في فعاليات الندوة العلمية لمئوية الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني:د.بن حبتور:الندوة اعتراف بواحد من هامات الوطن وبمواقفه الوطنية والقومية والإسلامية

> عدن «الأيام» نوال مكيش/ عبدربه محسن

>
بدأت صباح أمس الثلاثاء بقاعة محمد علي لقمان أعمال الندوة العلمية لمئوية العلامة الشيخ محمد بن سالم البيحاني للفترة 31-30 ديسمبر تحت شعار(تخليدا لذكرى أحد أبرز رواد التنوير الديني في اليمن) التي يشارك فيها نخبة من الأساتذة والباحثين ورجال الفكر وعدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية التي عاصرت ورافقت الشيخ في مراحل حياته المختلفة وكذا عدد ممن تتلمذوا على يده.

وفي بداية الحفل وقف الحاضرون دقيقة حداد على أرواح شهداء غزة ضحايا الهجمة الإسرائيلية الشرسة، ثم ألقى الأخ عبد الكريم شائف، نائب المحافظ الأمين عام للمجلس المحلي بمحافظة عدن، أعرب فيها عن ارتياح قيادة المحافظة لتنظيم ندوة علمية لإحياء الذكرى المئوية لميلاد الشيخ العلامة البيحاني من قبل مؤسسة أكاديمية عريقة جامعة عدن، تخليدا لذكرى أبرز رواد التنوير الديني والوسطية الفكرية في اليمن، موضحا أن ذلك يعد عرفانا وتكريما للشيخ البيحاني.

وتطرق نائب المحافظ إلى مناقب ومآثر الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني، مشيرا إلى مواقفه القومية والإسلامية ومناصرته لحركات التحرر العربية والإسلامية ولقضية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض هذه الأيام لجريمة القتل الجماعي من قبل الصهاينة.

كما أشاد بمواقف الشيخ العلامة البيحاني الوطنية المشرفة في مقاومة الاستعمار البريطاني ومحاولاته كبح الاقتتال الداخلي وتصديه للشمولية والأفكار المنحرفة بعد ذلك.

وعبر في كلمته عن شكر قيادة المحافظة وتقديرها لجامعة عدن ممثلة برئيسها د.عبدالعزيز صالح بن حبتور لتنظيم هذه الندوة المتميزة.

من جهته أشار د.عبدالعزيز صالح بن حبتور، رئيس جامعة عدن إلى إن «إحياء مئوية الشيخ العلامة البيحاني هي مناسبة جمعت فيها جامعة عدن كل ماكتبه وما قاله الشيخ في خطبه ومحاضراته والتي كانت موزعة في إذاعات عدن وصنعاء وتعز فضلا عن ماكتب عن شخصيته وفكره وعلمه»، موضحا أن «هذه الندوة هي في إحدى جوانبها اعتراف بواحد من هامات هذا الوطن الذي ساهم في إثراء الحياة الفكرية والثقافية وبمواقفه الوطنية والقومية والإسلامية ومقاومته للمستعمر البريطاني في جنوب الوطن».

وأكد رئيس جامعة عدن أن «كل هذه الجوانب في حياة وتراث العلامة الشيخ البيحاني ينبغي أن تكون محل دراسة وبعثها وتثبيتها في سجل الخالدين في سفر الوطن اليمني». وتطرق في حديثه إلى الأجواء الديمقراطية والانفتاح الفكري والسياسي الذي أصبح منهجا وإحدى ثوابت قيادتنا السياسية التى سمحت، بل وكان لها الدور الأكبر في جمع تراث الشيخ العلامة وتوثيقها ودراستها ووضعها في المكانة التى تليق بها في قلوب وعقول وتراث اليمن، مشيدا في الوقت ذاته بكل من ساهم في إنجاح الندوة وخص بالذكر مجموعة شركات هائل سعيد أنعم على دعمها المادي والمعنوي.

كما ألقيت الحفل كلمات اللجنة العلمية للندوة ألقاها د.أحمد علي الهمداني، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي للندوة وكلمة عن هيئة علماء الدين ألقاها الشيخ ناصر الشيباني، عضو مجلس الشورى، نائب رئيس هيئة علماء الدين تطرقتا إلى التنوع والثراء الفكري الديني والثقافي والتربوي للشيخ العلامة البيحاني، وإدراكه لرسالة المسجد التربوية وتكاملها مع المؤسسات التربوية، مشيرة إلى إن إحياء ذكراه بهذا الحدث العلمي هو وفاء للشيخ العلامة وتقديرا لعلمه وتراثه المتنوع.

عقب ذلك عقدت جلستان علميتان قدمت فيها عشر أوراق علمية توزعت على محورين الأول حول نشأته الثقافية ومصادره الفكرية والمحور الثاني باعتباره مفكرا إسلاميا وفقيها مجددا ( إسهاماته في العلوم الشرعية ).

وفي الجلسة الأولى التى رأسها د.بدر سعيد الاغبري، قدم الشيخ محمد عبدالرب جابر، ورقة علمية بعنوان (معلمان بارزان في مسيرة شيخنا العلامة البيحاني الدعوية والعلمية) تناول فيها دعوته الى الوحدة منذ ثلاثينيات القرن العشرين بمؤلفاته ومحاضراته وشعره ودروسه وخطبه المنبرية، والمعلم الثاني تأسيس المعهد العلمي الإسلامي لمواجهة الجهل المنتشر في المجتمع وتأسيسه لجمعية التربية والتعليم الذي كان من شعارها النور.

وتناولت الورقة العلمية الثانية للدكتور شرف أحمد الشهاري، والمعنونة بـ(الشيخ العلامة البيحاني حياته وفكره التربوي)، تناولت العوامل المؤثرة على فكر البيحاني التربوي واستهدف الباحث إبراز مكانة الشيخ العلامة كأحد رجال الفكر الإسلامي البارزين في التربية والإصلاح وإيمانه بضرورة التحرر من الاستعمار الثقافي، كما تطرق إلى المبادئ التربوية عن الشيخ البيحاني والتي لخصها في عدد من المبادئ منها إلزامية التعليم ومجانية وتكافؤ الفرص ومبدأ نشر التعليم وربط العلم بالعمل والدين فضلا عن مبدأ الفصل بين الجنسين.

وقدم الباحث خليل سلام الحكيمي، الورقة الثالثة بعنوان (الشيخ العلامة البيحاني نشأة وثقافة ودعوة)، أشار فيها إلى أن «الشيخ البيحاني تميز بتعدد مصادره الثقافية مابين حضرموت المعروفة بالفقه المذهبي ودقائق الفقه إلى عدن صاحبة المدرسة العقادية الداعية إلى التحرر من التقليد والتركيز على الفقه المقارن، ثم المدرسة الأزهرية صاحبة الألوان المتعددة من علماء دين وفكر وأدب وسياسية من الدرجة الأولى»، موضحا أن هذه الثقافات انعكست على الشيخ لتصنع منه شخصا آخرا بفكر مستقل ولتجعل منه كما وصفه أقرانه بانه كان ابن (دنيا) بامتياز وابن (دين) بامتيازين.

وتتواصل الجلسات العلمية للندوة اليوم الأربعاء حيث بلغ مجموع البحوث والأوراق العلمية المقدمة للندوة عشرون بحثا وورقة علمية. وأقيم على هامش أعمال الندوة معرض للصور ومقتنيات شخصية للشيخ العلامة البيحاني، عرض فيها كرسيه والمنبر الذي كان يلقي منه خطبه ومحاضراته العلمية الدينية.

كما عرض خلال جلسة الافتتاح فلم وثائقي عن حياة الشيخ البيحاني ونشأته ونشاطه المتنوع وأماكن إقامته ومقتنياته.

حضر جلسة الافتتاح د.أوراس سلطان ناجي، عضو مجلس النواب والأستاذ إنصاف مايو، عضو مجلس النواب والمهندس وحيد رشيد، وكيل محافظة عدن ورجل الأعمال المعروف رشاد هائل ومدراء عموم المكاتب التنفدية في عدن وقناصل الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين في عدن وعمداء كليات الجامعة وعدد من أساتذتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى