سياح: نصحنا بعدم الذهاب إلى اليمن بسبب الإرهاب ولكننا قدمنا فوجدنا شعبا مضيافا

> عدن «الأ يام» فردوس العلمي

> رست في ميناء عدن صباح أمس الباخرة السياحية كوستا كلاسيكا المكونة من 8 طوابق والبالغ طولها حوالي 220 مترا، وعلى متنها مجموعة من السواح من مختلف دول الاتحاد الأوروبي، عددهم 1250 سائحا وسائحة، مع طاقم السفينة.

وكان في استقبالهم على أرض ميناء عدن الأخ عبدالصمد عبدالمجيد القدسي نائب مدير مكتب السياحة والعقيد محمد أحمد علي مدير شرطة السياحة.

الباخرة كوستا كلاسيكا جاءت إلى عدن قادمة من ميناء الحديدة، حيث انطلقت أمس الأول الساعة الخامسة عصرا, وعلى رصيف الميناء كان هناك أكثر من عشرة باصات سياحية لنقل السياح لبدء برنامج رحلتهم السياحية، حيث غادر بعض السواح الباخرة في ميناء الحديدة في وقت سابق متجهين إلى صنعاء ليصلوا عدن برا، وغادرها آخرون من ميناء عدن إلى تعز برا، وعددهم حوالي 288 سائحا وسائحة.

«الأيام» رافقت السياح في رحلتهم في مدينة عدن، وكانت المحطة الأولى لهذه الرحلة صهاريج عدن التاريخية، حيث عمل المرشدون السياحيون على توضيح أهمية صهاريج عدن وتاريخها العريق وأسماء الصهاريج، وما تحملها من دلالات تاريخية، كما زاروا المتحف الوطني للآثار، وشملت زيارة الفوج السياحي المزار الديني مسجد العيدروس ومنطقة صيرة والسوق وجولدمور القديم، وبعدها تناولوا طعام الغذاء ثم عادوا إلى الميناء لانطلاق رحلتهم البحرية.

السياح أبدوا إعجابهم بما شاهدوا في عدن، وسجلوا انطباعاتهم على صدر صحيفة «الأيام».

وكان أول المتحدثين كاترين (أرملة)، كانت في شبابها حسب قولها تعمل في مجال السكرتارية في الفنادق، وبعدها كان لدى أسرتها فندق كبير، وكان زوجها يدير العمل فيه، وبعد وفاته تولت هي إدارة الفندق.
لديها ولدان أعمارهما 50 و40 سنة أحدهما يعمل بمجال الاقتصاد والآخر تولى إدارة الفندق.. تقول: «عمري 78 عاما، حاليا أنا متقاعدة، والمتقاعدون في ألمانيا يتلقون تسهيلات للقيام برحلات سياحية لزيارة دول أخرى، وأنا شخصيا زرت عدة دول عربية وقرأت الكثير عن اليمن، ولكن ما رأيته في عدن أكثر من ما قرأت».

حلمي وزوجته عذراء
حلمي وزوجته عذراء
وتضيف: «في سويسرا حذروني كثيرا من الذهاب إلى اليمن، وقالوا لنا في اليمن يوجد إرهاب، ولكن مشاهدتها أكد لي عدم وجود ما يسمى بالإرهاب، لهذا أنا أكذب من قال لي إن في اليمن إرهاب، فالناس هن مسالمون وطيبون».

تارنا آلن (72 عاما) من ألمانيا، تعمل في تجارة وتصميم الأثاث، وكانت مصممة جيدة للأثاث..

تقول: «قرأت كثيرا عن صهاريج عدن، ولكن بالتأكيد ليس كما أشاهد الآن بأم عيني، فالكتب تتحدث عن منطقة حجمها صغير، ولكن هذه المنطقة كبيرة جدا، وكنت أتمنى أن أرى الصهاريج أثناء نزول المطر، ولكنني سعيدة بأني ذهبت إلى الصهريج الكبير وشاهدت المياه هناك». وتضيف: «أخبرنا المرشد السياحي بيومي مراد بأنه قبل شهر تعرضت المكلا والغيظة لأمطار شديدة دمرت الكثير من المنازل، وهذا أحزنني، فأنا أحب أن أرى المطر، ولكن لا أحب أن تكون هناك ضحايا.. أنا سعيدة بالاستقبال الجميل، وما رأيته من استقبال يؤكد أن أهل عدن طيبون».

تقول تارنا أيضا: «نصحونا عبر التلفاز بعدم الذهاب إلى اليمن، فاليمن فيها إرهاب، وأن لاندخل إلى أعماق شمال اليمن لوجود العديد من المشاكل والإرهاب، ولكن أنا وصلت أمس (أمس الأول) وزرنا الحديدة ومناخة وزبيد وبراع ولايوجد أي إرهاب، والشعب اليمني مسالم، ولي الفخر أن أزور اليمن. زوجي قبل عشرين عاما زار جنوب اليمن، وبقى لمدة أربعة أسابيع، وكانت المناطق جميلة جدا، كما زار شمال اليمن (صنعاء) في نفس الفترة، وشاهد الاختلاف الكبير».

زاك فريد (76 عاما) من ألمانيا (ميونخ)، كان مهندسا ميكانيكيا (مكائن المصانع) كما كان يدقق على السيارات المصنعة قبل إخراجها إلى السوق.. يقول: «الصهاريج تاريخ موجود من مئات السنين، ولابد لنا أن نشاهدها لكي نحكي لأحفادنا هذا التاريخ، كما سنعمل على نقل كل ما شاهدناه في كل منطقة يمنية زرناها».

(زيك) يخطط للعودة إلى عدن هو وزوجته لقضاء عشرين يوما.. «اليوم سوف نزور قصر السلطان وصيرة وجامع العيدروس، وكلها مناطق أثرية».

إستل مولودة في تونس وعاشت في فرنسا حوالي خمسين عاما هي وزوجها، حين هاجرت أسرتاهما إلى هناك.. تقول «إن أشد ما كان يزعجهم أن صلاة الجمعة فاتتهم، وكانوا يتمنون أن يصلوا صلاة الجمعة».

حلمي مسلم مولود في البوسنة ويعش في زغرب، زوجته مسلمة مولودة في زغرب اسمها عذراء، لديهما ثلاثة أطفال، الكبيرة شيلا، وهو اسم إيراني والوسطى سمراء والصغرى أمل.

حلمي لكي يؤكد أنه مسلم نطق الشهادتين وقرأ بعض سور القرآن الكريم.. يقول: «لدينا مسجد ومدرسة نعلم فيها أطفالنا تعاليم الإسلام ومكتبة إسلامية كبيرة، وفي رمضان نصوم ونصلي التراويح».

الأخ عبدالصمد عبدالمجيد القدسي نائب مدير مكتب السياحة في عدن عبر عن سعادته بهذا التدفق السياحي الذي تشهده مدينة عدن قائلا: «خلال العشرة الأيام الماضية زارت عدن ثلاث بواخر سياحية.

وهذا نتيجة الجهود المبذولة من قبل قيادة وزارة السياحة مع مجلس الترويج السياحي لترويج المنتج السياحي اليمني في الخارج، وعدن من ضمن هذا الترويج. الجمعة الماضية وصلت الباخرة فكتوري، وكان على متنها 2800 سائح، زاروا مدينة عدن، وما يميز عدن في هذا الفترة وجود السياحة الداخلية والعربية والدولية.

انتهت اللقاءات التي تركت ذكرى طيبة في أنفس السياح وفي أنفسنا، فرغم التحذيرات من خطورة الذهاب إلى اليمن إلا أنهم جاءوا واستمتعوا بأجواء عدن العيدية، وشاركوا أهل البلد فرحة العيد، وشاهدوا في عدن الجمال وطيبة أهل اليمن عامة.

تحية وشكر للعميد بيومي مراد الذي عمل على الترجمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى