حبيب سروري في بيت الإرياني

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> حملت فصلية «غيمان» في عددها الخامس في صيف 2008م الموضوع الموسوم «قراءة أولى في عوالم حبيب سروري السردية» للأديبة والناقدة صباح الإرياني (ص 217) وجاءت القراءة في صفحتين في سياق عام لأدب حبيب وأخذ السياق في حصر مساحته على قراءة رواية «أروى» للحبيب/ حبيب سروري.

أخذت القراءة نسقاً جميلاً وتمثل جماله برشاقة يراع الإريانية صباح التي حددت لقراءتها سبعة عناوين فرعية وحصراً هي:

1- أروى أنثى الفصول الأربعة 2- المكان 3- الزمان 4- البشر 5- الحدث 6- اللغة 7- أروى العشق الأسطوري.

أحسنت صبــاح صنعاً في مدخلهـا للقراءة تحت عنوان «أروى..أنثى الفصول الأربعة» وتألقت في تناولها للفارس حبيب وهكذا كان المدخل: هذه هي رائعة حبيب عبدالرب السروري الجديدة، فكعادة حبيب الراوي، يمتطي فرساً من نور وحكمة، وبها يجوب فيأتي الأرض ونفوس البشر في روايته «أروى».

تنتقل صباح إلى «المكان» الذي اتسع في العالم ليضيق في موقع الوجع الدائم (اليمن)، أما المكان فقد حددته صباح في الألفية الثانية وامتدادها مابين ماضي وأتٍ ومطلق.

«البشر» عند صباح أحد مواطن الوجع عندما وصفتهم «هم كما هم أسماء وسمات، لكنهم إثبات حق لوجود كائن»، و«الحدث» عندها ديالكتيكي عندما عبرت عنه «تاريخ لايمكن أن يتوقف ما كان الخلق مستمراً..».

صباح الإرياني شيء ما يشبه رابعة العدوية:

وقفت صباح الإرياني أمام تفريع «اللغة» بإجلال مهيب أفصحت عنه صباح فور مباشرتها هذا التفريع بالقول:«ليتشرب المرء مع كل مفردة من لغة حبيب جمالاً لا حد له...» وأخذ العشق المتصوف عند صباح مشاهد لغوية عدة، منها هذا المشهد «هذه هي لغة حبيب سروري في كل رواياته، تلبس المرء حلة عشق مفارق لايدري كيف جاءه...»، وتمضي صباح في التعبير عن انشدادها للغة حبيب من واقع قراءتها لأدب حبيب سروري لأقف مع القارئ أمام هذه الجزئية «ورغم الصور التجريدية التي يهيم بمفرداتها، سواء في «أروى» أم في رواياته السابقة، كثلاثية «دملان» أو ميتافيزيفية «عرق الآلهة» ..... إلا أنه ينطلق من واقع صلب المنبت وعريق الجذور».

تخلص صباح الإرياني إلى أن «أروى» تصارع (بعشقها للحرية) استلابها وعبوديتها لزوج فاسد وتحمي عشقها بحب رجل أنكر حبها لربع قرن من الزمان، أما الثبات «أوسان» فقد عشقته أروى لأنها اختارته بوعي وحرية.

إنه الواقع السالب للمرأة (أروى) الذي عرضه حبيب سروري في لوحة أدبية روائية رمزية، لأنه ليس واقع «صباح» وحسب بل ولأنه أيضاً واقع «رمزية الإرياني» رئيسة اتحاد المرأة.

هنيئاً لحبيب أرواه وهنيئاً لصباح الإرياني هذا التناول الرشيق الأنيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى