خليل محمد خليل .. رائد الأغنية العدنية

> «الأيام» متابعات:

> منذ كان طفلا لم يتجاوز العاشرة من عمره كان خليل محمد خليل يهوى العزف على العود متأثراً بأخيه الشيخ طه محمد خليل ويقلده، كما هو الحال بالنسبة للفنان جميل عثمان غانم وتأثره بالأستاذ خليل واستمر (هاوياً) للعزف يدندن بعوده ويدندن بصوته فقد بدأ يغني وهو في سن الثالثة عشرة من عمره أغاني الموسيقار محمد عبدالوهاب، وفريد ومحمد فوزي والمطربة صباح ومن أغانيها التي سجلها على اسطوانات عندما فكر بتكوين (الندوة الموسيقية العدنية) أغنية (ياهوايا) .

وكانت أول أغنية يغنيها في بداية حياته الفنية (يامركب الليل أبو دقلين) كما كان يغني الأغاني اليمنية التراثية مما أكسبته هذه الذخيرة الكبيرة من التراث أن يلحن لنفسه ويبتكر المدرسة الجديدة في التلحين واستطاع الفنان خليل محمد خليل ولأول مرة أن يظهر لنا الأغنية اليمنية الحديثة في عدن كأغنية لها طابعها الخاص في أواخر عام 1948م، وأصبح رائدها الأول ومرجعاً من مراجع الأغنية اليمنية .

ألحان خليل محمد خليل :

قوبلت ألحانه بالترحيب ورددتها جميع الألسن وتأثر جميع فناني عدن بها .. وكانت معظم ألحانهم امتداداً لألحان خليل محمد خليل، لما لها من طابع خاص والتي خرج بها عن الأغنية السائدة والتقليدية بأسلوب جديد ومتطور .

كانت ألحانه ولاتزال تتسم بالمحلية والأصالة اليمنية .. تشعر المستمع اليمني بيمنيته وهي من النوع السهل الممتنع لايستطيع أحد أن يأتي بمثلها وبطابعها المميز عن غيرها من ألحان الفنانين اليمنيين، ويكفي أن نقول إنه الرائد الأول للأغنية اليمنية الحديثة في عدن، فقد لحن منذ أواخر عام 1949م حتى عام 1960م مايقرب من 30 لحناً، ثم توقف عن مزاولة التلحين لكثرة مشاغله، ومن ألحانه على سبيل المثال: ياحياتي/ حرام عليك تقفل الشباك/ كلام العين/ الوردة الحمراء/ ياأهل الهوى/ ماذا جرى لك/ ردي الجواب/ شبكت أسمر.

وبعد اختفائه لمدة 20 عاماً عاد من جديد لمزاولة صياغة الألحان عام 1980م وعودته كانت بمناسبة عيد ميلاد (عوده) الذي مازال في حوزته كما قال لمدة ثلاثين سنة فقد أهداه أحد الشعراء قصيدة بهذه المناسبة السبب الذي دفع به إلى أن يعود إلى ميدان التلحين من جديد .

التجديد في أغاني خليل محمد خليل :

بعد الاتفاق الذي حصل بين الفنان خليل محمد خليل والفنان محمد مرشد ناجي لتجديد أغانيه بأصوات جديدة آنذاك قام الفنان المرشدي باختيار الأصوات والأغاني على النحو الآتي بعد تجديدها : أغنية (ياأهل الهوى) للفنان طه فارع، أغنية (هدوء الليل أضناني) للفنان محمد عبده سعد، أغنية (حبيبي لحن غنيته) للفنان محمد صالح عزاني، أغنية (كلام العين) للفنان يوسف أحمد سالم، أغنية (ماذا جرى لك) للفنان سعيد أحمد بن أحمد .

وكان من المفروض أن تغني فتحية الصغيرة أغنية (أحبك ياغالي)، ولكن يبدو كانت مترددة لظروف عائلية، كما قال المرشدي وكان ذلك في عام 1964م، وقام بتسجيل الأغنية الفنان طه فارع عام 1975م لإذاعة الكويت، كما قامت فرقة الإنشاد التابعة لمعهد الفنون الجميلة بتجديدها عام 1979م .

وعندما سئل الفنان خليل محمد خليل عن رأيه في التجديد قال : أنا غير مرتاح من أصوات بعض الفنانين، ولكنه قال إن صوت الفنان طه فارع مناسب عندما قدم أغنية (ياأهل الهوى) .

والجدير بالذكر أن الفنان خليل محمد خليل أهدى الفنان طه فارع جميع نصوص الأغاني ليقوم بأدائها بعد أن سمع منه أغنية (أحبك ياغالي) بالفرقة المصرية التابعة لإذاعة الكويت، وهذا ماكان يحبذه الفنان خليل محمد خليل وهو كتابة أغانيه بالنوتة الموسيقية .

ومما قلته مرة عن هذا الفنان الكبير مايلي:

ليس هذا الفنان كغيره من الفنانين اليمنيين أنه أشبه بـ(سيد درويش) إنه بالنسبة للأغنية اليمنية (تاريخ)، فقد كان الرائد الأول للأغنية الحديثة في عدن وهو الذي جعل للأغنية شخصيتها المستقلة بين الفنون المستوردة والسائدة في عدن آنذاك بواسطة الأفلام الهندية والمصرية، فخلق لنا فناً نفخر به بين الأمم وماكنا نسمعه من أغانٍ محلية ماهي إلا امتداد لهذا الرائد خليل محمد خليل .

أما الأستاد محمد مرشد ناجي فقد كتب عن خليل محمد خليل مايلي :

في الواقع أن الفنان خليل محمد خليل عمل كثيراً وكثيراً جداً لتطوير الأغنية اليمنية، وهو في رأيي ملحن ممتاز يستلهم ألحانه من تراثنا الفني وعندما انضممت إلى الندوة الموسيقية عام 1951م عرفت أشياء كثيرة عنه، فهمت أنه يعرف كثيراً عن تراثنا الفني وفي ذاكرته ذخيرة كبيرة من هذا التراث وهو إلى جانب هذا يجيد عزفها وغناءها، ولخليل على التجديد فضل عظيم، فهو أول فنان يبتدع ويخلق ويبتكر المدرسة الجديدة في التلحين عليها، لخليل دين كبير حتى لو أقمنا تمثالاً من ذهب له لما أوفيناه حقه من التقدير .

* مأخوذ من كتاب : (لمحات من تاريخ الأغنية اليمنية الحديثة) للفنان الراحل طه فارع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى