أسمهان بيحاني.. صوت تألق عبر الأثير وذكرى طيبة بعد الرحيل

> «الأيام» حليمة محمد الحبابي:

>
الفقيدة أسمهان بيحاني من الإعلاميات المخضرمات التي أسهمت إسهاما بارزا في إذاعة عدن منذُ بداية عملها في عام 1961 كعاملة تلفونات (أوبريتر), وتعتبر أسمهان أول امرأة يمنية توظف رسميا في الشطر الجنوبي (سابقا) بعد الحراك الجماهيري النسائي الذي شهدته محمية عدن من أجل تحرير المرأة ودخولها إلى مجالات العمل المختلفة إلى جانب أخيها الرجل، وكان دخول أسمهان وغيرها من نساء عدن إلى مجالات العمل المختلفة هي ثمرة هذا النضال, حيث أنها من مواليد مدينة عدن عام 1945 .

ولإيمان وتشجيع الأستاذ/ حسين محمد الصافي مدير عام إذاعة عدن- بدور المرأة أتاح الفرصة لعدد من النساء للعمل كضابطات صوت, وكانت أسمهان إحدى هؤلاء النسوة اللاتي تدرجن في العمل الإذاعي، وفي عام 1963 صارت أسمهان بيحاني أول امرأة تحقق إنجازا وتدخل المجال الإبداعي، لكونها ضابطة صوت، وبذلك فتحت الباب على مصراعيه لغيرها لخوض غمار هذا المجال, واستمرت في العمل حتى عام 1980 سجلت خلالها عددا من حلقات برنامج (الأسرة والمجتمع )، كما شاركت بتسجيل بعض الأغاني الإذاعية.

عرفت أسمهان بصوتها الإذاعي الجميل الذي ساهم في العديد من الأعمال الدرامية الإذاعية في الستينات والسبعينات القرن الماضي, مثل: تسجيل التمثيليات والرسائل التوعوية الخاصة بالأسرة وتمثيلية (برضة العيد)مع محمود أربد في السبعينيات.

كما ساهمت في تمثيل مسلسل (الأيام والسنين) بأجزائه الثلاثة، حيث كان الجزء الأول عام1990 والثاني عام 1991 والثالث عام 2000,ومسلسل(زعيزع) في دور شطحة مع نبيلة حمود وعبد الله حميدو وسالم العباب عام 1994, ومسلسل (هبيهب) عام 1996 مع قاسم عمر, كما شاركت في المسلسل العربي (الخليفة الزاهد عمر عبد العزيز)في دور المربية عام 1991 مع نبيلة حمود وكان من تأليف فيصل الصوفي وإخراج محمد حسين بيحاني, ومسلسل (فصيح في مهب الريح) تأليف فيصل بحصة وتمثيلها مع نبيلة حمود وآسيا ثابت وإيناس بحصة.

وكما ساهمت في تقديم بعض البرامج الإذاعية ومنها (عامر ورحمة) عام 1975 الذي بدأ كفقرة في برنامج (هذا الجنوب أرضنا الطيبة)، ثم استقل بعد ذلك وقدم كبرنامج مستقل يرمي إلى توعية الناس بالقضايا الوطنية المختلفة مع عدد من الأصوات النسائية التي دعمت بأصواتهن هذا البرنامج منهن: نور الهدى ونجلاء شمسان.

كما قامت بتقديم برنامج(كلام في محله) في التسعينيات والبرنامج يناقش العديد من القضايا التوعوية المطروحة على الساحة، وتهم الناس في العديد من المجالات, ثم تحول اسم البرنامج إلى (ما يصح إلا الصحيح) حالياً مع زميلها سالم العباب، وهومعد البرنامج.

وفي بداية الثمانينات شغلت منصب رئيس قسم الثوثيق والتسجيل بدرجة مدير عام حتى تقاعدها عام 2004، لها إسهامات جديرة بالاحترام والتقدير، حيث عملت على إعادة نقل وثائق المكتبة الإذاعية في الجانب البرامجي والدرامي, وكان لها الفضل بتجديد وتسجيل عدد من الأغاني الإذاعية التي شارفت على التلف قبل تقاعدها.

ولعبت دورا بارزا كأمينة للمكتبة الإذاعية، حيث مثلت مرجعا مهما في استيعاب ومعرفة محتويات المكتبة الإذاعية مع زملائها وديعة روشاني وعلي حسين الحاج وأسمهان بركات ونادرة محمد, وساعدت الراحلة خلال فترة عملها في المكتبة زملاءها في الحصول على مبتغاهم من الأشرطة والتسجيلات الإذاعية بكل يسر وسهولة، على الرغم من زحمة المراجع المكتبية.

أسمهان .. الآنسة

اتصفت الراحلة بالابتسامة الدائمة والودية في التعامل مع الجميع واحتضانها للجميع, وهي الأم الموجهة والحاضنة للعاملين الجدد والمتدربين، لاتبخل عليهم بالمعرفة والمشورة والمعلومات الحازمة للعمل، تعود الكل على تواجدها بينهم حتى أبعدها المرض عنهم قبل أشهر قليلة من موتها.

فغاب صوتها عبر الأثير الذي طالما حضر ضيفا على مستمعيها كل صباح من خلال شخصية (أم سليم) في برنامج (مايصح إلا الصحيح) إلى الأبد .. وفقدت إذاعة عدن صوتا حنونا متمكنا .. فوداعا يا أسمهان بيحاني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى