العراقيون في الشمال يشيعون ضحايا هجوم انتحاري

> كركوك «الأيام» رويترز :

>
وتوافد المعزون على المساجد في مدينة كركوك الشمالية العراقية أمس الجمعة متعهدين بألا يتركوا أسوأ هجوم في شهور يحول التوترات العرقية إلى إراقة دماء.

وقتل 50 شخصا واصيب نحو مئة بجروح في تفجير انتحاري أمس الأول في مطعم شمالي المدينة التي يتنازع عليها الاكراد والعرب والتركمان. وكانت مدينة تتسم بهدوء نسبي خلال موجة العنف الطائفي التي اجتاحت العراق.

وقال ميعاد رضا محمد كردي (45 عاما) وهو يبكي قبيل جنازة شقيقه وزوجة شقيقه واثنين من ابنائهما الثلاثة في مسجد سني "ما ذنبهم؟"

ولم تنج سوي ابنه شقيقه البالغة من العمر عامين من الهجوم الذي وقع في مطعم شهير شمالي كركوك وكان أعنف هجوم في العراق منذ أن أسفر تفجير شاحنة في بغداد عن مقتل 63 شخصا في يونيو حزيران الماضي.

وذكر التفجير العراقيين بهشاشة التراجع في أعمال العنف الطائفي التي أثارها غزو قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وستختبر المكاسب الأمنية عندما يجري العراق الانتخابات المحلية في يناير كانون الثاني المقبل والانتخابات العامة في وقت لاحق من العام المقبل وعندما تبدأ القوات الامريكية في الانسحاب من المدن في النصف الأول من عام 2009 قبل الانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2011.

ورغم تراجع عمليات القتل الطائفية في العامين الماضيين إلا ان الهجمات بسيارات ملغومة وقنابل مازالت شائعة.

والتفجيرات الانتحارية من العلامات المميزة للمتشددين من تنظيم القاعدة لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجير المطعم الذي كان يتناول الطعام به مسؤولون اكراد وعرب وبعد أن أجروا محادثات لمناقشة التوترات.

وكانت كركوك من أقل المناطق عنفا في العراق لكن يتنازع عليها الاكراد الذين يعتبرونها عاصمتهم القديمة ويريدونها ان تصبح جزءا من اقليم كردستان المتمتع بشبه حكم ذاتي والعرب والتركمان الذين يريدون أن تبقى المدينة تحت سيطرة الحكومة المركزية,وتضم المدينة احتياطيات نفطية كبيرة لم تستغل بعد.

وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي "الهجوم محاولة من جانب الارهابيين لإخراج السلام عن مساره في هذه المدينة المتحدة." وتعهد باعطاء سلطات المدينة كل المساعدة التي تحتاجها للتعامل مع الوضع.

وقال سكان كركوك انهم لن يسمحوا للتفجير بأن يزج بالمدينة في العنف الداخلي الذي اجتاح بقية أرجاء العراق على مدى سنوات بعد الغزو.

وقال محمد وهو موظف بشركة نفط الشمال الحكومية "انه ترويع عام لا يفرق بين أطفال او شبان أو شيوخ." وأضاف "هذا التفجير لا علاقة له بالعرب أو الاكراد أو التركمان.. انه يستهدف مدنيين أبرياء. انهم يريدون قتل فرحة العراق."

وقال محمد إن صدمة فقد اسرته كلها تقريبا في التفجير كانت كبيرة لدرجة انه فقد الوعي عندما وصل إلى مستشفى محلي وأبلغوه النبأ.

وكان والده قد اخذ الاسرة للغداء بعد عودتهم من معرض خلال عطلة عيد الأضحى.

وقال عماد أحمد (30 عاما) الذي يعمل بقناة تلفزيون في كركوك إن أحد زملائه وهو مقدم البرامج كنعان جوزال وهو تركماني قتل في التفجير مع اطفاله الثلاثة وشقيقه.

وقال "لا يمكنني وصف اللحظة التي علمت فيها بمقتل أفراد الأسرة الخمسة جميعهم... فقط أريد ان أسأل من فعلوا ذلك.. أي نصر تكسبون من قتل الأطفال والنساء والشبان والشيوخ؟"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى