عَرْف الخُزامى مكتبة في كتاب

> «الأيام» د.يحيى قاسم سهل:

> صدر حديثا عن مركز البحوث والدراسات اليمنية بجامعة عدن كتاب (عرف الخزامى- دراسات في التاريخ اليمني) من تأليف أ.د. جفر الظفاري، ويضم الكتاب بين دفتيه دراستين هما (عقدة اللون الأسود ومسألة الوجود الفارسي في اليمن بعد الإسلام)، و(نشر عرف الخزامى بذكر هجرة الصحابة إلى أرض الحبشة في تهامة) .

ويقف المؤلف، بما عرف عنه من دامغ الحجة وناصع السند ليتناول موضوعا لم يطرق من قبل، أو مر عليه كتّاب العربية دونما أدنى تمعن كموضوع (عقدة اللون الأسود) أو موضوع (هجرة الصحابة إلى أرض الحبشة..) «التي لم يتوفر أحد على دراسة مختلف جوانبها، وذلك لتشعب مسالكها ولأن أكثر ما يردد عنها -في المرتادات الإسلامية - قد عصفت به حمية الهوى..».

ويعد الكتاب -على صغر حجمه - إضافة علمية بكل ما تعنيه الكلمة، لا لجدة موضوعاته أو عشرات الأسئلة التي فجرها مخلخلا العديد من المسلمات التي توطن الناس عليها، بل تكمن الأهمية العلمية للكتاب كذلك في الاستخلاصات والحقائق التي أوردها، وذلك كله لم يتم استرسالا أو انطباعات، وإنما من خلال الرجوع إلى المصادر المعتبرة والمعتمدة في بابها، ككتب الطبقات والسير واللغة والمخطوطات وكتب التاريخ والجغرافيا ودواوين الشعر ودوائر المعارف والقواميس والرسائل ومنها رسائل الجاحظ.

وبعقل ثابت وبصيرة نافذة ومنطق علمي آسر خاض في هذه المصادر بحثا عن أجوبة لأسئلته مقتفيا أيوب في صبره، ومقرا أنه لايملك اليقين.. ولتأكيد ذلك، خاطب القارئ قائلاً :

«فإذا رأيت في هذا البحث جنوحاً عن محجة الصواب - سببه شطط في القول، واستقصاء غير تام أو اعتماد على استقراء ناقص - فالرجاء إقامة الأود، والتنبيه، والتزويد بما يمكن، حتى نصل بالموضوع إلى غايته المنشودة».

ذلك هو د. جعفر الظفاري «أحد أجل علماء اليمن المعاصرين وأول من جسد في ثقافتها الحديثة معنى الأكاديمية ومبناها» بحسب وصف الأستاذ كريم الحنكي، وهو «العالم ورجل السؤال المتعطش للمعرفة والحقيقة» بحسب قول الأستاذ عبدالباري طاهر .

كانت تلك ومضات خاطفة عن كتاب (عرف الخزامي..) بوصفه أثرا أدبيا وسفرا فكريا يعكس قلق المؤلف ويؤكد أن البحث العلمي الرصين، هو الذي يفجر الأسئلة أكثر مما يقدم من الأجوبة .

وهذه المقالة ليست إلا مجرد إشارات إلى الشاطئ الذي يدل على البحر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى