ذكريات من خليجي 18 بالإمارات .. المنتخب اليمني يقدم العرض الأفضل.. والأبيض الإماراتي يحرز اللقب الأول

> «الايام الرياضي» علي سالم بن يحيى :

>
عامان انقضيا دون أن ندري!..ما أجمل تلك اللحظات الرائعة التي عشناها في أبوظبي برسم خليجي 18..وهي البطولة التي نظمتها دولة الإمارات العربية المتحدة (يناير 2007م)، وشهدت نجاحا تنظيميا وتنافسيا رائعين.

مازالت الصور البديعة تتناثر أمامي.. وستظل الذكريات الحلوة محفورة في الذهن كيف لا .. وهي المرة الأولى التي أحلق في فضاء السماء والخروج من نفق الوطن المظلم..مازالت أصداء وذكريات البطولة تتراءى في مخيلتي وكان لزاما من عرضها تعميما للفائدة والربط بين ما مضى وما هو آت في خليجي 19 بالعاصمة العمانية مسقط خلال الأيام القليلة القادمة.. ومن هنا نبدأ:

المنتخب يقدم العرض الأفضل:

ذهب منتخبنا الوطني بتشكيلته الشابة إلى أبو ظبي وكله أمل بالظهور المشرف تحت قيادة المدرب المصري الكابتن محسن صالح..وبدأ مشواره بتعادل ثمين أمام الأزرق الكويتي وبهدف يعد الأجمل في البطولة بتوقيع الفنان علي العمقي وقد وصفه المدرب الداهية محمود الجوهري بأنه هدف يدرس على كيفية الاستغلال الأمثل لتوزيع الكرة ووضعها في الشباك بكل حرفنة!..وفي اللقاء الثاني دخل منتخبنا في المحك وهو يواجه الجريح الإماراتي بعد خسارته لقاء الافتتاح أمام الأحمر العماني (2/1)، الملعب كان مكتظا بسبعين ألف متفرج ورغبة الإماراتيين بالفوز كانت عارمة.. ونجح إسماعيل مطر ورفاقه في انتزاع الفوز (1/2) لكن منتخبنا الوطني قدم واحدة من أجمل مبارياته، ولعب مهاجما طوال الوقت..وكان بالقرب مني زملاء إعلاميين إماراتيين ينادون بالصوت العالي (صفر يا حكم)، ووضعوا أياديهم على قلوبهم خوفا من مفاجأة يمانية في الوقت القاتل..وهي من المرات القليلة والنادرة التي نشاهد ونسمع أنصار الفريق المنافس لمنتخبنا يطلبون من الحكم إطلاق صافرة النهاية..وهذا يعني أن الأحمر الكبير كشر عن أنيابه، وأطلق زئير المنافسة، ولم يعد ذلك المنتخب المهلهل المهزوم بنتائج كبيرة بالخمسة والستة!!.

واختتم منتخبنا الوطني مبارياته بلقاء منتخب عمان وخسره (2/1)، وخلاصة المشاركة كانت ناجحة بكل المقاييس، وظهر أكثر من نجم في منتخبنا يبشر بالخير، وفي حديث مع الأستاذ مجدي زهران سكرتير تحرير مجلة الصقر القطرية أشاد بمستوى منتخبنا، واعتبره متطورا، وأكد على أن منتخبنا قادر على الظهور بشكل أقوى، وتكرار تجربة منتخب عمان بشرط كثرة المشاركات والإعداد الجيد والاحتكاك بمباريات قوية..عندها سيعلن اليمن عن شخصيته وسيكون الحصان الأسود للبطولة!!..إلى هنا انتهى كلام الاستاذ زهران ولاحظوا الفارق!.

الإمارات البطل:

عمت الأفراح العارمة شوارع دولة الإمارات العربية المتحدة إثر الفوز الغالي الذي تحقق في نهائي البطولة على حساب منتخب عمان أفضل فرق الدورة، وقد طافت المسيرات الصاخبة شوارع العاصمة أبوظبي والمدن الأخرى في مواكب يعجز اللسان عن وصفها.. استمرت إلى صباح اليوم التالي.. وانهالت المكافآت المجزية على المنتخب لأنه نجح في رسم البسمة على شفاه الجماهير من خلال النتائج الباهرة التي حققها وتوجها بالفوز بالكأس الغالي.

فيما طالبت الجماهير الكويتية بالتحقيق فيما جرى وإيقاف مسلسل الخروج الحزين للمنتخب الكويتي!.. ودخل العمانيون في تحقيق (سري) مع مدرب المنتخب (ماتشالا) لمعرفة سر (الخلطة) العجيبة التي أفقدت العمانيين اللقب!..والسعودية صبت جام غضبها على المدرب الذي أبكاهم (باكيتا)، وطالبوا بترحيله عاجلا !..وتعرض مدرب منتخب العراق لهجوم عنيف واتهام صريح من بعض اللاعبين بتعمده خروج المنتخب من الدور الأول!.

بودي جارد في أبو ظبي!:

جو الإمارات الجميل وفوائد السفر السبع..جعلت البعض يتسابقون نحو السفر سواء أكان لهم لزمة أم لا..ومنهم من أحضر أربعة وخمسة أشخاص (بودي جارد)..وذكروني بفيلم محمد هنيدي (همام في أمستردام)!!.

تواجد يمني

استطاع الكادر الرياضي اليمني أن يتواجد بقوة في لقاء نصف النهائي بين منتخبي السعودية والإمارات، حيث أسندت لجنة الحكام للحكم اليمني المساعد أحمد قائد شرف المشاركة في اللقاء القوي، واستطاع الخروج من المباراة وسط علامات الرضى والاستحسان ليؤكد على حضور التحكيم اليمني بقوة، وهو الأمر الذي دعا لجنة الحكام مجددا إلى إشراكه في لقاء النهائي بين الإمارات وعمان.. وشارك د. حميد شيباني كمراقب للمباراة بين الإمارات والسعودية، وقد تفاءل به الإماراتيون كثيرا، وتمنوا تواجده في اللقاء النهائي خاصة وأن الإمارات خرجت منتصرة في كل لقاءاتها التي تواجد فيها د. حميد شيباني..أما حكمنا الدولي مختار صالح فقد غادر بطولة كأس الخليج الـ18 دون أي حضور فعال في أجواء البطولة، واكتفى بالمشاركة من على المدرجات ، ويعد الحكم الوحيد الذي لم يشارك في إدارة أي مباراة طوال أيام البطولة، وأعاد الغياب إلى الأذهان فشله في اختبارات (كوبرتست) في بطولة خليجي 16 بالكويت..ويذكر أن أجواء البطولة التحكيمية كانت مشحونة للغاية، حيث تعرض الحكم السعودي خليل جلال لهجوم قاس من قبل الصحافة الإماراتية وبعض المسئولين ، وكان يوسف السركال رئيس اتحاد كرة القدم السابق قد نصحه بترك التحكيم بعد هزيمة منتخب بلاده في مباراة الافتتاح أمام عمان (2/1) وخلالها طرد الحكم لاعب الإمارات هلال سعيد منتصف الشوط الأول مما أثر على أداء فريقه وخروجه خاسرا رغم أن الحكم الدولي الإماراتي المعتزل علي بو جسيم أيد الحكم في قراره الشجاع واعتبر الطرد مستحقا!.

جمهورنا من صنعاء..!:

كل الدول المشاركة في البطولة أحضرت روابط للتشجيع إلا منتخبنا فقد حضرت إلى مدرجات التشجيع وجوه من صنعاء بزيها التقليدي وطبولها الخاصة بها ، وكأننا في مهرجان فني وليس رياضي..والسؤال لماذا لم تأت رابطة للمشجعين كي يظهروا الصورة المثالية للمشجع اليمني بدلا من ذلك.

الجمهور السعودي ملح البطولة

بمثالية عالية وتشجيع راق أبدع الجمهور السعودي في الهتاف لفريقه وكان ملح البطولة بحق، وكان أحدهم يردد أغاني الفنان الكبير فيصل علوي، واتضح أنه مغرم بالفن اليمني، ويحب فيصل علوي وأبوبكر سالم.

هستيريا تصيب معلقا عمانيا!:

في لقاء نصف النهائي بين منتخبي عمان والبحرين وقبيل إطلاق الحكم صافرة النهاية معلنا الفوز العماني بهدف بدر الميمني..كنت أراقب حركات وتعليقات معلق التلفزيون العماني عبر كابينة التعليق ورأيته في حالة هستيرية وفرح جنوني، وما إن انتهت المباراة حتى رفع يديه إلى السماء شاكرا ربه وأعقب ذلك بسجدتي شكر.. وقد التقطت له بعض اللقطات كي تبقى في الذاكرة، ومؤكدة في الوقت ذاته أن الرياضة فنون وجنون ومن الحب ما قتل، ولكن الفرحة العمانية لم تكتمل عندما أجهز اسماعيل مطر عليها بتسديدة قوية لا تصد ولا ترد في شباك الحارس العملاق علي الحبسي معلنا أول إنجاز للمنتخب الإماراتي!.

مع القحطاني

أجواء البطولة الماضية كانت مشحونة بقائمة الممنوعات على الإعلاميين إذ يمنع الاقتراب من لاعبي المنتخبات المشاركة قبل وبعد وأثناء المباريات..وكانت فرصة أثناء تواجدي مع الأخ أحمد ناصر بن مساعد رئيس نادي شباب عرما بمحافظة شبوة في مقر المنتخبات المشاركة، ومعنا الصحفي السعودي مبارك الكربي وصادف مرور نجم المنتخب السعودي ونادي الهلال ياسر القحطاني..والتقطنا صورة تذركارية معه ورفض بأدب الإدلاء بأي تصريحات إعلامية لأية جهة إعلامية بقرار من إدارة المنتخب..خاصة وأن ياسر دخل في مشادة كلامية مع الصحافة القطرية بقوله:«لن ألعب في قطر إلا بعد تجاوز سن الثلاثين»..ردا على تصريحات صحفية بشأن انتقال القحطاني إلى قطر ليعزز ويطور مستواه بحسب صحف قطرية!.

اللاعب اليمني الأقل شراء:

قال عامل في محل بيع الأدوات الرياضية في فندق الوفود المشاركة أن لاعبي المنتخب اليمني هم الأقل شراء للأدوات والملابس الرياضية بينما كان لاعبو المنتخبين السعودي والعراقي الأكثر شراء ، ووصف اللاعب السعودي محمد الشلهوب بأنه من أطيب اللاعبين الذين التقاهم، وكان اللاعب العماني عماد الحوسني الأكثر شراء لكروت شحن التليفونات!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى