النائب باصرة يحث أبناء حضرموت على الاعتصام حتى عودة الطفل المخطوف

> المكلا «الأيام» خاص

>
جانب من الاعتصام الجماهيري الحاشد أمام ديوان محافظة حضرموت أمس
جانب من الاعتصام الجماهيري الحاشد أمام ديوان محافظة حضرموت أمس
شهدت أمس مدينة المكلا بمحافظة حضرموت مسيرة شعبية تلاها اعتصام حاشد أمام ديوان المحافظة شارك فيه جموع غفيرة من أبناء مدينة المكلا وضواحيها وممثلي منظمات المجتمع المدني وأعضاء المجالس المحلية وشخصيات اجتماعية وقبلية من وادي حضرموت.

وقد حمل المشاركون في المسيرة والاعتصام لافتات وصورا تعبر عن الاستياء والغضب تجاه حادث اختطاف الفتى فاروق من قبل مجموعة خارجة عن الأعراف والقوانين.

وتحركت المسيرة إلى ساحة ديوان المحافظة في قلب المدينة حيث علت هناك الهتافات والأصوات المطالبة للدولة والسلطة بحضرموت بالإيفاء بوعودها التي اطلقتها حول عودة الفتى المخطوف من حضرموت فاروق عبدالخالق بن حطبين.

وتحدث في الحشد النائب محسن باصرة الذي رحب بهذه الحشود، معتبرا إياها وجه حضرموت ووجه العمل السلمي والمواجهة ضد الظلم والاختطاف وسلب حقوق الناس.

وقال النائب باصرة في كلمته:«هذه مسيرة واعتصام أولي وسيليه اعتصامات في كل مدن حضرموت وستأخذ طريقها السلمي وسنعمق هذه التقاليد السلمية وسنتخذها طريقنا لأخذ الحق وعودة الفتى وما سواه من حقوق. إن حضرموت ليست مكانا للانتهاكات والسلب والنهب وخطف الأطفال.. هاهو فاروق ابن مدينة المكلا يخطف من أمام منزله وأهله وحضن أمه ثم تتقاعس الدولة والسلطة وأجهزتها ولم تف بوعودها التي قطعتها بعودة فاروق قبل أسابيع».

وحث النائب باصرة أبناء المكلا وحضرموت عامة على مواصلة واستمرار الاعتصامات.

وقال النائب باصرة: «لقد حضرنا اليوم الاعتصام الذي دعت له أسرة آل بن حطبين الكريمة، تضامنا مع ابننا فاروق عبد الخالق بن حطبين (ابن حضرموت)، وقد استمعنا لكلمة الأخ المحافظ الذي لم يأت بجديد حيث قال: إنهم في السلطة لازالوا يتابعون، وهو كلام مكرر، وتبين لنا منذ قرابة شهر من اختطاف الولد أننا لسنا في دولة نظام وقانون كما يدعي الحزب الحاكم ويتشدق بها صباح مساء، ولكننا في غابة يحكم فيها قانون القبيلة (القوي يأكل الضعيف)، ولكن هذه الثقافة لن تنطلي على أبناء حضرموت أو تسود فيها، فأبناء حضرموت مع المظلوم من أية أسرة كبيرة أو صغيرة غنية أو فقيرة».

وحث باصرة المسؤولين في حضرموت من أبناء شبوة ووكلاء ومدراء عامين ومقاولين وتجار «أن يكونوا رسل خير وسلام لإخوانهم ويسعوا لتحرير الولد فاروق من خاطفيه - وهم معروفون للسلطة- من دون قيد أوشرط، وليس كما يروج البعض منهم أن الخاطفين مجنونون فلدينا في حضرموت مثل هؤلاء ولكننا نضبطهم بالعقل والحكمة، ولكن قد ينفرط العقد من العقلاء وتسود الفوضى بما يؤثر على السلم الاجتماعي».

وقال النائب باصرة: «نحن لانحبذ إثارة مثل هذه النعرات بين أبناء المحافظات الجنوبية بالذات، فإننا قد تسامحنا وتصالحنا وغفرنا لبعضنا».

وكرر مطالبته للسلطات بسرعة الإفراج عن الولد بن حطبين وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، مطالبا أبناء حضرموت التحلي بالحكمة والصبر التي هي من طبائعهم وأخلاقهم.

وتحدث الشيخ والإمام ناظم باحبارة في الجموع المعتصمة، فقال: «إن هذا الحضور المبارك الذي تشهده مدينة المكلا أمس وأمس الأول وغدا هو واجب، ونناشد الجميع بالخروج والوقوف ضد الخطف، وما حصل للطفل فاروق وهو ابننا قد أساء لحضرموت ويجعل السلطة في حرج لأنها لم تحم المواطنين».

وأضاف: «إن شرع الله وديننا الحنيف يصون أعراض لمسلمين وليس العكس، وبدورنا هنا نعلن ضرورة عودة المخطوف ومحاسبة المختطفين الذين فروا وهناك دولة وقوانين وليس أمام المكلا وكل حضرموت إلا استمرار هذه المسيرات التي يقوم بها المواطنون والعلماء والأدباء وكل خيّر يقف مع الحق ضد الاختطاف وظلم الأطفال أينما كانوا ومن هم لا فرق».

وكان محافظ حضرموت سالم الخنبشي، قد ألقى كلمة في البداية، أشار فيها إلى «صدور تعليمات من فخامة الرئيس بضرورة عودة الفتى فاروق» وأن السلطة تعمل على هذا.

وقال الخنبشي: «إننا نبذل جهودا بالاتصال مع السلطة في شبوة حول هذا الأمر ومرتكبي الخطف»، مؤكدا أن الخطوط ساخنة مع شبوة «ولن نتوقف إلا بعودة فاروق إلى المكلا».

وكانت أصوات تقاطع وتقول: «أين فاروق؟ أين فاروق ياحكومة؟ أين فاروق يا محافظ؟».

وقد شوهد عدد من النساء على مقربة من الاعتصام، وعلم أن اعتصاما نسويا حاشدا سيتم في مدينة المكلا خلال اليومين القادمين، كما نصبت أمس خيمة بمنطقة أربعين شقة اكتظت بأبناء المكلا وسيئون والشحر والريدة والقطن ويافع وعدن تضامنا مع الفتى المخطوف فاروق، وقد سجل للأمن بالمكلا الهدوء وابتعاده عن المواطنين بل لم يلحظ وجوده، وهو ما يشير إلى حسن التنظيم وتضامن القلوب الخيرة كلها من أجل طفل.

ومن جانب آخر نفى والد فاروق أمس بالمكلا ما يشاع عن وساطة قبلية أو نقل ابنه إلى مركز شرطة في شبوة كما ينقل (الموبايل) ومركز الإعلام الأمني، معتبرا ذلك نوعا من التشويش.

وقد تحدث الفتى المختطف فاروق إلى أهله أمس مرات عدة وكذا إلى مندوب «الأيام» بالمكلا، وشكر «الأيام» على نقل ومتابعة خبره والاهتمام به وحيا كل من يقف معه، وقال: «أنا بخير، كل شي تمام»، ثم ضحك وقال: «أنا مشتاق للمكلا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى