> قد تختلف اليوم لدينا ولدى من تلانا على تقارب الأعوام، ذكريات الدراسة أيام الجامعة، وبين هذا التذكر وذاك التذكير مساحة شاسعة من البهجة والحلم والبسمة في ليالٍ و أيام وسنين خوالٍ، عجلت بها الأحلام ولم يجمدها الزمن.

وليعذرني من جاؤوا بعدنا على الانحياز المسبوق عن وجهة نظرهم، ذلك لكن الجامعة اليوم لم تعد كما كانت في السابق منارة للعلم والمعرفة وإشاعة روح التنافس والبهجة، خاصة فيما يتعلق بفعاليات أسبوع الطالب الجامعي التي خف بريقها رويداً رويداً في جامعة عدن التي استمدت شهرتها عبر عقود من الزمن، بفعل دورها العلمي والحضاري والثقافي والإبداعي والأكاديمي وبعيداً عن الإشارة والتفضيل، فحتى الرياضي والفني والطلابي والجماهيري.

وظلت هذه الشهرة والمحظية لسنوات عديدة تسجل رصيدها المتنامي مع مرور الأعوام، بيد أن الرياح العاتية فعلت فعلها مع دورة الزمن «المتجمد» فأوقفت حركة الجامعة ودوراتها عند تلك اللحظة.

وآخالها صفحات ولحظات خالدة ومشرقة من الجاذبية والانبهار والاستحضار مازلت أستعيدها كلما رفت الذكرى حنيناً إليها، على مدارج الجامعة وكلياتها ومقاعد العلم في أقسامها ومساقاتها المختلفة، غير الحيوية المضافة بنكهة خاصة ومميزة «المحدثة» لدينا نحن الطلاب «يومها» في كنف هذا الصرح العلمي الخالد وأروقة كلياته بالمحافظات في أيام أسبوع الطالب الجامعي الذي شيع في الأعوام الأخيرة، لكن الأمل قائم بسعادة أ.د.عبدالعزيز بن حبتور، لرفد هذا المرجل الإبداعي والموكب الأكاديمي لنتاجات الطلاب الشباب من الجنسين، وبعثه من حالة الاحتضار إلى ساحة المنار وإعادة الأمل للجيل الجامعي الحالي، لخلق بيئة وبنية ثقافية وإبداعية تستمد قواعدها ومنهجيتها من النمط الأكاديمي الراقي الذي استوعبنا بعضاً من مفاهيمه ودرجنا على أولوياته في هذا لصرح العلمي الشامخ، حتى تكون الجامعة «كماً وكيفاً» منارة للعلم والإبداع والمعرفة.. لا الجهل والتمترس كما يمارس اليوم بعد الهبوط الملحوظ الذي حصل للجامعات اليمنية التي عدت وفي طليعتها جامعة عدن وتعد ويعتد بها أن تكون ركائز متينة وصروحاً شامخة راسخة تدعم التنمية وتشيع وتبرز الوجه الحضاري والثقافي والإبداعي والمعرفي لمنظمات المجتمع المدني، كشريك فاعل ومباشر ومؤثر في العملية الديمقراطية لبلد يسعى لتأكيدها شعاراً وممارسة ولعلها الرسالة الأهم التي يجب أن تنطوي عليها أهداف الجامعة في مشاريعها المستقبلية ومراحلها القادمة.