باكستان بؤرة الارهاب الاسلامي وهدف سهل للاتهامات

> إسلام أباد «الأيام» ايمانويل جيرو :

> من المؤكد ان باكستان تشكل حاليا بؤرة الارهاب الاسلامي ما يجعل منها بنظر بعض المحللين هدفا سهلا للاتهامات وقد لمحت الهند الى تورطها في اعتداءات بومباي، غير انها تخوض هي ايضا حربا على القاعدة وتتعرض لاعتداءات دامية.

ومعظم الهجمات او محاولات الهجمات الارهابية التي نفذها ناشطون متطرفون في العالم منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، تعود خيوطها الى المناطق القبلية شمال غرب باكستان حيث اعادت شبكة القاعدة وحركة طالبان الافغانية تشكيل قواهما بدعم من طالبان باكستان.

وتدرب مدبرو اعتداءات مدريد في 11 اذار/مارس 2004 ولندن في 7 تموز/يوليو 2005 ومحاولات الاعتداءات التي تم احباطها ضد طائرات تقوم برحلات عبر الاطلسي عام 2006، في معسكرات تدريب في شمال غرب باكستان.

ولطالما اتهمت الهند اسلام اباد بدعم او حتى توجيه المجوعات الاسلامية التي غالبا ما تنفذ اعتداءات على اراضيها مطالبة تحت شعار المطالبة باستقلال كشمير الهندية او الدفاع عن الاقلية الاسلامية "المضطهدة" على حد قولها من الغالبية الهندوسية.

ورأى حسن عسكري الاستاذ السابق في مدرسة جون هوبكينز للدراسات الدولية في واشنطن ان "ثمة ثلاثة اسباب كبرى تجعل من باكستان المشتبه به الاول على الساحة الدولية وهدفا سهلا للاتهامات".

واوضح المحلل الباكستاني "انها اولا وسيلة سهلة للحكومة الهندية من اجل تفادي الانتقادات الموجهة الى الثغرات في عمل اجهزتها الامنية، كما انه معروف دوليا ان باكستان تؤوي مجموعات اسلامية مختلفة والقاعدة، ومن المعروف اخيرا ان باكستان استخدمت في الماضي حركات ارهابية بما يخدم سياستها في المنطقة".

واضاف ان "هذا يجعلها بالتالي عرضة للاتهامات، لكن علينا الا ننسى ايضا ان باكستان نفسها ضحية ارهاب سواء داخلي او مستورد".

واعلنت القاعدة وطالبان باكستان المتحالفة معها في المناطق القبلية في صيف 2007 "الجهاد" على اسلام اباد وقتل منذ ذلك الحين نحو 1500 شخص في هذا البلد في موجة غير مسبوقة من الاعتداءات التي نفذ معظمها انتحاريون.

ويشن الجيش الباكستاني، احد حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في "الحرب ضد الارهاب" التي تخوضها منذ ايلول/سبتمبر 2001، حملة واسعة النطاق منذ الصيف الماضي ضد طالبان والقاعدة في شمال غرب البلاد.

وفي المقابل، يميل بعض المحللين من دعاة التشدد حيال "الشقيق العدو"، الى اتهام الهند بدورها بالسعي لزعزعة استقرار اسلام اباد.

ورأى الجنرال المتقاعد حميد غول الرئيس السابق لاجهزة الاستخبارات الباكستانية (اي اس اي) ان "اتهامات نيودلهي لن تؤدي سوى الى امر واحد وهو السماح للمتطرفين الهندوس والاحزاب التي تمثلهم بتعبئة الرأي العام ضد الحكومة في الانتخابات المقبلة".

وقال مسؤول كبير في اجهزة الامن الباكستانية لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان "عنف هجمات بومباي والتنسيق الكامل بينها يثبتان انه لا يمكن ان تكون جرت بدون دعم محلي".

ويرى عسكري انه بارتباطهم بمجموعات سواء كانت تنشط في افغانستان ام لا، فان "نطاق عمل هؤلاء الارهابيين يتسع وتبدو الهند الان مدرجة على لائحة اهدافهم" ما يجعل من الملح بنظره قيام "تعاون بين الدولتين الجارتين" اللتين خاضتا ثلاثة حروب بينهما منذ استقلالهما عام 1947.

وكان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي عند وقوع اعتداءات بومباي يزور نيودلهي لاجراء محادثات في اطار عملية السلام الشاقة الجارية منذ 2004 بين البلدين. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى