صباحيات بائعة جريدة «الأيام» في عدن

> عدن «الأيام» خاص

>
حين تعلن ساعات الصباح وقت شروق شمس يوم جديد تبدأ (يسرى) مع طفلتها بنت السبع سنوات (عهد) رحلة الكفاح بحثاً عن لقمة العيش بعرق جبينها، فتبدو منتصبة الهامة عالية الهمة في جولة كالتكس بعدن، حيث تتوقف عشرات الحافلات والسيارات الصفيرة لتشتري منها الصحيفة.

هكذا بدأت مشوارها الجديد مع طفلتها عهد ابنة السبع سنوات التى ترافق والدتها كل يوم تاركة فرحة الذهاب إلى المدرسة لتشد من عزيمة والدتها المكافحة بحثاً عن الرزق الحلال، حين تراها تجد أن مأساتها لاتقل عن رفيقتها التى تعمل قرب مستشفى النقيب، فيسرى التى تحمل في بطنها جنينا في الشهر الرابع تقول إنها انطلقت للعمل في بداية الأمر في المدارس التركية بعدن كمربية ثم فراشة بأجر شهري بلغ 17ألف ريال.

ثم انتقلت للعمل في الدلالة واقتصرعملها على المواسم العيدية والمدرسية إلا أن الحمل جعلها تفكر بالعمل في بيع صحيفة «الأيام» في جولة كالتكس تاخذ عددا من الصحف وتبيعها هناك . وتقول عن المكان: «لم أجد أفضل من هذا الموقع، فهنا أبقى على مسافة قريبة من الناس ومن زوجي الذي يساعدني، فزوجي رياض على الرغم من أنه مهندس إلا أنه لم يكن عقبة في طريق عملي، خاصة ونحن في انتظار عودته لعمله قريبا».

وتضيف :«لديه اختان وشقيق وحيد يعيشون في منطقة البساتين، حيث أسكن أنا من بعد عودتي من صنعاء والجميع عارض مسألة عملي الذي يرونه عيبا وعارا إلا أنني أجده شرفا وفخرا لي ولأسرتي، حيث لا أتسول ولا أمد يدي بالسؤال لأحد ولا أفكر في امتهان أي عمل مخل بالأدب يحاسبني عليه رب العباد».

وتقول عن منافسيها الرجال في نفس موقع البيع :«إنني المرأة الوحيدة التى تبيع بينهم، ورغم ذلك لم أجدهم منافسين لي ولا أنا منافسة لهم، فهم يمدون يد المساعدة لي منذ وقوفي أول يوم معهم.. حين أتأخر يبيعون لي عددا من الصحف بنفس السعر الذي يأخذونه دون إضافة، وحين أتعب من الوقوف وأجلس لارتاح بسبب حملي يحفزون الناس على الشراء مني، إنهم طيبون معي وأنا أشكرهم».

وعن حلمها وأملها تحكي :«أتمنى أن يكون لدي كشك صغير أبيع فيه الصحيفة وأوفر فرصة تعليم لطفلتي الصغيرة وأصبح بائعة صحف معروفة، فأنا لم أجد أمتع ولا أحب و أفضل عمل كمثل هذا العمل، حيث يأتي القراء يومياً لأخذ الصحيفة، ومن ثم أنا أضمن رزقي اليومي والحمد لله» .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى