الأحمر الشاب ضحية المعسكرات السياحية !!

> «الأيام الرياضي» صادق وجيه الدين:

> جاءت مشاركة المنتخب الوطني للشباب لكرة القدم في النهائيات الآسيوية في السعودية على غير ما كانت تتمناه وتأمله جماهير الرياضة في بلادنا، إذ لم يكن المنتخب عند مستوى آمال وطموحات محبيه وجماهيره.

فظهر بمستوى لم يكن يتوقعه أكبر المتشائمين وتعرض لخسائر كبيرة ومفاجأة ، ولا أريد أن أحمل لاعبينا وجهازهم الفني مالا طاقة لهم به على اعتبار أن القرعة ظلمتنا منذ البداية، حيث أوقعت منتخبنا الشباب في المجموعة الحديدية التي ضمت إلى جانبه منتخبات ذات صولات وجولات وبطولات وإنجازات وتواريخ، وهي منتخبات كل من (اليابان، السعودية، إيران) .. ولا يمكن لأحد أن ينكره أو حتى يتجاهله .. لكني أود الإشارة إلى أن الأداء لم يكن مقنعاً إذ كنا نأمل في أن ينسينا الشباب الآلام التي تعرضنا لها بإقصاء الناشئين من نهائيات آسيا، وكان رهاننا على حماس اللاعبين وتفاعل جهازهم الفني وحنكة الجهازالإداري.. بالإضافة إلى أن التشكيلة متجانسة منذ أن كانت في فئة الناشئين .. ناهيك عن التصريحات النارية التي سبقت البطولة ..!!

لكن المباريات أكدت زيف الإعداد، إذ اتضح أن اللاعبين كانوا يعانون من الرهبة في المباريات والسبب أن المعسكرات التي أقامها المنتخب في الداخل والخارج لم تعد عليه بالنفع والفائدة بحكم أنه لم يخض مباريات ودية قوية، فاكتفى بخوض مباريات مع فرق تركية يبدو أنها لعبت بالبدلاء .. الأمر الذي يسوغ لي وصف تلك المعسكرات بأنها (سياحية) أكثر منها فنية، وخير دليل على ذلك أن المدرب لم يثبت على تشكيلة معينة، وانظروا إلى أن اليابانيين سجلوا ثلاثة أهداف في ثلاث دقائق بالإضافة إلى أن جلَّ - إن لم يكن كل - الأهداف دخلت مرمانا وسط توهان دفاعي .. وأغلبها من أخطاء في التمرير .. ولم ننجح في كسب لقاء إيران رغم أن شبابنا كانوا المسيطرين فيه، وأضاعوا فرصاً لا تضيع ما يبرهن بل ويبصم بالعشر على أن منتخب الشباب كان ضحية المعسكرات السياحية غير المدروسة !!

كما لم يكن اللاعبون في وضعية نفسية جيدة، علماً أنه لا يخلو منتخب وطني من اختصاصي نفساني وخصوصاً أن الحالة النفسية والعصبية مشكلة يعاني منها دائماً - اللاعب اليمني- والمشكلة الكبيرة تكمن في أننا نتعامل مع النهائيات مثلما نتعامل مع التصفيات التمهيدية ولاندرك أن الفرق كبير بينهما فتكون استعداداتنا متركزة على جمع اللاعبين في معسكرات داخلية لافائدة منها وإقامة معسكرات بطريقة عشوائية، لأن أهم شيء في عملية الإعداد لعب مباريات تجريبية قوية لمعرفة مكامن الضعف والقوة .. ولم يلعب شبابنا سوى مباراة ودية واحدة مع المنتخب السوري الذي ظهر هو الآخر بصورة مهزوزة وبالتالي لم نستفد منها بل إننا توهمنا بأن شبابنا قادرون على قهر المستحيل، ومنازلة منتخبات تفوقه في كل شيء، فأثر ذلك في إيجاد ضغط نفسي وعصبي على اللاعبين .. وكان ينبغي أن تتلامس طموحاتنا مع إمكاناتنا وأن نمد أرجلنا على قدر فراشنا.

أثق بأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، ولكن الارتجالية والعشوائية والرعونة حالت دون أن يقدم شبابنا مستويات أفضل مما قدموها ويحققوا نتائج مقبولة ومعقولة .. ولذلك فإني أرى بأن الذين يهاجمون لاعبي الاحمر الشباب والجهاز الفني ليسوا منصفين، لأن علينا التفكير في كيفية إعدادهم للنهائيات، وقد سبق أن طالب المدرب ومدير المنتخب بمباريات قوية تمكنا من المعرفة الحقيقية لمدى الجاهزية التي وصل إليها اللاعبون آنذاك بيد أن الاتحاد عجز عن توفيرها بذريعة اعتذار المنتخبات، بل وتهربها من ملاقاة منتخبنا.

وأذكر الزملاء الأعزاء في الإعلام الرياضي أن لا ينسوا أو يتناسوا فضل مدربنا الوطني عبدالله فضيل، الذي حقق نجاحين سابقين للكرة اليمنية ابتداء بتأهيل منتخب الناشئين إلى نهائيات آسيا 2006م، ثم تصعيده إلى فئة الشباب وتأهيله إلى نهائيات آسيا 2008م، وقد أثبت سمو عقله وحنكته، من خلال تحميله لنفسه المسؤولية حرصاً منه على اللاعبين الذين يتعشم فيهم تقديم المستوى الأفضل في المستقبل، لكننا قد لا نختلف حول أنه لم يكن واقعياً في تصريحاته .. ولربما أنه انخدع بالمباريات التجريبية !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى