«الأيام» علي صدرها أوسمة ونياشين لا دعاوى قضائية

> علي محمد يحيى:

> وقف سيدنا عمر بن الخطــاب وهو الخليفـة الفاروق يوماً فوق المنبر وقال مخاطباً:«يامعشر المسلمين ماذا تقولون لو ملتُ برأسي إلى الدنيا هكذا؟ فإذا برجل يشق الصفوف ويقول وهو يلوح بذراعه كأنهــا سيف ممشوق: إذن نقول بـالسيف هكذا. فسأله عمر: إيـاي تعني بقولـك؟، فيجيب الرجل: نعم إياك أعني بقولي. فتضيء الفرحة وجه الخليفـة رضي الله عنه، ويقول: رحمك اللـه.. والحمد للـه الذي جعل فيكم من يقوم عوجي».

اليوم وبعد أن وصل بنا الحال إلى هذا الحد من التردي، ولم يعد هناك من يمكنه أن يقول كلمة سواء إلا من رياء وتزلف ونفاق لهثاً إما وراء مال أو جاه أو احتساب، وكذلك فعلت بعض الصحف المشبوهة بعد أن وجدت تمويلات مشبوهة فانساقت تزمر وتطبل في غير محفل أو زفة وفي غير موضع فلا يُسمع منها إلا ضجيج وزعيق.

الصحيفة يا أيها الأنام إنما يجب أن تكون لسان حال الشعب، رقيبة على السلطة فإن اعوج حال مسؤول أو حاكم وحاد عن الطريق وفسد وانحرف عن أداء واجباته وخدمة شعبه ومجتمعه فإن للصحيفة حق الإعلان عن تلك المفاسد والانحرافات والثورة عليه- كائن من كان - حتى يصلح حاله، ولن يهدأ لها بال حتى يتحقق ما نذرت نفسها لأجله.

صحيفة «الأيام» من هذا المبدأ لا تستميلها صداقات القوة ولا يرهبها وعيدها - ترهيباً وترغيباً- ولا تطلب معروفاً للذات، ولا تقبل امتناعاً وإنما تقوم رسالتها على الابتعاد عن العواطف ذات المصالح الضيقة والمآرب الشخصية وضد التحيز والتعصب ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.. صحيفة «الأيام» كرست نفسها للصالح العام، تفضح الفساد والشرور وتفضح استغلال السلطة والمال وعدم الكفاءة في إدارة المسؤولية ولا تؤمن بالتحزب الضيق في أداء واجباتها الوطنية، بل تتخذ من العدالة والإنصاف ديدناً للوقوف مع أصحاب الحق العام في السياسة والاقتصاد وفي كل قضايا المجتمع، متمثلة الشعار القائل «ليكن هناك نور».

صحيفة «الأيام» كما أزعم تحمل الأمانة العامة التي ترتبط بالمسؤولية العامة وثقة المجتمع بها، منطلقة مما تحمله من قيم الفكر النظيف والعبارة الواضحة بهدف الإقناع والعدل إذ إن المصداقية في الإقناع والعدل وإنما هما أساس وركيزة الصحيفة الوطنية الملتزمة والمستقلة.

الخبر الذي تصدر واجهة صحيفتنا الغراء يوم الأربعاء الموافق 11 فبراير 2009 العدد 5635 مفاده أن هناك أربع قضايا منظورة أمام المحكمة ضداً على «الأيام» ورئيس تحريرها الأخ العزيز الأستاذ هشام باشراحيل، واثنتان أخريان في طريقهما إلى المحكمة، أثار عندي هواجس مؤلمة خوفاً من وأد هامش الديمقراطية التي ندعيها في الصحافة مع ما في صدور الصحافة والصحفيين من غيظ وألم وحسرة لا حدود لها في تكميم الأفواه وقطع أنفاس الصدور، وآخرها المماطلة في إقرار التوصيف الإعلامي للصحفيين.

العزيزان الناشران هشام وتمام ثقا أن هذه الدعاوى التي لا يقصد من ورائها سوى أن تثنيكم عن مسيرتكم الصحفية الوطنية منذ أن أرساها لكم عميدكم وعميدنا الأستاذ محمد علي باشراحيل - طيب الله ثراه - ماهي إلا أوسمة ونياشين نفتخر بها وهي تزين صدوركم وكل العاملين في صحيفة «الأيام» والمساهمين في تحريرها.. ولن يتوانى أحد من الشرفاء والوطنيين في الوقوف صفاً معكم في سبيل بقاء قبس النور متوهجاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى