البروفيسور جندلاخ: عدم القدرة على وقاية الأطفال من هذه الإصابات تكمن بإصابة الأطفال بها بالشهرين الأولين لتكون الجنين

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
د. جوندلاخ و د. أحلام هبة الله و د. مهجة أحمد علي و د. مادوروتن
د. جوندلاخ و د. أحلام هبة الله و د. مهجة أحمد علي و د. مادوروتن
عندما تضع الأم الحامل جنينها بعد تسعة أشهر أو سبعة أشهر، وهي الفترة الطبيعية للحمل ليكون الطفل مكتمل النمو يصادف أن يولد المولود بتشوه خلقي يسمى بالشفة الأرنبية أو شق قبة الحنك، ويسبب ذلك الألم نفسية للأم وللمولود حين يكبر في السن ويرى نفسه مختلفا عن الآخرين ويطلق عليه لقب (الأشرم).

وسادت الشائعات أن الأم الحامل إذا رأت أثناء تكون الجنين أرنبا، أو كما يقال (تتوحم) في فترة الوحام يصبح الطفل شبه الأرنب، فهذا التشوه الخلقي له شكلان، فربما يصاب الجنين بإحداهما أو يصاب بالاثنين معا..

في هذا الموضوع نتعرف على ماهية هذه التشوهات أولا: تشوه الشفة الأرنبية أي شق الشفة ويحدث في الشفة العليا ويتخذ شكلان أحدهم بسيط والآخر مزدوج، فالمزدوج يكون بشقين، كل شق يصادف فتحة من فتحات الأنف أو بسيط، ويصيب شق الشفة مقابل أحد فتحات الأنف فقط، والتشوه الآخر يسمى شق الحنك يحدث في سقف الحلق، وربما يحدث في الحنك الصلب أو الرخو أو الاثنين معا، هذه التشوهات لها أعراضها، كما لها أسبابها التي ربما تتفق في كثير منها في كل الدول، وقد تختلف في بعض الدول، فلكل دولة عادات وتقاليد تختلف؛ اليوم نتعرف الكثير عن هذا المرض، رغم أنه ليس بمرض بقدر ما هو تشوهات خلقية تترك تأثيرا نفسيا سيئا في نفس من يعاني من هذه التشوهات، التي يكون حاملها أكثر عرضة للالتهابات التي ربما تؤدي إلى فقدان السمع وقصور في الفك العلوي وتشوهات في الأسنان ومشاكل مختلفة في وظائفه الفمية ومشاكل في النطق، وكما يعاني الرضيع مشاكل في الرضاعة.

د. أحلام: أهم أسباب الإصابة في اليمن سبب وراثي

اليوم نتعرف على أسباب وطرق الإصابة بها وكيفية الوقاية منها وعلاجها نلتقي اليوم بعدد من ذوي الاختصاص الذين نذروا أعمارها للتخصص في علاج مثل هذا التشوهات لإعادة البسمة لوجه الطفولة ولوجه أم لم تكتمل فرحتها بولادة طفلها، الذي خرج إلى الوجود ليحمل لقب (الأشرم)، ولكنه الإيمان والرضا بالقدر فتردد الأم بصبر «قدر الله وما شاء فعل».

وكان أول لقائنا في قاعة ابن سيناء في كلية الطب التي عقدت فيها حاليا أعمال الندوة العلمية الأولى حول الإصابة بالشفة الأرنبية وشق قبة الحنك.. أسبابها وكيفية الوقاية منها، وبمشاركة اختصاصيين في مجال طب الأسنان والأطفال والنساء والولادة والأنف والأذن والحنجرة وجراحة الأعصاب ومتخصصين اجتماعيين ونفسيين من جامعة رستوك ألمانيا وأثيوبيا و عدد من الجامعات اليمنية من عدن و صنعاء وذمار وإب والحديدة والأساتذة الكوبيين ذوي الاختصاص من البعثة الكوبية في كلية الطب بجامعة عدن، وستناقش الندوة عددا من أوراق العمل في هذا المجال البروفسور كارستن جندلاخ رئيس قسم جراحة الوجه والفكين رئيس وفد جامعة روستوك الألمانية يقول :«إن أسباب الإصابة بهذه التشوهات أربعة أخماس أسباب مكتسبة وخمس واحد فقط مرض وراثي، وفي أغلب الحالات يأتي السببان مرة واحدة يشكل حالة متعددة الأسباب، والأسباب المكتسبة تأتي بسبب نقص الأوكسجين عند الجنين في فترة التكون أو قلة نسبة الفيتامينات خاصة فيتامين B أو إصابة بأمراض خطيرة، التي تأخذ الأوكسجين عن الجنين عند إصابة الأم الحامل أو من خلال سموم بعض الغازات المعروفة بالغاز السمي».

ويضيف: «مسألة الوقاية لا يمكن أن تقي الأطفال منه بنسبة 100%، ولكن إذا تم إعطاء الأم فيتامين B وحمض الفولفك يمكن أن نقي الأطفال من الإصابة بالشفة الأرنبية بنسبة كبيرة»، ويقول: «على الأم في هذه الحالة أن تتجنب الضغط النفسي وتتجنب تناول الأدوية الكثيرة».

ومشكلة عدم القدرة على وقاية الأطفال تكمن بأن الإصابة بهذه التشوهات تتكون في الشهرين الأوليين من فترة الحمل وتكون في هذه الفترة الكثير من النساء لا يعلمن أنهن حوامل، حيث يتناولن الأدوية فيحدث الخطأ، وتتعرض الأم للكثير من السموم على إثرها يتعرض الجنين لهذه التشوهات.. وأضاف: «عمل مثل هذا الندوات يرمي إلى نقل خبرات جامعة رستوك خلال الفترة الطويلة الماضية إلى أكبر عدد من كليات طب الأسنان كون مركز الشفة الأرنبية تأسس منذ خمسين عاما.

وعن مدى نجاح علاج الشفة الأرنبية يقول:«لا يمكن تقييم النتائج للشفة الأرنبية إلا عند اكتمال نمو الجنين، فهنا نستطيع أن نقيم نجاح الحالة، فإذا أراد أي مركز أن يقيم نتائج عمله فلابد أن يكون على الأقل بعمر عشرين عاما، والمشكلة تغير رؤساء هذه المراكز، حيث يؤثر تأثيرا سلبيا على تقييم نتائج المراكز، فكل رئيس مركز له سياسة تختلف عن الآخر وأي تقرير ناتج عن هذه المراكز تكون بدون قيمه لأنها تأتي سريعة، لذلك يجب أن تتعلم المراكز الجديدة أن تأخذ خبرات المراكز القديمة».

ويضيف البروفيسور جندلاخ: «زرت اليمن أربع مرات وشاهدت بعض الاختلافات البسيطة، إذ لم أتمكن من رؤية الكثير منها والتي تحدث، كوني أقضي كل وقتي في غرف العمليات، ولكن من عام 2004 الأمور تسير بشكل جيد، وخاصة فيما يتعلق بعمل المركز في هذا العام، أي عام 2004 أجريت أول عملية جراحة لهذه الإصابة في اليمن وكان الناس غير مهتمين حتى العاملين في هذا المجال، ولكن في الأعوام التالية ،تحسن الوضع كثيرا وتطور وأصبح هناك اهتمام كبير من الجميع، وبدأ تقديم الرعاية الصحية الصحيحة في هذا المجال والتي لم تكن معروفة سابقا، ربما كانت هنا عمليات جراحية تجرى، ولكن من حيث الرعاية للمصاب بالشفة الأرنبية يحتاج إلى ثمانية عشر عاما من الرعاية».

د. أحلام هبة الله، أستاذ مشارك ورئيس المركز تقول: «اختلاف الإصابة بهذه التشوهات بالتأكيد تختلف من حيث الأسباب ولو أنها في مجملها واحد، فعندما يقول البروفيسور جوندلاخ بأن خمسة من المصابين في ألمانيا فقط يكون وراثي، ففي ألمانيا يمنع زواج الأقارب وذلك حسب القانون الذي صدر عام 1959، أنا أقول عندنا في اليمن لا، فبحثنا المعمول في المركز حول أسباب الإصابة أكد بأن 40% من الأطفال المسجلين تعود أسباب الإصابة لعامل وراثي، وذلك من خلال زواج الأقارب، فأغلب الأطفال عينة البحث كان أبواهم أقرباء، فاشتراك الجينات من الأم والأب هي سبب رئيس لإصابة هؤلاء الأطفال، فاليمن تحل ثالثا بالنسبة لزواج الأقارب بعد قطر والسودان.

وتؤكد بأن مركز الشفة الأرنبية تتمثل بثلاثة أهداف: تقديم الرعاية الصحية والعلاج المجاني للمريض، بناء قاعدة إحصائية للمصابين وتشجيع الأطباء والمدرسين والطلبة أن يحولوا النظريات إلى واقع عملي، وكيف تعلموا من الألمان والخبرات الخارجية الأجنبية بأن يعالجوا هذه التشوهات، وهذه الندوة تصب في توسيع المفاهيم والمدارك وأسباب وطرق الوقاية من هذ الإصابة، وما وصل إليه العلم، ونأمل أن تخرج الندوة بصورة واضحة لفريق العمل المتكامل داخل المركز وخاصة أنه يمثل نوة الفريق في المركز».

د. مهجة أحمد علي رئيسة الطب الحيوي بكلية الطب تؤكد بأن أهمية هذه الندوة تأتي لتزايد عدد الأطفال المولودين المصابين بتشوهات الشفة الأرنبية وشق قبة الحنك، حيث أكدت الأبحاث في مركز الشفة الأرنبية بأن من 1 إلى 500 مولود في اليمن يصابون بالشفة الأرنبية أو شق قبة الحنك أو الإثنين معاً والأولاد أكثر عرضة للإصابة.

و تقول: «الشفة الأرنبية لها شكلان، أحادية الشكل وتأتي منفردة بجهة واحدة مقابل فتحة الأنف أو في جهتين والشكل الآخر قبة شق الحنك أو تأتي معا».

ماريا راشان ممثلة منظمة الداد تقول: «رغم أني لست بطبيبة ولكن سعيدة بوجود في هذه الندوة العلمية التي تتناول مشكلة حقيقة تعاني منها شريحة الأطفال، وهي الإصابة بالشفة الأرنبية وشق قبة الحنك، وما عرفتها عن هذه الإصابة بأنها مشكلة تقع كثيرا في اليمن، وبحاجة للعلاج، فأعتقد بأن مواكبة التطور وتعرّف المختصين بأسباب هذه الإصابة لإيجاد العلاج والتخلص من هذه المشكلة، وهذه الندوة تعالج الكثير بما يخص هذه التشوهات، ويجب أن تنقل هذه المفاهيم والأسباب إلى كل منطقة في اليمن، لكي يتعرف عليها الناس ويكون هناك برامج تدعم هذا الاتجاه»، وتضيف: «أن وجودها الأساسي في اليمن يعود إلى افتتاح قسم اللغة الألمانية في كلية الآداب».

د مادوروتن عميدة كلية الأسنان جامعة إثيوبيا تقول: «هذه الندوة الأولى التي أحضرها في اليمن و التي تناقش قضية مهمة، والندوة بحد ذاتها ملتقى دولي يتيح الفرصة للتعرف على كيفية الإصابة بهذه التشوهات وطرق الوقاية منها، بالإضافة إلى معرفة الجديد في هذا المجال، ووجودي في هذه الندوة كوني عميدة كلية الأسنان في الجامعة الإثيوبية يمثل المشاركة والتعرف على تجارب الآخرين في هذا المجال والاستفادة منها».

«الأيام» حضرت افتتاح الندوة ورصدت آراء بعض المشاركين، و نتمنى أن تخرج الندوة بنتائج تقي أطفالنا الإصابة من هذه التشوهات التي بدورها تسبب آلام نفسية أكثر من ماهي عضوية للأم والطفل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى