التلال..وأزمة المال !!

> «الأيام الرياضي» خالد شفيق أمان:

> قليلون هم من يكتبون هذه الأيام عن التلال وأوضاع فريقه الكروي الذي يعاني من تراجع مستواه في الدوري العام .. قليلون من يكتبون ويساهمون في تصحيح مسار الدفة التلالية التي عجزت الهيئة الإدارية للنادي عن توجيهها ومؤازرة الفريق في هذه الظروف، وبدلاً من ذلك تقدمت باستقالتها الجماعية والتخلي عن المسؤولية الملقاة على عاتقها.

قليلون هم ولايتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، لكنني أجزم أن عدد الذين سيكتبون فيما بعد سيتجاوز مجتمعاً عدد أعضاء الجمعية العمومية ومجلس إدارة النادي ومجلس الشرف الأعلى وحتى عدد أعضاء المجلس المحلي للمديرية والمجلس المحلي للمحافظة وذلك عندما يعود فريق نادي التلال مجدداً - لاسمح الله - إلى دوري الدرجة الثانية (دوري المظاليم) كما يحلو للبعض أن يطلق عليه.

قليلون هم من يبادرون ويساهمون اليوم ولو بأضعف الإيمان لتصحيح الأوضاع الإدارية والمالية للتلال التي عكست بظلالها على سير جميع الأنشطة الرياضية وبالأخص الفريق الكروي..لكنني أبصم بالعشر أن كثيرين سيظهرون غداً وسنجدهم يتباكون في كتاباتهم ويكيلون التهم واللوم على الإدارة - الحاضرة الغائبة - وعلى اللاعبين والجهاز الفني والتدريبي بعد أن يكون شبح الهبوط قد كتم على أنفاس الفريق، وتأكد لهؤلاء القوم وقوع «الفأس على الرأس !!».

معذرة لهذه المقدمة، لكنني أرى أنها لا بد منها للتذكير بأهمية الوقت الذي لم تستطع إدارة النادي والجهاز الفني والتدريبي واللاعبين من تداركه في الموسم السابق ولاحتى الأقلام الطيبة استطاعت أن تجد متسعا منه لفعل شيء لإنقاذ الفريق من الهبوط إلى الدرجة الثانية .. وإذا ما نظرنا إلى ما يعانيه التلال وإلى أسباب تردي أوضاعه سنجد أن هناك العديد من الأسباب مجتمعة..لكنني لن أتطرق إلى الجوانب الفنية والتدريبية وجاهزية اللاعبين ومدى توفر متطلباتهم واحتياجاتهم المعتادة، بل سأتطرق إلى أهم الأسباب التي أدت إلى تراجع مستوى الفريق الكروي ألا وهو الوضع الإداري والمالي الصعب الذي يعانيه هذا النادي العريق، الذي إذا ما تم تصحيحه - وأقصد بذلك الوضع الإداري والمالي - ستتحسن مجمل الأمور الفنية والقدراتية والنفسية للاعبين والجهاز الفني والتدريبي .. فالوضع الإداري المأزوم جراء استقالة الهيئة الإدارية - الحاضرة الغائبة - التي رفضت بقرار (غريب) من قبل الهيئة الإدارية لمحلي صيرة، في ظل التداخل في تنفيذ المهام والاختصاصات لكل من السلطة المحلية والأجهزة التنفيذية .. وأمام هكذا وضع يعيشه النادي كان يتعين الإسراع في تشكيل هيئة إدارية مؤقتة من قبل أي جهة لا يهم من تكون هذه الجهة طالما وأن ذلك في مصلحة النادي.

الأزمة المالية وآثارها السلبية

لا أتحدث هنا عن الأزمة المالية العالمية التي تعصف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والعالم أجمع، وتنذر بعواقب كارثية ، بل أتحدث عن الأزمة المالية لنادي التلال الناتجة عن شحة وسوء استخدام الموارد وعدم قدرة الإدارة على تنميتها، حتى أصبحت إحدى المشكلات الرئيسية التي تعاني منها إدارة التلال العاجزة عن تحمل مسؤلياتها في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها النادي العريق والكبير .. إذاً ما هي الحلول السريعة .. الحلول الإنقاذية اللازمة ؟ :

أولاً : يتعين على الهيئة الإدارية لمحلي صيرة أن تبادر إلى اتخاذ قرار بتقديم دعم مالي للنادي من موازنتها الاستثمارية وبالتحديد من المبلغ المعتمد لقطاع الشباب والرياضة في البرنامج الاستثماري للمديرية للعام المالي الحالي المنتهي بعد أقل من أسبوعين، والبالغ (عشرة ملايين ريال) مخصصة لإعادة بناء نادي التنس العدني ولم يستفد منها، بل وستسقط بانتهاء العام الحالي .

ثانياً : على الهيئة الإدارية لمحلي صيرة ممثلة بمدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي رفع مذكرة إلى محافظ محافظة عدن الدكتور عدنان الجفري يحثه فيها على تقديم دعم مالي لنادي التلال لمجابهة الأزمة المالية التي يمر بها النادي والإيفاء بمتطلبات النادي لمختلف المناشط الرياضية وبالأخص متطلبات الفريق الكروي الأول ، وذلك من أصل المبلغ المتبقي في بند مشروع دعم الأنشطة الشبابية والرياضية المعتمد في البرنامج الاستثماري (لمركز المحافظة) والبالغ أيضاً أكثر من عشرة مليون ريال ستسقط بانتهاء العام المالي الحالي بعد أقل من أسبوعين .

طبعاً هذه هي الحلول السريعة والإنقاذية، وأتذكر أنه في العام السابق عندما كان نادي التلال يمر بنفس الأزمة قدم الأستاذ أحمد الكحلاني، محافظ عدن السابق اثنين مليون ريال دعماً للنادي من المبلغ الذي كان معتمداً في البرنامج الاستثماري آنذاك لإعادة بناء ملعب الشهيد الحبيشي بكريتر ، لكن لا ينبغي على إدارة النادي الاعتماد في كل عام على الحلول السريعة والإنقاذية (الآنية)، فلا بد من وضع خطة مالية (للموارد) متكاملة لإيجاد حلول جذرية لإنهاء المشكلات المالية وذلك من خلال تنمية الموارد المالية للنادي والبحث عن موارد إضافية ثابتة وترشيد الإنفاق وغيرها من التدابير. وفي هذا الوقت بالذات لابد من تظافر جهود كافة الأطراف المعنية بالشأن التلالي من إدارة ولاعبين وجهاز فني وتدريبي والخيرين من أبناء النادي وكذا جهود ودعم الهيئة الإدارية لمحلي صيرة وقيادة المحافظة ممثلة بالأستاذ عدنان عمر الجفري محافظ عدن الذي عرف باهتمامه الكبير ودعمه السخي للرياضة والرياضيين .. والله الموفق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى