السلام الغائب الاكبر عن حملة الانتخابات الاسرائيلية في اجواء من التشاؤم

> القدس «الأيام» صفاء كنج :

>
تشكل عملية السلام الغائب الاكبر عن حملة الانتخابات الاسرائيلية وان تم التطرق اليها فعلى استحياء بعد سنة شهدت وعودا كثيفة بالتوصل الى اتفاق على اساس اقامة دولة فلسطينية وانتهت بالحرب على قطاع غزة في ظل انقسامات فلسطينية حادة واجواء مشحونة بالتشاؤم.

وفي حين تمحورت الحملة الانتخابية السابقة عام 2006 حول خطة الانسحاب من قطاع غزة التي نفذها رئيس الوزراء السابق ارييل شارون، لم يتطرق اي من الاحزاب الرئيسية الثلاثة، حزب الليكود اليميني وكاديما (يمين وسط) وحزب العمل (يمين وسط)، الى عملية السلام المتعثرة مع الفلسطينيين.

تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما الذي يتنافس مع الليكود للحصول على اعلى عدد من الاصوات خلال الانتخابات المقررة الثلاثاء، تطرقت الى العملية بقولها خلال تجمع انتخابي في تل ابيب "ان حمامة السلام على النافذة وينبغي الا نغلقها".

ولكن ليفني لا تقدم طروحا ملموسة، كما ان السلام يبدو بعيد المنال كما يقول البروفسور في الجامعة العبرية في القدس افراهام ديسكين، بعد الاخفاقات الكثيرة منذ اتفاقات اوسلو 1993.

ويضيف لوكالة فرانس برس، "الناس متشائمون، او لنقل واقعيون في عدم تفاؤلهم بشأن وجود فرصة للحل في الامد القريب، وتركيز الحملة الانتخابية على امر لا يؤمن به الناس ليس بالامر الجيد".

ولكن شلومو افنيري، استاذ العلوم السياسية المتقاعد في جامعة القدس، يرى ان الاحزاب تعمدت عدم الخوض في مثل هذه الامور الجدية، وان وسائل الاعلام لا تقوم بدورها في طرح الاسئلة عليها.

ويرى في تصريح اذاعي "اننا لا نعرف ما الفارق في مواقف الاحزاب الرئيسية الثلاثة من عملية السلام".

ويضيف "الجميع يعرف ان كاديما والعمل يؤيدان حل الدولتين، ولكن هذا لا يعني انه سيتم التوصل الى حل ملموس (..) ولا احد يطرح السؤال على حزب الليكود ان كان يؤيد او يعارض قيام دولة فلسطينية".

ويرى علي الجرباوي، استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت ان السلام غاب عن الحملة لان "المجتمع الاسرائيلي يتجه منذ سنوات نحو اليمين، حتى الوسط اصبح يمينيا، ولم يعد هناك فرق بين الليكود وكاديما".

واضاف ان "كاديما انبثق عن الليكود، وزعيمه ارييل شارون عندما انسحب من قطاع غزة عام 2005، لم يفعل ذلك من اجل بناء دولة فلسطينية، وانما من اجل تفتيت القضية الفلسطينية، كان يريد ان يتخلص من غزة ومن اثرها الديموغرافي على يهودية الدولة".

ويضيف "لا يوجد اختلاف في طرح الاحزاب الاسرائيلية بشان السلام، فكلهم، الليكود وكاديما والعمل، لا يتحدثون عن دولة ذات سيادة وانما عن دولة البقايا، دولة تتالف من اصغر بقع عليها اكبر عدد من الفلسطينيين، تشكل كانتونات يربطونها بجسور او انفاق ويسمونها دولة".

ويؤكد الجرباوي ان "الوعي السياسي الاسرائيلي العام يقوم على ان التسوية يجب ان تتم بشروط اسرائيلية، والاختلاف بين الاحزاب هو على هذه الشروط، فلا احد يتحدث عن القدس ولا عن الانسحاب من الكتل الاستيطانية" في الضفة الغربية المحتلة.

وعما اذا كان على الفلسطينيين ان يتوقعوا اياما اسوأ بعد الانتخابات، قال المحلل الفلسطيني "الوضع لن يسوء، لانه سيىء اصلا، فغزة مفصولة عن الضفة والضفة مقطعة بمئات الحواجز .. ونحن منقسمون وليس لدينا برنامج موحد".

ويرى الجرباوي ان امام الفلسطينيين "ان يحددوا فرصة اخيرة للسلام مرهونة بمدة زمنية لانهاء الاحتلال وقيام الدولة والا فانه ينبغي اغلاق الباب امام حل الدولتين والبحث عن خيار اخر قد يكون بالعودة الى الاحتلال او حل الدولة الواحدة". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى