سلاما أيُّها الصديق أحمد المرقشي!

> علي هيثم الغريب:

> صباحك ومساؤك بخير، وأنت الخير يا أحمد.. أنت الخير لأن يديك اللتين صدتا بالأمس العدوان على تراب جنوب لبنان.. هما اللتان صدتا العدوان على منزل آل باشراحيل ومؤسسة «الأيام».

ستظل أعمالك الجليلة ترصد مكان العدالة في حياتنا، وتحسر غشاوات الظلام الجاثمة على طريق الحق.

أنت يا أحمد، لأنك الشاهد الذي لا يكذب، والحارس الذي لا يقهر، ولا تستطيع أقنعة الظلم أن تخفي طويلا شهادة الحق التي هي شهادتك حيثما كنت.. سلاما أيُّها الأخ في الدين وفي التراب والحق.

أنت على الموعد دائما.. واعذرني لأنني لم أكتب عنك، لأنك فوق الكتابة.. ولكن ثق أننا لن نخون موعدا لك.. ولا يخوننا الطريق إلى العدالة التي حملتها بين جوانحك.. ولا يضللنـا من اتهمك ظلما وعدوانا.. فيا من كنت ساهرا على البلد العربي لبنان.. يا من حافظت على أمجاده وتاريخه وترابه.. والمؤتمن على قول الصدق في وطنك الغالي.. يا من خضتم معارك صور وصيدا والنبطية وعالية.. يا من رفضتم الرقاد والتخدير والتسول.. أنت على الموعد دائما.. وموعدك اليوم مع من أراد الزحف إلى مسكن «الأيام» قهرا وباطلا، وهو مدجج بكل آثامه.. وبادعاءات تثير السخرية.. ذلك هو المشهد يا أخي أحمد سواء أكان في دفاعك الكبير (في جنوب لبنان) أم دفاعك الصغير (عن منزل آل باشراحيل)، وسط غبار المعارك في جنوب لبنان أو غبار نهب الأراضي في الجنوب أو في عتمة الزنزانة اليوم.. ذلك هو المشهد الذي يتهموننا فيه.. حتى نكون نحن الضعفاء وهم الأسياد الذين لا أمر ولا نهي عليهم.

ومازلت أتذكر يا أخي أحمد كيف دافعت عن منزلك المتواضع الذي يشبه الكوخ عندما جاءك أحد عصابة الفتنة لضمه إلى أملاكه.. ولم تستطع أن تتحدث معه إلا بلغته نفسها، وجئت إلى الأستاذ هشام وقال لك كلمته المشهورة: «طالما أنت على حق فبيتك هو بيتي».. إن علاقة التفاعل هنا بين حق الأول وحق الثاني كسبت علاقتكما معا (أنت والأستاذ هشام) حرارة العدالة ونبض الكرامة.. سلاما يا أخي أحمد.. وسأختم سلامي بهذين البيتين من الشعر:

آه يا جرحى المكابر

وطني ليس حقيبة

وأنا لست مسافر

أنا العاشق والأرض حبيبة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى