أمريكا واوروبا .. سوريا قامت بتنظيف المواقع النووية المشتبه بها

> فيينا «الأيام» مارك هاينريك :

>
اتهمت الولايات المتحدة سوريا أمس الجمعة بتبني تكتيكات "أتقنتها إيران" لعرقلة تحقيق تجريه الامم المتحدة بشأن مزاعم عن أنشطة نووية سرية وقالت ان دمشق قامت "بتنظيف وتطهير" المواقع للتخلص من الادلة.

وكان تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 19 نوفمبر تشرين الثاني قد ذكر أن مبنى سوريا قصفته إسرائيل في عام 2007 كان به علامات تشبه المفاعل النووي. وعثر مفتشون على آثار يورانيوم أو وقود نووي في موقع الكبار في يونيو حزيران الماضي.

وحث محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سوريا أمس الأول على الاذعان لمطالب الوكالة المتكررة وفتح مواقعها العسكرية أمام مفتشي الوكالة لمساعدتهم في التوصل إلى نتائج بشأن معلومات مخابرات أمريكية تشير إلى مفاعل بني معظمه بمساعدة كورية شمالية صمم لانتاج بلوتونيوم لتصنيع قنابل ذرية. وتضم هذه المواقع موقع الكبار وثلاثة مواقع عسكرية اخرى. كما طالبها بتقديم وثائق بشأن استخدام تلك المواقع لمساعدة مفتشي الوكالة في استخلاص النتائج بشأنها.

وقال مبعوثو الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في اجتماع مجلس محافظي الوكالة ان سوريا تحتاج الى توضيح السبب في انها ازالت اجساما بعد ان طلب مفتشو الوكالة مشاهدتها مثلما كشفت صورا التقطتها الاقمار الصناعية.

غير أن مسؤولي الامم المتحدة قالوا إن البحث عن أدلة تعطل بسبب تأخر طويل في تبادل معلومات المخابرات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد أشهر من تدمير سوريا الموقع الذي تعرض للقصف وتسويته بالارض وبسبب الحاجة إلى تفويض قانوني للبحث عما يريده المفتشون.

ونفت سوريا معلومات المخابرات الامريكية ووصفتها بأنها ملفقة واستبعدت إجراء المزيد من الزيارات التفقدية لاسباب متعلقة بالامن القومي.

وقال السفير الامريكي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية جريجوري شولت في نقاش في اجتماع نهاية العام في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من 35 دولة "حتى الان يبدو أن سوريا تختبر تكتيكات الاعاقة وعدم المساعدة التي أتقنتها إيران بشدة."

وتقول الوكالة الدولية ان ايران أعاقت تحقيقا للوكالة تجريه منذ زمن طويل بشأن معلومات مخابرات تقول واشنطن إنها تظهر أن طهران درست بشكل غير مشروع كيفية تصميم قنابل ذرية. وذكرت الوكالة أن إيران تنفي ذلك لكنها لم تقدم أدلة تدعم موقفها.

وقال شولت ان صور الاقمار الصناعية التي عرضها مفتشو الوكالة في الاسبوع الماضي امام المحافظين قدمت "أدلة دامغة على ان سوريا اتخذت خطوات على الفور لتنظيف" ثلاثة مواقع عسكرية بعد ان طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارتها للبحث عن صلة محتملة بموقع الكبار.

وقال تقرير الوكالة ان سوريا استخدمت جرافات وأزالت حاويات كبيرة بعد ان تلقت انباء بأن مفتشي الوكالة يريدون الذهاب الى هناك.

وقال مبعوث سوريا مجددا في الاجتماع ان الموقع الذي ضربته اسرائيل كان مبنى عسكريا تقليديا تماما.

وقال دبلوماسي قريب من الوكالة انها استأنفت الاتصالات مع سوريا بشأن خطوات المتابعة في التحقيق وان تقرير الوكالة القادم سيصدر في فبراير شباط.

وجاء في موجز رسمي للاجتماع ان بعض الاعضاء -- في اشارة الى دول نامية تشكل نصف مجلس المحافظين -- شكوا من ان بطء تبادل معلومات المخابرات و"استخدام القوة المنفرد" من جانب اسرائيل عرقل بشدة التحقيق.

وعبر اعضاء آخرون -- وفود غربية -- عن قلقهم بشأن "عمليات الهدم والازالة التي جرت على نطاق واسع" من جانب سوريا في مواقع موضع تساؤل. وحثوا دمشق على تقديم وثائق بشأن استخداماتها.

وقالوا ايضا انه في ضوء تأكيدات سوريا بأن آثار اليورانيوم جاءت مع الصواريخ التي استخدمت في تدمير موقع الكبار فان الوسيلة الوحيدة للتحقق من اصلها هو السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بفحص مواقع نقلت اليها الانقاض والمعدات من موقع القصف.

وقال شولت إن القضية تبرز القيود المفروضة على الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بلد لم يصدق على البروتوكول الاضافي وهو أداة حاسمة لرصد الانشطة النووية السرية لانه يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة خارج المواقع النووية المعلن عنها.

وأضاف "سوريا إحدى الدول التي امتنعت عن تبني البروتوكول. وربما نفهم الان السبب في ذلك."

وحث شولت والمبعوث الفرنسي فرانسوا زافيه اللذان كانا يتحدثان باسم الاتحاد الاوروبي سوريا على التوقيع على البروتوكول للمساعدة في اعادة بناء الثقة في نواياها.

واستبعد سوريا ذلك لاسباب تتعلق بالامن القومي مادامت اسرائيل ترفض ان تفعل نفس الشيء والانضمام الى معاهدة حظر الانتشار النووي والتخلي عن ترسانتها النووية غير المعلنة وهي الوحيدة في الشرق الاوسط. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى