مالا تعرفه عن اللواء فؤاد شهاب نقلاً عن مجلة «تايم الأمريكيه»

> «الأيام» متابعات:

> جرت الانتخابات في لبنان في الشهر الماضي، وأسفرت النتيجة عن فوز فؤاد شهاب.

ويعتبر فؤاد شهاب البالغ من العمر 56سنة الجندي الاول في الجمهورية اللبنانية الصغيرة.

ولد اللواء شهاب في شهر مارس من سنة 1902م وينحدر من أسرة لبنانية عريقة يحمل لقب أمير في الأسرة التي حكمت لبنان في عهد الامبراطورية العثمانية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر. ماروني كالوتوكي ورع حسب ماتقتضيه العادات والتقاليد في تولي منصب الرئاسة في الجمهورية اللبنانية، تزوج من فتاة فرنسية تدعى روزنوريت يعمل والدها ضابطا في الجيش الفرنسي وليس له أطفال .

انضم فؤاد شهاب في خدمة الجيش الفرنسي أثناء الانتداب وتلقى دراسته في أشهر جامعات فرنسا، ثم أولته السلطات الفرنسية قيادة اورطة لبنانية تابعة للجيش الفرنسي وأطلق عليه تسمية رئيس الجيش اللبناني الجديد المستقل في عام 1945م، ويعود الفضل اليه لخلق جيش متماسك وقوة نظامية تحت حكيمة.

واللواء فؤاد شهاب رجل قصير القامة ذو صوت ناعم، انيق الا انه لايؤيد الانفصال والتفرقة، كما انه يعتبر جندياً محترماً يتمتع بشخصية قوية واستقامة نادرة يعرفه كل فرد في لبنان باسم اللواء.

لا يحضر الحفلات الا نادراً يفضل قراءة الكتب على الشئون العسكرية ولا يتحدث الا قليلاً، ويحافظ شهاب بانتظام على شطب اسمه من جميع الصحف الصادرة اثناء الثورة.

وأثناء الأزمة السياسية في سنه 1952م، كان شهاب مضطرا للقيام بمهمة رئيس الجمهوريه لمدة ثلاثة ايام حتى اسفرت الانتخابات عن فوز الرئيس شمعون، كما اصبح اثناء ازمة السويس وزيراً للدفاع لمدة قصيرة في حكومة شمعون.

كان اللواء شهاب اثناء هذه الثورة اللبنانية هذه السنة دائماً ما يدعو زعماء الثوار لتناول الشاي ويستشيرهم تلفونياً بانتظام، الا انه لا يصدر اوامره لرجال الجيش لمهاجمة الثوار بالرغم من الضغظ الشديد الصادر من القصر والسفارات الغربية ويحتمل ان يكون السبب في ذلك الاحتفاظ بحياد الجيش وعندما نزلت القوات البحرية الامريكية دون استشارته بالامر وعارض نزول القوات الاجنبية فرفض بادئ الامر التعاون مع القوات البحرية في مدينه بيروت، وكانت اوامره الغامضة في اليوم لرجاله « تصرفوا كما يقتضيه الشرف العسكري».

وقال احد الدبلوماسيين الكبار «ان شهاب رجل كفؤ ذو ضمير عمل في الجيش اثني عشر عاماً الماضية وحافظ على تماسك الجيش وانه الآن في استطاعته ان يبقى ست سنوات اخرى ليحفظ الوحدة اللبنانية».

وفي الوقت الذي يتولى فيه شهاب الرئاسه فان من المحتمل ان يطلب انسحاب القوات الولايات المتحدة كما انه خصم للشيوعية وموال للغرب، انه يعتقد ان لبنان لا يمكن له البقاء الا اذا عمل على توطيد سياسة رائجة مع الرئيس ناصر، ومن المحتمل ايضاً ان يسحب شهاب التزام شمعون بمشروع ايزونهاور ويعيد وحدة لبنان وحيادة في البلاد العربية مع ان واشنطون تعتبره الرجاء الوحيد للسلام في لبنان.

* حقوق الترجمة لجريدة «الأيام»

العدد(7) في 16 / اغسطس/1958م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى