كــركــر جــمــل

> عبده حسين أحمد:

> ليس أجمل وأمتع من قراءة كتاب (أوراق العمر .. سنوات التكوين) للدكتور لويس عوض في (627) صفحة.. مكتبة مدبولي في مصر العربية.. يقول المؤلف في هذا الكتاب:«اسمي الشائع هو لويس عوض الشهير بالدكتور لويس عوض.

ولدت في قرية شارونة مديرية (أي محافظة) المنيا في 21/20 ديسمبر 1914م لأب هو حنّا خليل وأم هي هيلانة عوض».

> وفي بداية الكتاب يذكر المؤلف أن حياته الأولى كانت في السوادان.. عندما كان أبوه يعمل في وظيفة باشكاتب في مديرية أعالي النيل.. وقد تلقى د. لويس عوض تعليمه الابتدائي والثانوي في المنيا.. وهو يقول:«لم أعد أذكر ماذا كنا نقرأ في المدرسة الابتدائية لدروس اللغة العربية.. غير كتاب (القراءة الرشيدة).. وبطول مرحلة الدراسة الثانوية كنا ندرس اللغة العربية (النحو والإنشاء..إلخ) وندرس الأدب العربي في مقرر اسمه (أدب اللغة).. وكان الكتاب المقرر علينا اسمه (المنتخب من أدب العرب).

> وكنت أجد متعة عظيمة في حصة أدب اللغة التي كنا ندرس فيها نماذج من خطب الجاهلية والعصور الإسلامية.. ونماذج من النثر العربي في القرآن الكريم.. وكنا نحفظ عيون الشعر العربي والنثر في جميع الأغراض.. ولكن أهم ما في ذلك أننا كنا نحفظ نماذج من القرآن الكريم.. وكنت آجد متعة كبرى في استظهار بعض السور كاملة آو مجزؤة.. وأعيش في جرس القرآن وبلاغته ومعاينه.. وقد قوى ذلك إحساسي باللغة العربية وانعكس فيما بعد على أسلوبي العربي».. (لاحظوا أن د. لويس عوض كان مسيحيا).

> ثم يقول:«إن أبي عمّدنا أنا وإخواني وأخواتي كسائر الأطفال المسيحيين.. وعلمنا قبل أن نبلغ الخامسة أن نصلي قبل النوم:«أبانا الذي في السموات.. إلخ» وهي فاتحة المسيحين في كل ملة.. وقد حفرت المسألة الطائفية في مصر آثارا عميقة في وجدانه وعقله وعمقت وعيه السياسي.. وقد كان هذا الوعي الباكر بدور الاستعمار في استغلال الخلافات الدينية في المستعمرات.. من أهم العوامل في تكوين فهمي للمسالة الوطنية وفي تحديد موقفي من العلاقة بين الدين والدولة.. ومن دور الدين في المجتمع.. ولم يكن هذا النوع من التفكير اجتهاداً خاصاً بأبي..ولكنه كان مناخاً عاماً بين أكثر المصريين منذ ثورة 1919 مسلمين وأقباطاً نحس به في الشارع وفي المدرسة وفي الصحف وفي أحاديث المعلمين».

> وكانت بداية الرحلة انتقاله من المنيا إلى القاهرة لدخول جامعة القاهرة بعد حصوله على البكالوريا عام 1931 في سن السادسة عشرة .. فبانتقاله إلى القاهرة بدأت ملحمته المتميزة التي جعلت منه أولاً مثقفاً معروفاً في أوساط المثقفين.. وثانياً أستاذاً جامعياً معروفاً في أوساط الأدباء والمتأدبين.. يجرب فنون الترجمة والشعر والنثر والرواية والدراما والسير والمذكرات والمحاورات والدراسات.. ورابعاً مفكراً معروفاً بين مفكري مصر والعالم العربي قلقاً وثائراً.

> وقد تخرج في كلية الآداب في مايو 1937م بعد أربع سنوات من التخصص في اللغة الإنجليزية وآدابها .. ثم حدث شيء جعله يراجع بعض أفكاره حين قررت الجامعة إيفاده في بعثة إلى جامعة (كامبريدج) في بريطانيا للبحث في الأدب الإنجليزي توطئة لقيامه بالتدريس فيها عند عودته إلى مصر..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى