الذكرى 38 لليوم الوطني لسلطنة عمان الشقيقة.. مبتداها ترويض الثوار ومنتهاها معالجة آثار الإعصار

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> يمتد نظام الحكم البوسعيدي لما يقارب الـ(250) عاماً، وبدأت بالإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، وتحول اللقب من الإمامة الذي أخذ الطابع الديني للحكم إلى لقب سلطان، ومن أشهر الأئمة البوسعيديين الإمام سعيد بن سلطان، الذي امتدت الامبراطورية العمانية في عهده إلى شرق أفريقيا في زنجبار وممباسا والجزيرة الخضراء وموانئ أخرى على الساحل الآسيوي وأدخل إمارات خليجية في ملكه بعد أن حررها من البرتغاليين.

يطلق لقب (سلطان» على الحاكم، فيما تحمل بقية الأسرة الحاكمة لقب «صاحب السمو السيد».

يحتفل الأشقاء العمانيون بالذكرى (38) ليومهم الوطني الذي تمثل في النهضة المباركة التي أرسى صرحها جلالة السلطان قابوس بن سعيد عام 1970م وجلالته من مواليد عام 1940م وعهد والده بتربيته إلى حفيظ الغساني الذي تولى تدريسه وهو في نعومة أظفاره حتى عام 1958م، حيث شد جلالته الرحال إلى بريطانيا لإكمال الدراسة وفي العام 1960م التحق بكلية ساند هيرست العسكرية الملكية وتخرج فيها ضابطا عام 1962م ووفاء منه لأستاذه الغساني وكلية ساندهيرست، عين جلالته الأول مستشاره الصحفي حتى وفاته عام 1999م، أما الثانية فقد عاد إليها بعد 21 عاماً من تخرجه (1983م) ليشهد حفل تخرج دفعتين من الطلبة الخريجين وقدم جلالته هدية للكلية عبارة عن سيف من الذهب وأنشأ قاعة عمان تقديرا لدور الكلية ووفاء لها .

الأساس في تجربة الحك: ثورة المفاهيم:

إن فهم الأمور وقيادة المجتمع تتطلب ثورة مفهايم للبدء في السير السليم على طريق البناء والتنمية، واعترف جلالة السلطان قابوس بأنه تعلم من الحياة العسكرية «أن الانضباط ليس شيئا يفرضه المرء على الآخرين، لكنه شيء يتعين على المرء قبل كل شيء أن يطبقه على نفسه إذا كان جديراً أن يكون قائداً للرجال، كما تعلمت المعنى الحقيقي للخدمة، وهو أن تعطي ولا تتوقع أن تأخذ شيئا، كما تعلمت أن المسؤولية تؤدي إلى الالتزام» (مجلة «الرجل» - العدد 104 يونيو 2001م - ص 16- 25)

السلطان وترويض الثوار

في سياق فهمه الصحيح للمفاهيم وقف جلالته أمام أوضاع بلاده الداخلية، فعرض على من يسمون أنفسهم الثوار أن الوطني الحقيقي هو من يساهم في بناء مجتمعه ووطنه، وكان المجتمع العماني عند قيام الحركة المباركة في يوليو 1970م في غاية التخلف والبؤس فوجه الدعوة لكل العمانيين بالعودة إلى الوطن للمساهمة في بناء وطنهم، وكان الثوار في عداد العائدين إلى الوطن وأخذوا مواقعهم في المؤسسات العامة للدولة .

حققت السلطنة في ظل قيادتها الرشيدة نتائج قياسية في مختلف المضامير : التعليم العام والثانوي والجامعي، حيث افتتحت جامعة السلطان قابوس عام 1986م وحققت كليات التربية نقلة نوعية استنادا للمرسوم السلطاني 62/2007م بتحويل كليات صحار وصور ونزوى وعبري وصلالة إلى كليات العلوم التطبيقية وحققت السلطنة طفرة نوعية تمثلت في عدد من الكراسي العلمية التي تشرف عليها وزارة التعليم العالي في جامعة الخليج العربي في المنامة وجامعة ملبورن الاسترالية وجامعة اترخت الهولندية وجامعة ليدن الهولندية (قيد الإنشاء) .

يبلغ عدد أعضاء مجلس الدولة في سلطنة عمان 71 عضوا بينهم 14 امرأة وقد اختيرت إحداهن لتمثيل السلطنة في عضوية الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية .

الإدارة العمانية ومعالجة آثار الإعصار

في يوم 23 يوليو 1970م وقف جلالة السلطان قابوس أمام بضعة آلاف من العمانيين قدموا لاستجلاء ماحدث في مدينة صلالة التي تبعد ألف كيلو عن مسقط، وخاطبهم :«إني أعدكم أن أول ما أفرضه على نفسي أن أسرع بجعل الحكومة عصرية وأول أهدافي أن أزيل الأوامر غير الضرورية التي ترزحون تحت وطأتها...».

جاءت المعطيات التي أفرزتها مسيرة البناء والتنمية لتجسد وتؤكد مصداقية العهد الذي قطعه السلطان على نفسه، حيث طرقت السلطنة بابا جديدا على المجتمعات النامية وهو باب «إدارة الأزمات» CRlSlS MANAGEMENT وهنا تجسد «مقوم الإدارة»، ولم يكن هذا المقوم كافيا ولو لم يدعمه «مقوم الإرادة»، ذلك أن تقلبات مناخية عاصفة تمثلت في إعصار (جونو) ضرب السواحل العمانية في يونيو 2007م ونتج عنه خسائر بشرية ومادية جسيمة، وأجمعت الإدارة العمانية (حكومة وشعبا) على مواجهة الموقف بكل آثاره وتداعياته بالاعتماد على الذات وتفرغ الجميع لإصلاح ما خربه الإعصار، ففي حين استضافت دولة قطر القمة الثامنة والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال يومي 3و4 ديسمبر 2007م بدلاً من سلطنة عمان التي واتتها القدرة الآن لاستضافة الدورة التاسعة والعشرين في الشهر الحالي .

هنيئا لشعبنا العماني الشقيق تلكم الإنجازات ونقدر لهم وقوفهم إلى جانب المنكوبين من إخوانهم في محافظتي حضرموت والمهرة .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى