صبرا جميلا..شبوة

> مقبل محمد القميشي:

> الحقيقة لايتقبلها كثيرون عند أي نقد.. فالنقد الذي هو الآخر غير مقبول عند كثيرين أيضاً.. يعني الحقيقة.

هذا الموقف من الحقيقة والنقد هو عند المسؤولين والقائمين على سلطة البلاد والعباد أكثر وضوحا وبروزا، والمهم في الأمر ليس الرفض أو القبول، لأن الحقيقة ليست بحاجة إلى صناديق اقتراع أو غير ذلك من (التلميعات) أو المحسنات (الديكورية) إذ تسطع سطوع الشمس في كبد النهار.

وحتى نكون منصفين علينا وضع مثال لـ(الحقيقة) .. وأقرب الأمثلة ما أصاب الجنوب من ظلم أرضا وإنسانا.. وقد سبق لنا أن استعرضنا ذلك بالتفصيل في عدد من المقالات في صحيفة «الأيام»، على الرغم من بعض الترقيعات في بعض المحافظات الجنوبية والعديد من التوجيهات بتنفيذ عدد من المشاريع المعطلة أو التوجيه بإنشاء مشاريع جديدة من العدم أو وهمية.

الغريب-ولاغرابة في اليمن- أن تظل شبوة- أرض الثروة- مهملة ولاتعيرها السلطة أدنى اهتمام.. لا تطوير في مستشفياتها ولا ترميم أو صيانة لطرقاتها ولا تنفيذ لما هو مقرر في خططها وبرامجها، فسفلتة الطرقات لا أثر لها، وخير مثال على ذلك طريق (العرم- المطهاف) هذا الطريق يتم ترحيله كل مرة بوعود كاذبة، فهل يصدق د. الأحمدي، محافظ شبوة بتنفيذه هذه المرة وفي أسرع وقت ممكن ؟! نترك الإجابة للواقع والمستقبل.

المدارس كثير منها متوقفة، أما الكهرباء فلا خطط مدروسة لها ولا برامج مستقبلية لتطويرها.. ومشاريع المياه متعثرة.. هذا هو حال شبوة .. شبوة النفط الثروة التي تعتمد عليها الدولة في بناء وتطوير مشاريع، ولكن في محافظات أخرى، حتى يكاد المرء لايصدق أنها تملك في باطنها الثروة المعدنية من نفط وغاز ومصادر متنوعة أخرى.

أمام ذلك التناقض الفاضح في شبوة لابد أن نبحث عن السبب، وأين يكمن الخلل لعدم انتباه السلطة إلى هذه المحافظة، وقد قيل إن المليارات أعطيت لهذه المحافظة مؤخرا لتطويرها، وتأخذ الكهرباء من هذه المليارات القسم الأكبر والنصيب الأكثر، ولكن حتى اللحظة لم نر على أرض الواقع شيئاً يذكر!!.. لكن الشيء اللافت للنظر عدم زيارة المسؤولين وخاصة أصحاب القرار لهذه المحافظة، وكأن هذه المحافظة (شبوة) وحدها وليست ضمن الوحدة.

لقد عودتنا السلطة في مواسم الانتخابات على سيل الوعود وزيارات المسؤولين، لكنهم ليسوا من أصحاب القرار، والتزاماتهم مثل (شاهد ماشافش حاجة) خلال فترة الدعاية الانتخابية، لأن الأمور تكشف بعد موسم الحصاد (الانتخابات) وتكون الوعود ليست أكثر من صوت رعود.. وأشبه بـ(حمل كاذب).. في الأخير ليس أمامنا إلا الصبر، فصبرا جميلا شبوة.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى