> «الأيام» محسن عبده قاسم:

علي عبدالله فارع وتبدو اصناف حلاوة البينيان
أما اسم «كريتر» فلفظة إنكليزية معناها (فم البركان) أو (فوهة البركان)، أي الحفرة التي يخلفها الجبل تخرج النار من بطنه والدلائل على وجود البركان كثيرة في جبال عدن.
ولما جاء الإنجليز إلى عدن في سنة 1839 وجدوها تقع فيما يشبه الحفرة، وشاهدوا آثار النيران التي يخلفها البركان فسموها كريتر، أما متى وقع البركان فغير معروف، إلا أنه كما يقدر علماء الطبيعة كان ثائراً منذ آلاف السنين.
والإجابة عن السؤال لماذا أطلق اسم عدن على مدينة عدن؟ فيمكن القول إن لفظة عدن في القاموس معناها «سكن» ولفظه معدن معناها «مسكن» أو«مواطن» وربما أن أجدادنا الأوائل سموها «عدن» لأنهم جعلوها مسكنا وموطنا لهم.. ويحاول بعض المؤرخين أن ينسب اسم عدن إلى أحد أولاد ملك من ملوك الحميريين، ولكن هذا القول غير ثابت ببرهان.

جانب من الزعفران حيث كان المخبز اليوناني
جريك في الزعفران
الزعفران أحد أهم شوارع عدن لعراقته وموقعه وسط المدينة، وفيه كثير من المحلات التجارية.. في هذا الشارع أنشأ رجل أعمال يوناني مخبزا للرغيف «الروتي» بأنواعه (صندوق، طوال، بان وسليس) إلى جانب تشكيلات مختلفة من الكيك الفاخر.. صار المحل معروفا بالمخبز اليوناني أو مخبز الجريك GREEK BAKERY وبالطبع لاعلاقة لهذا الجريك لا من قريب ولا من بعيد باسم ونسب أستاذنا الفاضل سعيد الجريك - أطال الله في عمره ومتعه بالصحة - الذي ليس له من رأسمال في هذا الوجود سوى عزة نفسه!!، في وقت وللأسف هانت عزة النفس عند الكثير من الناس. وقد أفادني البعض أن موقع المخبز كان منذ أواخر الأربعينات بالقرب من المستودع المعروف اليوم القربي للنظارات لينتقل بعد ذلك إلى المحل الذي يشغله اليوم مطعم حلب السياحي أحد المطاعم الراقية في عدن، واستمر فيه حتى نهاية العام 1967.

سوق الطويل فيه منشآت حلاوة البينيان
في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي ظهر في عدن - ومازال حتى اليوم - نوع من الحلوى عرف بحلاوة البينيان معمول من السمبرة المطحونة عبارة عن أربعة أصناف: (سيو، تكاجاتيا، بنوديا واللدو) تضاف لها بهارات أخرى، وتنسب لأصحابها من الهنود البينيان بورجي وموهن وشقيقه وبيجا جلال وكنية وهذا الأخير اشتغل معه عبدالله حميد فارع صبيا سنة 1936م بسوق الطويل بكريتر، واستمر معه حتى رحيله في 1948عام نكبة فلسطين، حيث شهدت عدن اضطرابات وفوضى عارمة، واصل عبدالله حميد المشوار وقد اكتسب الخبرة حتى وفاته رحمة الله عليه في 1970 تاركا خبرته وشهرة المحل لابنه محدثنا علي عبدالله حميد الذي لم يألُ جهدا في هذه الصناعة، لكنه اليوم طريح الفراش، نسأل المولى عز وجل أن يمن عليه بالشفاء العاجل إنه سميع مجيب.

محطة البترول أمام فندق الجزيرة
لاتزال عالقة في أذهان الكثير من أهل عدن محطة بترول كانت واقعة أمام فندق الجزيرة وأزيلت نهائيا في النصف الثاني من السبعينات لتتحول إلى موقف للسيارات عندما جرى تغيير حركة المرور من اليمين إلى اليسار،
حسب ما جاء على لسان البعض أن المحطة ظلت تخدم من أواخر الأربعينيات عندما كانت المساحة التي يحتلها الآن فندق الجزيرة موقفا للآليات والمركبات الخاصة بالفرنسي الشهير أنتوني بيس وكانت تجارته تغطي عدن وكثيرا من مناطق ودول الجوار إلى أن شملها قانون التأميم في 27 نوفمبر 1969م.