إسرائيل ترفض الهدنة ومستعدة للقتال لأسابيع

> غزة «الأيام» نضال المغربي:

>
جنود اسرائيليون يجهزون مدافع دبابات على حدود غزة أمس فيما يبدو تحضيرا لاجتياح بري
جنود اسرائيليون يجهزون مدافع دبابات على حدود غزة أمس فيما يبدو تحضيرا لاجتياح بري
شنت اسرائيل أمس الثلاثاء المزيد من الغارات الجوية على قطاع غزة محذرة من ان عملياتها العسكرية قد تستمر لأسابيع بينما توعدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بمواصلة اطلاق الصواريخ على المدن الاسرائيلية.

واعلنت متحدثة عسكرية اسرائيلية أمس ان القوات البرية جاهزة للتدخل ضد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة، من دون ان تكشف تفاصيل حول التوقيت المحدد لمثل هذا التحرك.

وقالت افيتال لايبوفيتز «ان القوات البرية جاهزة للتحرك.

الجميع في مواقعه على الارض».

واضافت «الخيار مطروح ويمكن تطبيقه، لكننا لن نضرب في الوقت الحاضر سوى جوا وبحرا».

وقالت ان هناك «أهدافا كثيرة لم نضربها بعد».

وتابعت «اننا نتحرك طبقا للخطة الاساسية ونلاحظ بوادر ضعف في صفوف حماس.

هذا لا يعني انها فقدت القدرة على اطلاق صواريخ على اسرائيل».

ورفضت كل من اسرائيل وحماس أي هدنة قريبة بعد ثلاثة ايام من بدء الغارات الاسرائيلية بهدف القضاء على خطر اطلاق الصواريخ من القطاع الساحلي وقالت الدولة اليهودية انها مستعدة للقتال مع الاسلاميين لأسابيع.

وقال ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي ان اسرائيل التي تفرض حصارا على غزة تحشد قواتها البرية على الحدود وانها ستوسع عملياتها «الى المدى اللازم» لوقف اطلاق الصواريخ «وستوجه ضربة قوية لحماس».

وفي اليوم الرابع لأشرس هجمات جوية اسرائيلية على القطاع منذ عقود حشد الجيش الاسرائيلي قواته المدرعة وقواته البرية على طول الحدود في استعداد لغزو محتمل لغزة بينما واصلت الطائرات الاسرائيلية غاراتها في الساعات الاولى من يوم أمس وقتلت 12 فلسطينيا من بينهم شقيقتان عمرهما أربعة أعوام و11 عاما واستهدفت مباني حكومية تابعة لحماس ورموزا اخرى للحركة الاسلامية.

كما سقط على اسرائيل عدة صواريخ اطلقت من غزة بعد يوم من مقتل ثلاثة اسرائيليين في الهجمات الصاروخية عبر الحدود.

وقال مسؤولون طبيون في غزة إن عدد القتلى منذ بدء الهجمات الاسرائيلية يوم السبت الماضي ارتفع إلى 348 قتيلا وأكثر من 800 جريح.

وقالت وكالة تابعة للامم المتحدة إن 62 على الاقل من القتلى مدنيون.

وقتل اجمالا ثلاثة مدنيين اسرائيليين وجندي اسرائيلي في الهجمات الصاروخية الفلسطينية منذ بدء الغارات الاسرائيلية يوم السبت.

وشنت أحدث الغارات الاسرائيلية بعد ساعات من اطلاق نشطاء في غزة صواريخ قتلت جنديا اسرائيليا في قاعدة عسكرية قرب الحدود مع القطاع ومدنية اسرائيلية في مدينة اشدود.

وقال ابو فارس من سكان غزة وهو يقف امام منزله بجوار انقاض مبنى دمر خلال القصف الاسرائيلي الليلي «نعيش في ذعر نحن وأطفالنا.

الموقف ليس سيئا فحسب بل مأسوي». ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي قوله للرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ان عملية غزة هي «مرحلة أولى من عدة مراحل». ومع بقاء ستة اسابيع فقط على الانتخابات الاسرائيلية التي تجري في العاشر من فبراير والتي ترجح استطلاعات الرأي ان يفوز فيها حزب ليكود اليميني المتشدد تقول حكومة الوسط الاسرائيلية ان الهدف من الهجوم هو وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية.

ودعت الامم المتحدة الى وقف فوري لإطلاق النار لكن مئير شتريت وزير الداخلية الاسرائيلي قال لراديو اسرائيل مع دخول الهجمات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة يومها الرابع «لا مجال لوقف اطلاق النار.

الحكومة مصممة على ازالة خطر النيران (الصواريخ) على الجنوب.

ولذلك يجب الا يوقف الجيش الاسرائيلي العملية قبل ان يكسر ارادة الفلسطينيين ارادة حماس في استمرار اطلاق النار على اسرائيل».

وصرح ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع الاسرائيلي أمس بأن الجيش مستعد للقتال «لأسابيع».

وقال فيلناي لراديو اسرائيل «الجيش مستعد لعملية طويلة...

اتخذنا الاستعدادات لعمليات تستمر لأسابيع». ورد مشير المصري مسؤول حماس قائلا ان الفلسطينيين لا يتسولون طالبين التهدئة وان لا مجال للحديث عن التهدئة مع استمرار العدوان والحصار.

وحث فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الفصائل الفلسطينية على الرد بكل السبل المتاحة على اسرائيل بما في ذلك «العمليات الاستشهادية» .

وتحدت حماس التي تسيطر على غزة منذ عام 2007 بعد اقتتال مع حركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجمات الاسرائيلية وهي الاشرس منذ حرب عام 1967 واستمرت في اطلاق الصواريخ.

وترفض حماس المطالب الدولية باعترافها بإسرائيل ووقف المقاومة والاعتراف باتفاقات السلام المؤقتة القائمة.

وقال شهود ان صواريخ اطلقتها الطائرات الاسرائيلية سوت بالارض خمسة مبان لوزارات ومبنى تابعا للجامعة الاسلامية في مدينة غزة.

وذكر مسعفون وشهود ان ضربة جوية اسرائيلية اخرى على بيت حانون في شمال غزة قتلت شقيقتين صغيرتين كانتا تخرجان القمامة من المنزل.

وقال مسعفون وحماس انه في وقت لاحق قتل حارس أمن في ضربة استهدفت مقرا للقيادة في خان يونس.

وقال شهود ان الغارات التي أوقعت غزة في الظلام بينما كانت أصداء الانفجارات تدوي في أرجاء المدينة أسفرت ايضا عن تدمير مركز للالعاب الرياضية لحماس ومعسكرين للتدريب تابعين للحركة.

كما أطلقت طائرات اسرائيلية صواريخ على منزل قيادي بارز في الجناح المسلح لحماس.

ولم يكن القيادي في المنزل.

واستهدف هجوم آخر مكاتب تابعة للجان المقاومة الشعبية وهي فصيل آخر للنشطاء الفلسطينيين.

وفي توسيع لأهدافها قصفت طائرات حربية اسرائيلية أمس الأول الاثنين مبنى وزارة الداخلية التي يتبعها 13 الفا من قوات أمن حماس.

وكان قد تم اخلاء المبنى ولم تقع خسائر في الارواح.

وتصاعد اطلاق الصواريخ من غزة على جنوب اسرائيل بعد ان أعلنت حماس انتهاء التهدئة التي استمرت ستة أشهر في 19 ديسمبر .

وتوقع الهجمات الصاروخية القليل من الخسائر في الارواح لكنها تلحق أضرارا بالمباني وتشيع الذعر في البلدات الواقعة على حدود غزة.

ومنذ بدء الهجمات الاسرائيلية يوم السبت قتلت الصواريخ الفلسطينية أربعة اسرائيليين من بينهم ثلاثة أمس الأول.

وفي أشدود قفزت اسرائيلية من سيارتها حين انطلقت صفارات الانذار.

وقال مسؤولون محليون انها سقطت في الشارع وقتلها صاروخ.

وأغلقت اسرائيل المدارس الواقعة في منطقة نصف قطرها 30 كيلومترا من الحدود كما طلبت من السكان البقاء في المنازل.

كما مكث معظم سكان غزة وهو قطاع من أزحم مناطق العالم سكانا يقطنه 1.5 مليون فلسطيني في المنازل في غرف تبعد عن النوافذ التي تتحطم مع توالي الانفجارات.

وأعلنت اسرائيل المناطق المحيطة بقطاع غزة «منطقة عسكرية مغلقة» مبررة ذلك بخطر إطلاق صواريخ فلسطينية وأمرت الصحفيين الذين كانوا يتابعون حشد القوات المدرعة بمغادرة المنطقة.

ومن الممكن أن يساعد إبعاد وسائل الإعلام اسرائيل في التكتم على استعداداتها لهجوم بري محتمل في أعقاب حملة جوية أشاعت الفوضى وحولت بعض المنازل إلى أنقاض فيما تواجه المستشفيات صعوبات في استيعاب القتلى والجرحى.

وقالت اسرائيل انها ستسمح لمزيد من شاحنات الاغاثة بدخول غزة وشوهدت عشرات الشاحنات محملة بالسلع متجهة الى معابر غزة أمس.

ومن جهة أخرى قال متحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان سفينة تابعة للبحرية الاسرائيلية اشتبكت أمس مع زورق صغير يقل نشطين دوليين ومساعدات متجه الى غزة.

ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات من الحادث الذي وقع للزورق (ديجنتي) الذي أبحر من قبرص أمس الأول.

ورفضت اسرائيل السماح للزورق التابع لحركة غزة الحرة بالرسو.

وقال ييجال بالمر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان الزورق رفض الرد على الاتصالات اللاسلكية للبحرية الاسرائيلية وان سفينة اسرائيلية «اشتبكت» معه.

وأبلغت حركة غزة الحرة رويترز ان الزورق الذي كان يحمل ثلاثة أطنان ونصف الطن من المساعدات الطبية و16 شخصا على متنه تعرض لنيران سفينة البحرية الاسرائيلية التي صدمته أيضا بينما كان في المياه الدولية على بعد ما يتراوح بين 70 و80 ميلا من غزة.

ونفى المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية وقوع أي اطلاق للنار وان كان قد حدث بين السفينتين «تلامس جسدي».

وذكر انه لم يصب أحد في الحادث وان السفينة الاسرائيلية رافقت زورق الاغاثة حـتى عـاد للمياه الاقليمية القبرصية.رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى