مبارك يعرب عن تطلعه لمواصلة المساندة لجهود مصر لتثبيت وقف إطلاق النار بغزة

> شرم الشيخ «الأيام» د.ب.أ :

>
أعرب الرئيس المصري حسنى مبارك عن تطلعه لمواصلة المساندة الدولية لجهود مصر لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان سحب إسرائيل قواتها خارج قطاع غزة، والتوصل إلى استعادة التهدئة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام أعمال القمة الدولية حول غزة بمنتجع شرم الشيخ بعد ظهر أمس الأحد.

وقال الرئيس مبارك: "أرحب بكم في شرم الشيخ، وأعرب لكم عن تقديري لما أجريناه من مشاورات اليوم حول وقف إطلاق النار في غزة.. إن المشاورات لم تنقطع فيما بيننا منذ اندلاع الأزمة.. وأستدعى إلى الذاكرة الآن أنني والرئيس ساركوزي عقدنا هنا في شرم الشيخ جولتين للمشاورات في أقل من 24 ساعة.. وإنني أغتنم هذه الفرصة كي أعرب عن مشاعر التقدير لدوره وجهوده واتصالاته.. دعما لتحرك مصر ومبادرتها لاحتواء الموقف".

وأضاف الرئيس المصري: "أننا نشهد اليوم بوادر الخروج من هذه الأزمة.. وإنني أتوجه بمشاعر تقدير مماثلة لكم ولكل من ساند جهود مصر وتحركها كي نصل إلى هذه اللحظة، ولكي نضع نهاية للوضع المأساوي الراهن".

وأعرب مبارك عن تطلعه "لمواصلة هذه المساندة في جهودنا لتثبيت وقف إطلاق النار وجهودنا في المرحلة التي تليها لضمان سحب إسرائيل قواتها خارج القطاع، والتوصل إلى استعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار".

كانت قد بدأت في وقت سابق اليوم فعاليات القمة الدولية حول قطاع غزة التي دعا إليها الرئيس المصري حسنى مبارك لمناقشة آخر تطورات الوضع في القطاع والتشاور حول المبادرة المصرية.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أ.ش.أ) عن الرئيس حسنى مبارك قوله في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة: "يبدو منذ الأمس بوادر انفراج هذه الأزمة ولا تزال أمامنا مسائل هامة تحتاج لمواصلة جهودنا.. أمامنا التحرك لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار وتثبيته، وانسحاب قوات إسرائيل من غزة، أمامنا العمل على استعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار".

وطالب الرئيس المصري بتعبئة الموارد اللازمة لاعمار غزة خلال المؤتمر العالمي الذي ستدعو إليه مصر وتستضيفه".

وتابع مبارك: "إنني أتطلع لمساندتكم لتحرك مصر إزاء كل هذه المسائل الهامة ولدعمكم لجهودنا لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين السلطة الوطنية والفصائل في غزة، بما لذلك من أهمية بالغة لتحقيق الاستقرار وإعادة الاعمار في هذا القطاع.

وفي كلمته في افتتاح القمة التي تعقد بحضور زعماء ست دول أوروبية دعا مبارك إلى "دفع عملية السلام على نحو عاجل وجاد". وأشاد بالدور الذي يقوم به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لوقف القتال في قطاع غزة.

وتابع: "إنني أتطلع لمساندتكم لتحرك مصر إزاء كل هذه المسائل الهامة ولدعمكم لجهودنا لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين السلطة الوطنية والفصائل في غزة، بما لذلك من أهمية بالغة لتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار في هذا القطاع.

وأضاف: "فضلا عن كل ذلك، فإن أمامنا هدفا رئيسيا وجوهريا وهو دفع عملية السلام إلى الأمام على نحو عاجل وجاد".

وأضاف مبارك بالقول "أعرب لكم عن تقديري وامتناني وأتطلع لآرائكم ومقترحاتكم"

ومن جانبه شدد الرئيس الفرنسي على ضرورة "سحب القوات الإسرائيلية من غزة حتى يكون هناك سلام".

وأضاف ساركوزي: "إن مصر تلعب دورا رئيسيا لوقف هذه الحرب التي لن تزيد إلا من المعاناة والتدمير ولن تأتى بالأمان لأي جهة، ومصر الدولة التي تحملت مسئوليتها من خلال الرئيس مبارك لتقريب المواقف.

وتابع بالقول: "إن مصر قامت بكافة الجهود.. وأعتقد أن السبب الرئيسي لهذه القمة هو دعم كافة الجهود المصرية.. ولن يكون هناك أي شيء في الإمكان دون الالتزام من جهة الرئيس مبارك والتزام مصر".

وقال الرئيس الفرنسي: "آمل أن يتبع وقف إطلاق النار من جانب إسرائيل تصريحات أخرى لاحقة، ولكن كخطوة أولى ومع الزملاء الأوروبيين سنستطيع أن نوجه الكلمة للإسرائيليين لنقول لهم إنه لا يجب البقاء في غزة، وإن الأمور واضحة تماما.. لا يمكن أن يظلوا في غزة، فهذا لن يؤدي إلى شيء بالنسبة لأمن إسرائيل وسيعطى ذريعة لكل المتطرفين في المنطقة لزعزعة استقرار السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس الذي ندعمه تماما لأنه رجل يدعو إلى السلام".

وأضاف ساركوزى أنه "بدلا من تشجيع التصعيد يجب أن نقوم على التهدئة.. إننا ننتظر من الطرف الآخر أن يقوم بالتهدئة، فيجب على حماس أن تتوقف عن إطلاق الصواريخ.. وإسرائيل تقول إنه إذا كانت هناك التهدئة فسيغادرون".

وتابع الرئيس الفرنسي: "أقول لإسرائيل لن يكون هناك مستقبل في المنطقة إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية تعيش في سلام، وطالما أن الجيش الإسرائيلي سيظل في غزة فلن يكون هناك سلام في المنطقة".

وأضاف أن "كل من جاء إلى هنا يريدون السلام الفوري والدائم منذ البداية.. لقد كنا على قناعة بأن مصر يمكن أن تلعب دورا حاسما في عملية السلام، وهذا قد قاده السيد الرئيس حسنى مبارك".

وأردف قائلا: "منذ 15 يوما لم نصل إلى هذه النتيجة.. إن الأسلحة يجب أن تتوقف عن الإطلاق.. وإنه يجب وقف إطلاق النار.. نحن نرى أن ذلك ما هو إلا بداية ويجب أن نسارع في خطواتنا وأن نسرع من أجل التوصل إلى إقامة دولتين.. دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيلية لها الحق أيضا أن تنعم بالأمن، ويجب الآن أن ندعم وقف إطلاق النار ونثبته.. وأيضا عقد قمة فيما يتعلق بالإغاثة الإنسانية التي ستستضيفها مصر خلال عدة أيام، حيث يتم إعادة فتح المعابر".

وقال الرئيس الفرنسي في المؤتمر الصحفي "إنه حتى تصل مواد الإغاثة الإنسانية إلى من يحتاجونها، يجب وضع حد لتهريب الأسلحة، ونحن من بين الدول التي اقترحت ذلك، نحن نعتقد أيضا أنه يجب أن نستفيد إلى حد كبير من هذه الأزمة حتى نضع على المائدة مرة أخرى فكرة مؤتمر كبير يسمح بإقامة سلام دائم".

وأضاف ساركوزي "إننا سنتوجه أيضا إلى إسرائيل الآن حتى نقول لها إننا نؤيد حقها في أن تنعم بالأمن، ولكن أيضا يجب عليها أن تدرك أنه إذا توقف إطلاق الصواريخ، فيجب أن تنسحب إسرائيل من غزة، مؤكدا أنه لا يوجد حل آخر للسلام سوى ذلك".

وحذر الرئيس الفرنسي من أن "الوقت يمضي، وأنه يتعين اقتناص الفرصة".

ووصف ساركوزى موقف الرئيس مبارك بأنه كان شجاعا، "وكانت لديه رؤية، مشيرا إلى أنه مع وجود الرئيس السلطة التشريعية محمود عباس لأنه رجل يدعو إلى السلام، مثمنا موقف الجامعة العربية واعتبر أن لها دورا كبيرا".

من جانبه، شكر رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون للرئيس حسنى مبارك "قيادته الشجاعة خلال الأيام القليلة الماضية"، وقال إن "من واجب أوروبا أن تبنى على ما وضعه الرئيس مبارك، وأن تأخذ خطوات شجاعة نحو وجود تسوية سلمية سريعة".

وطالب براون بسرعة توصيل المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في قطاع غزة، كما طالب بالعمل لدعم وقف إطلاق النار، وقال "هذه الكارثة يجب أن يعقبها خطوة رئيسية وجادة للوصول إلى تسوية سلمية، على أساس المبادرة العربية للسلام".

من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل: "جئنا نحن وزملاؤنا الأوروبيون والولايات المتحدة لنؤكد أننا نسعى لإيجاد الطريق الصحيح لتحقيق السلام".

وأضافت أنه "بعد الإعلان الأحادي الجانب لوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل، فقد أعلنت حماس أيضا وقف إطلاق النار"، داعية إلى ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية، مبدية استعداد بلادها لذلك.

وطالبت بأن يدوم وقف إطلاق النار، وقطع الطريق على عمليات تهريب الأسلحة، مشيرة إلى أنه من الضروري الوصول إلى استمرار جهود السلام نحو إقامة الدولة الفلسطينية.

واعتبرت ميركل أن إقامة دولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن من التعايش، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي وألمانيا سيسهمان بدورهما في هذا الصدد.

من جانبه، أبدى الرئيس التركي عبدالله جول حزنه الشديد للمآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة وقال "لقد تألمنا جميعا لكل هذه المآسي التي حدثت في الأيام الأخيرة، وتابعنا بحزن عميق ما حدث لإخواننا في غزة".

وأكد جول أن الوفاق الفلسطيني مشكلة تتطلب حلولا عاجلة وجهودا من جانب الفصائل الفلسطينية والرئيس محمود عباس لتحقيق المصالحة.

وأعرب الرئيس التركي عن أمله فب أن تكون الإدارة الأمريكية الجديدة مهتمة بعملية السلام، قائلا "أنا واثق من أنها (الإدارة الأمريكية) ستبذل ما في وسعها لاستكمال جميع الوسائل التي تقود إلى حل السلام الدائم".

وأضاف أنه "إذا تعايشت دولتا إسرائيل وفلسطين بسلام فسيعم الأمن والاستقرار المنطقة، مؤكدا أن هذا الموضوع غير قابل للتأجيل".

وبدوره، أعرب رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو عن حزنه العميق لما عاشته غزة خلال ال22 يوما الماضية، مبديا شكره لجهود المنظمات الدولية والأمم المتحدة والصليب الأحمر في غزة.

وأكد سعادته بوقف إطلاق النار، وقال إنه يأمل أن يكون دائما، وأن تكون الخطوة التالية هي إرسال المساعدات لكل الجرحى، وأن يؤدى وقف إطلاق النار إلى إعادة بناء قطاع غزة بمساعدة البلاد الأوروبية.

من جهته، أشاد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني بالمبادرة التي قدمها الرئيس مبارك ، مشيرا إلى أن الرئيس المصري قدم مبادرة حاسمة ومحورية للخروج من هذه الأزمة التي وصفها "بالبشعة"، مؤكدا أن بلاده ملتزمة مع الآخرين في كافة الأنشطة التي يمكنها أن تؤدى إلى تحسن الوضع الحالي.

وأوضح أن وزير الخارجية الإيطالي سيزور غزة على رأس قافلة جهود المساعدات، وقال "لدينا أيضا مبادرات لعلاج العديد من الأطفال في المستشفيات التي يديرها أطباء إيطاليون"، داعيا المجتمع الدولي للاضطلاع بدوره لحل هذه المشكلة.

كما طالب برلسكوني الإدارة الأمريكية الجديدة بأن تبذل جهدا حثيثا للتوصل إلى حل ملموس، مشددا على أن بلاده ستكون مستعدة مع الآخرين للقيام بواجبها في هذا الصدد.

من جانبه وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الصحفي في ختام القمة، ما حدث في غزة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بأنه "كارثة إنسانية ووطنية"، مؤكدا أن ما عرضته وسائل الإعلام خلال أيام العدوان أقل بكثير مما حدث في القطاع.

وأعرب عباس عن أمله في استمرار وقف إطلاق النار، وأن يعقبه التوصل إلى تهدئة، وأن تبدأ المساعدات الإنسانية فورا في الوصول إلى الشعب الفلسطيني.

وقال الرئيس الفلسطيني "ثم تأتى لاحقا الأمور الخاصة بعقد مؤتمر لإعادة البناء، ومؤتمر وطني للوحدة الفلسطينية".

وبدوره، أعرب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن تقديره للدور المصري الرائد في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة وجهودها لوقف استمرار الأزمة والكارثة الإنسانية هناك.

وتمنى أن تقوم الدول الغربية خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في الأيام القليلة القادمة بدورها لدفع مفاوضات السلام مرة أخرى، قائلا "إنه مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون الفرصة طيبة للجميع لنعيد هذه المفاوضات مرة أخرى على مسارها وأن نجد حلا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني فورا".

وأكد العاهل الأدرني أنه من المهم الحفاظ على "المبادرة الإسلامية العربية. وفى مقابل ذلك فإن 57 دولة ستعترف بإسرائيل، وهى ثلث الدول في الأمم المتحدة"، معربا عن اعتقاده أن هذا سيؤدى إلى حدوث تقدم في عملية السلام.

من جانبه، أعرب بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة عن شكره للرئيس مبارك وتقديره للدور الذي قام به لتحقيق وقف إطلاق النار، مثنيا على الجهود التي قام بها الرؤساء والقادة المجتمعين في شرم الشيخ.

وقال إن إعلان إسرائيل الوقف الأحادي لإطلاق النار في غزة يجب أن يتحول إلى وقف مستمر ودائم مع الدعم الكامل لجميع الأطراف المعنية، مؤكدا أن على حماس أيضا أن توقف إطلاق الصواريخ، وأنه يتعين على إسرائيل أن تتحكم في ردود أفعالها وتحافظ على استمرار وقف إطلاق النار.

وأضاف أنه باعتباره أمينا عاما للأمم المتحدة فإنه سيقوم بإرسال فريق في وقت لاحق من هذا الأسبوع يضم الدول المانحة ووكالة الغوث لتقييم الاحتياجات الخاصة بالفلسطينيين من قبل الأمم المتحدة، وسيتلقى تقريرا من الوفد حول احتياجات الشعب الفلسطيني، منوها بأن التقرير سيتضمن الاصلاحات المطلوبة لإعادة إعمار غزة.

وتابع قائلا "إننا بحاجة عاجلة إلى استئناف المحادثات الخاصة بعملية السلام حتى لا يتكرر ما حدث في غزة عام 2006 وما يحدث الآن"، مشيرا إلى أن ما يحدث نتيجة لفشل الإرادة السياسية على مستوى الشعوب والقيادة أيضا.

وأكد بان كي مون ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي خاصة الدول العربية بدوره في دعم عملية السلام بصورة كاملة، والعودة إلى مسارها الصحيح، مشددا على ضرورة وحدة الصف الفلسطيني، وحث الفلسطينيين على المصالحة الوطنية وحل جميع المشاكل العالقة.

وقال إن "هناك إشارات إلى انقسام عربي، داعيا القادة العرب إلى التوحد وحل الخلافات فيما بينهم".

وأوضح المسئول الدولي أنه من خلال الوحدة العربية والفلسطينية سيتم التوصل إلى الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.

وفي سياق تعليقه على كلمة الأمين العام للأمم المتحدة والتي طالب فيها العرب والفلسطينيين بالتوحد، قال الرئيس مبارك "أن يطالب العرب بالتوحد فهذا المطلب، وأن يطالب الفلسطينيون بالتوحد فهذا مطلب رئيسي آخر، وإلا فلن يكون هناك سلام في المنطقة".

وأكد الرئيس الفرنسي في ختام كلمته دعمه الشخصي التام للمبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس حسني مبارك.

من جانبه، أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن تقديره لدعوة الرئيس مبارك الجامعة العربية إلى اجتماع شرم الشيخ إلى جانب الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه استمع إلى تطورات هامة متعلقة بموضوع غزة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى