انتخبنا سابقا

> محمد فضل مرشد:

> خلال 18 عاما هي عمر الجمهورية اليمنية توجه المواطن اليمني إلى صناديق الاقتراع خمس مرات منها ثلاث مرات في الأعوام 1993 و1997 و2003م لانتخاب أعضاء مجلس النواب.

ودورتان انتخابيتان في العامين 2001 و2006م لانتخاب المجالس المحلية.. و المواطن - الناخب- اليمني ذاته ما يزال يعاني، وبوطأة أشد وأقسى، من القضايا نفسها التي كانت العهود والوعود بمعالجتها أساس البرامج الانتخابية لمن أسفرت نتائج صناديق اقتراع تلك الانتخابات الخمسة عن فوزهم.

نسلم بجذرية الانتخابات المباشرة في العملية الديمقراطية، ونسلم بالديمقراطية كأساس لحكم الشعب نفسه من خلال اختياره ممثليه.. وذلك فقط إذا ما توافرت جملة الضوابط المكونة لماهية الديمقراطية الحقة والنظام الديمقراطي الحقيقي.. وما سبق تؤكد خمس دورات انتخابية - ثلاث منها برلمانية واثنتان محليتان - عدم انطباقه على حالتنا اليمنية الفريدة، والمتفردة بنوع جديد من الديمقراطية مبتداه ومنتهاه صناديق الاقتراع وحسب.

واليوم نلمس أكثر من ذي قبل حصرا واختزالا لمعاناة شعبنا اليمني المتفاقمة على مختلف الصعد في مسألة انتخابات.. وكأن الانتخابات السابقة قد أوفت ببرامجها وعهودها ووعودها، وأنهت ما نعانيه، وحققت ما نأمله في وطن حباه الله سبحانه بشتى الخيرات وليس كما يدعى باطلا من أنه بلد فقير شحيح الموارد والإمكانات.

لقد توجهنا إلى صناديق الاقتراع خمس مرات لا مرة واحدة، وعشنا بديمقراطيتكم الفريدة ثمانية عشر عاما لا عاما واحدا، ولم نحصد سوى العلقم، ولم تصدقوا معنا في عهد أو وعد واحد قطعتموه على أنفسكم، وبتنا كمواطنين ما بين مختل عقليا أو متسول، ورغيف العيش كابوس يقض مضاجعنا، والموت دواء مرضانا بعد أن استحال علينا ثمن العلاج، والرصيف مستقبل أولادنا.. و.. و..

ان هذا الوطن ومواطنيه قد بلغ بهم الوجع منتهاه، والمطلوب تطبيق ماهية الديمقراطية وضوابطها من الشفافية والمساءلة والحساب والعقاب والعدالة الاجتماعية وسيادة القضاء والقانون والنظام واحترام الحريات، أما الاستمرار في تكريس هذا البرواز الديمقراطي الذي تغلفون به واقعنا التعيس وتختزلون به قضايانا المتأزمة في مجرد عمليات انتخابية فندرك جيدا أنه لن يأخذنا إلا إلى الوراء.. ولنا في البرامج والعهود والوعود الانتخابية السابقة عبرة.. والله ثم الوطن والمواطنون الغلابى من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى