قمة الكويت.. والاستثمار الآمن

> «الأيام» صبري سالم بن شعيب /الممدارة - عدن

> اختتمت قمة الكويت الاقتصادية والتشاورية حول غزة، بعد مشاورات ومداولات وفشل كامل في إصدار بيان ختامي يتفق عليه القادة العرب، وفي مشهد يدل على مدى الضعف والعجز العربي الكبير.

حيث أصبحت هذه الأمة كالرجل العجوز الذي يتمسك برأيه ولايقبل التغيير ويريد معاملته معاملة خاصة وتوفير كافة متطلباته دون جهد وبحث ولإعطاء القرار لذوي الاختصاص والعمل به، ولافتح باب المنافسة الشريفة في بناء هذه الأمة على أساس كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - العرب بعيداً عن روح التعاليم الإسلامية الأصيلة، وبرز بينهم الخلاف والشقاق، وإن دل على شيء وإنما يدل على انهيار تام وشامل للنظام التعليمي وانتشار ثقافة الفساد والغش وقهر الرجال وعدم تكافؤ الفرص للعيش الكريم للمواطن العربي.

فعندما تم الإعداد لقمة الكويت على أساس انهيار النظام المالي العالمي ونتيجة التحدي الكبير الذي واجهه العرب بسبب عدم اتحادهم لا اقتصادياً و لا سياسياً .. والذهاب لاستثمار الأمن الخادع في البورصات العالمية الربوية، حيث تم الإعلان عن خسارة الدول العربية من خلال هذه الأزمة حوالي 2.5 تريليون دولار .. في أكبر عملية خسارة تاريخية بعد الوفرة والطفرة في أسعار النفط خلال السنوات الثلاث الماضية.

لذا أتت قيمة الكويت الاقتصادية لإعلان بأننا أمة واحدة لديها لغة وثقافة ومصير واحد، ولابد من الاستثمار الآمن في الدول العربية للقضاء على البطالة والفقر والانفجار السكاني الكبير.. لأن العرب أدركوا أخيراً وبعد خسارتهم أكثر من ألفي مليار دولار في الأزمة الاقتصادية بسبب الأنانية والذهاب بعيداً بالأموال العربية إلى الأسواق العالمية الربوية طمعاً للربح السريع الذي أوصلهم إلى الخسارة السريعة.

فعلى القادة العرب أن يتثمنوا قدرات شعوبهم، لأن هناك بون شاسع بين الحاكم ومراكز البحث العلمي والعلماء في إعطاء المشورة والعمل بالنصيحة في الاتجاه الصحيح..

والاستثمار الآمن لا يكون إلا بأن تعطى للشعوب العربية الريادة في تشمير سواعدها والتراحم وفتح الحدود طلباً للرزق فيما بينها، والقضاء على الفقر، ووحدة القرار السياسي في ظل عالم يشهد المزيد من الصرعات، فأوربا قد انتبهت لذلك مبكراً نتيجة اعتمادها على ذوي الاختصاص في تطوير بلدانها واعتماد الشفافية ومبدأ تكافؤ الفرد، ومن ثم لم تتأثر كثيراً بهذا الإعصار.

نتمنى أن تكون قرارات قمة الكويت الاقتصادية بداية العودة إلى الطريق الصحيح للقادة العرب وجعل مصالح شعوبها فوق كل شيء.

وما مأساة كارثة غزة إلادليل على الانقسام والضعف العربي الذي وصل إلى درجة الاتفاق على المستوى الشعبي..

فالعودة إلى الصواب والعمل به هو الحل الأمثل، كبداية لتوحيد الجهود للتوحيد الاقتصادي وتدريجاً إلى الوحدة العربية الشاملة، أمل ومصير شعوبنا العربية من المحيط إلى الخليج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى