تزايد التوتر في العلاقات التركية الإسرائيلية

> إسطنبول «الأيام» بول دو بنديرن وايلا جان ياكلي :

> زاد التوتر في العلاقات التركية الإسرائيلية أمس السبت بعدما استدعت أنقرة السفير الإسرائيلي بشأن تصريحات نقلتها وسائل إعلام عن قائد بالجيش الإسرائيلي قال الجيش التركي إنها يمكن أن تهدد التعاون بين البلدين الحليفين.

واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير الاسرائيلي جابي ليفي للاحتجاج على تصريحات افي مزراحي قائد القوات البرية الاسرائيلية التي نقلتها صحيفة هاارتس وانتقد خلالها الاحتلال التركي لشمال قبرص وصراع تركيا مع الانفصاليين الأكراد.

وقالت الوزارة في بيان "التصريحات ذات الصلة من جانب (الميجر جنرال) افي مزراحي لا أساس لها من الصحة وغير مقبولة ولذلك طلبنا تفسيرا عاجلا من السلطات الإسرائيلية."

وكان ذلك أحدث علامة على التوتر بين تركيا وإسرائيل اللتين تحتفظان بعلاقات عسكرية وثيقة غير أن التوتر خيم على تحالفهما بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن تصريحات مزراحي التي أدلى بها في كلمة خلال مؤتمر يمكن تفسيرها على أنها انتقاد لماضي تركيا. وأضافت "يرغب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في توضيح أن هذا ليس الموقف الرسمي للجيش."

وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية "استدعي السفير الإسرائيلي بالفعل واستمع إلى الاعتراض التركي وتم نقله إلى القدس."

واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بأنه "يعرف جيدا كيفية القتل" خلال مناظرة علنية الشهر الماضي بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

وقال اردوغان في مقابلة مع رويترز في وقت متأخر من مساء أمس الأول إنه حزين بسبب نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي جرت الأسبوع وأظهرت تحقيق أحزاب اليمين مكاسب.

وأضاف على متن طائرته في رحلة في إطار حملة انتخابية في مدينة سيفاس التركية " للأسف رسمت الانتخابات صورة قاتمة جدا".

وحث اردوغان الحكومة الاسرائيلية القادمة على النظر في الطريقة التي تنفذ بها سياساتها وأفعالها تجاه الفلسطينيين وعلى رفع الحصار عن الفلسطينيين الذين قال إنهم يعيشون في "سجن". وقال إن النهج الإسرائيلي المتشدد لا يحقق النجاح.

ونقلت صحيفة هاارتس الاسرائيلية عن مزراحي قوله إنه كان ينبغي لاردوغان أن "ينظر في المرآة" قبل أن ينتقد بيريس وإن تركيا ليست في وضع يسمح لها بانتقاد الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطينية في حين تحتفظ بجنود في شمال قبرص.

كما اتهم تركيا باضطهاد الأقلية الكردية وبإبادة الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى.

وقالت هيئة الأركان التركية في بيان نشرته وكالة أنباء الأناضول الرسمية إن تصريحات مزراحي غير صحيحة وغير مقبولة بالمرة وطالبت إسرائيل بتقديم تفسير.

واضافت "جرى تقييم التصريحات على أنها تصل لدرجة قد تتضرر معها المصالح الوطنية بين البلدين" مشيرة إلى أن التعاون العسكري يمكن ان يتضرر.

ويشمل التعاون العسكري بين تركيا وإسرائيل السماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي التركي في التدريبات.

كما يتبادل البلدان معلومات المخابرات وتربطهما علاقات اقتصادية قوية بينها بيع عتاد عسكري هام.

وابلغ اردوغان رويترز من خلال مترجم "يقول البعض .. اقطعوا العلاقات مع إسرائيل.. لكننا لا نؤيد هذا الفهم. قبل اتخاذ أي خطوات كهذه .. ولا أقول إننا نفكر في اتخاذ مثل هذه الخطوات .. يتعين أن نجري دراسة واسعة بشأن مثل هذه القرار."

وأبلغ اردوغان رويترز بأنه لا توجد خطط لتعليق اتفاق التدريبات الإسرائيلية في المجال الجوي التركي.

ويقول بعض المحللين والدبلوماسيين إن ضررا قصير الأجل لحق بدور تركيا كوسيط للسلام في الشرق الاوسط وخاصة كمفاوض محايد بين إسرائيل وسوريا بسبب انتقاد اردوغان اللاذع لاسرائيل ودفاعه عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس),ورفض اردوغان مثل هذه التلميحات.

وقال "لا أفكر بهذه الطريقة ... تركيا دولة قوية لها وضع دولي )مميز(."

واضاف "لسنا من أراد هذا الدور التفاوضي. أرادت كل من سوريا وإسرائيل أن تلعب تركيا دور الوسيط في المفاوضات بينهما ولهذا السبب شاركنا فيها."

وأضاف أن منتقدي بلاده يسيئون فهم السياسة الخارجية التركية إذا اعتقدوا أن الحكومة التركية تقف إلى جانب حماس أو ضد إسرائيل. وقال إن تركيا تريد السلام في المنطقة وتدافع عن الضعفاء وهم في هذه الحالة المدنيون في غزة.

وأشار اردوغان إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم ذا الجذور الإسلامية أعاد نفوذ تركيا في العالم ومن الطبيعي أن تستخدم تركيا قوتها الجديدة في حل الازمات من منطقة القوقاز إلى الشرق الاوسط.

ولقى اردوغان استقبال الابطال عند عودته إلى تركيا قادما من دافوس كما أكسبه موقفه الثناء في العالم العربي. لكنه أثار دهشة الدبلوماسيين الغربيين الذين تساءلوا عما إذا كانت تركيا بدأت في الابتعاد عن الغرب. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى