سنة قاتمة في افغانستان رغم تجدد الدعم الدولي

> كابول «الأيام» تيبو مالتير :

>
ينتهي العام 2008 في افغانستان على حصيلة مقلقة تشير الى غرق هذا البلد في "دوامة انهيار" تغذيها حركة تمرد ضارية وتفشي الاجرام وتهريب المخدرات والفساد، وذلك بالرغم من اعادة تاكيد الاسرة الدولية التزامها حيال هذا البلد.

وقتل 272 شخصا معظمهم من الاميركيين بين الاول من كانون الثاني/يناير والسادس من كانون الاول/ديسمبر، ما يجعل من العام 2008 الاكثر دموية في صفوف القوات الاجنبية المنتشرة في هذا البلد وعديدها سبعون الف عنصر، في وقت تعهد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما بسحب القوات من العراق لارسال تعزيزات الى افغانستان.

وفي المقابل، تضاعفت هجمات المتمردين وبينهم عناصر طالبان الذين اطيح نظامهم في نهاية 2001 وكذلك مجموعات مسلحة على ارتباط بقادة سابقين للمقاومة ضد السوفيات امثال قلب الدين حكمتيار وجلال الدين حقاني، فازدادت وتيرة وضخامة.

وفي 14 كانون الثاني/يناير، استهدف اعتداء فندق سيرينا الفخم في كابول، وفي 27 نيسان/ابريل تعرض الرئيس حميد كرزاي لمحاولة اغتيال اثناء استعراض عسكري، وفي السابع من تموز/يوليو قتل ستون شخصا في عملية انتحارية ضد السفارة الهندية.

ولا يقتصر التمرد على الاعتداءات. ففي تموز/يوليو قضى تسعة جنود اميركيين في هجوم استهدف موقعهم المتقدم في شرق البلاد. وفي اب/اغسطس قتل عشرة جنود فرنسيين في كمين نصب لهم على مسافة اقل من ستين كلم من كابول.

وفي الصفوف الافغانية، قتل اكثر من 980 شرطيا و260 جنديا منذ 21 اذار/مارس 2008، تاريخ بداية السنة بحسب التقويم الافغاني.

غير ان المدنيين هم الذين دفعوا الثمن الاعلى للنزاع اذ احصت الامم المتحدة سقوط 1445 مدنيا بين كانون الثاني/يناير واب/اغسطس 2008 في اعمال عنف شكلت هجمات المتمردين 55% منها.

كذلك افادت الامم المتحدة عن مقتل 393 مدنيا في ضربات جوية تشنها القوات الاجنبية المنتشرة في البلاد وتثير في كل مرة غضب السكان والسلطات الافغانية في آن.

وقال الجنرال ريتشارد بلانشيت المتحدث باسم القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) ان "المتمردين يتخذون دروعا بشرية في معظم عملياتهم، يختبئون خلف نساء واطفال لزيادة مخاطر وقوع خسائر مدنية".

وقتل كذلك الاف المتمردين في اشتباكات.

وفي تشرين الاول/اكتوبر عمد البيت الابيض الى مراجعة استراتيجيته في افغانستان على ضوء تحليل صدر عن اجهزة الاستخبارات واشار الى ان هذا البلاد دخل "دوامة انهيار"، مشددا على تضاعف اعمال العنف وفشل الحكومة في مكافحة الفساد وتهريب المخدرات.

وافغانستان مصدر لاكثر من 90% من الانتاج العالمي للافيون بحسب الامم المتحدة بالرغم من تسجيل تراجع طفيف في انتاجها الى 7700 طن عام 2008. وهي تجني من هذا القطاع اربعة مليارات دولار في السنة تمثل نصف اجمالي الناتج الداخلي الافغاني ويستخدم قسم منها لتمويل نشاطات طالبان.

واتفقت دول حلف شمال الاطلسي في مطلع تشرين الاول/اكتوبر على مكافحة تهريب الهيرويين في افغانستان.

وقال ادريان ادواردز المتحدث باسم الامم المتحدة في افغانستان "ثمة بوادر تقدم مثل تحسن العلاقات مع باكستان او ارتفاع عدد الولايات الخالية من اي زراعات افيون".

ويتوجه الافغان الى صناديق الاقتراع في اب/اغسطس او ايلول/سبتمبر 2009 لانتخاب رئيسهم في وقت ازدادت مشاعر الاحباط حيال وضع بلادهم، وهو ما يشير اليه استطلاع للرأي اجراه معهد "ايجيا فاونديشن" واظهر ان 38% فقط منهم يعتبرون ان بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح.

وقال الجنرال بلانشيت "سابدي تفاؤلا حذرا. نعم، هناك مشاعر احباط حيال الحكومة الحالية، لكن احدا لا يرغب في عودة طالبان الى السلطة".

ويكمن النجاح الرئيسي الذي تحقق عام 2008 في تجديد الاسرة الدولية التزامها المالي حيال افغانستان، حيث بلغت وعود الهبات في مؤتمر باريس في حزيران/يونيو عشرين مليار دولار من المساعدات للتنمية واعادة الاعمار من اجل مساعدة افغانستان على النهوض من آثار ثلاثين عاما من الحروب المتتالية جعلت منها خامس افقر دولة في العالم. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى