخذ محمد سعد يزداد لمعانا وبريقا حتى اكتشفناه فجأة.. وأحببناه فجأة.. واستقر في قلوب الناس، واحتل مكانه العالي بين سلاطين الطرب دون أن يخطر على باله أن ينافسهم أو يزاحمهم على اعتلاء الصدارة.

كان كالزهرة البرية التي تقدم عطرها لكل من يريد دون أن تطلب من أحد أن يتوقف أمامها، أو يعتني بها.. كان غزير الإنتاج كثير التجديد، فهو برغم رحيله قد ترك لنا تراثا عظيما ومتقدما.. على شباب المطربين أن ينهلوا منه ويتدارسوا جماله وعظمته.

رحم الله (أبا مشتــاق).. عاشق التجديــد والتلقائيـــة..ذلك الفنان الطيب الرقيق الذي حمل بين جوانحه (قلب شاب).. عشقــه كل الشــباب (وقلب إنسان) سوف يظل بيننــا مــادامت الإنسانية!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى