الصابر الفدائي أحمد عمر العبادي

> د. هشام محسن السقاف:

> عندما تعرفت على الأخ الصابر أحمد عمر العبادي قبل سنوات شدني في الرجل الاستقامة والرضا الذي يشع من عينيه، نتاج- كما أعتقد- تماهي باطنه في ظاهر مسلكه وسلوكه.

وتفانيه في خدمة زملائه العاملين في مؤسسة النقل البري بروح القائد النقابي المثابر. بعدها علمت أن هذا المرقشي الصلب قد تجذرت عزيمته الجهادية من أجل الحق في خدمة العمل الفدائي في جنوب لبنان مع فصائل المقاومة الفلسطينية في سبيل أشرف قضايا النضال العربي والإسلامي والإنساني (القضية الفلسطينية)، وفي القلب منها أولى القبلتين (القدس) العربية.

ولأننا نتحدث عن محنة السجن، حيث يقبع وراء القضبان الحديدية وبقلب مطمئن المرقشي الشجاع، حيث عبر هو عبر صحيفة «الأيام» ليوم الجمعة الماضي بمقال موسوم بـ (عامان من الظلم والعدوان والنيابة في خبر كان والمرقشي خلف القضبان)، بث فيه ما يعانيه من ظلم بيّن ليس بخاف على أحد، منذ اللحظة التي تعرض فيها منزل الأستاذين هشام وتمام باشراحيل ومكتب صحيفة «الأيام» لقرصنة دنيئة بغية استلابه من أصحابه الشرعيين الذين بنوه بحر مالهم قبل أكثر من ربع قرن، وتهديد حياة الأستاذ القدير هشام باشراحيل وأفراد عائلته من نساء وأطفال وإهانتهم وإذلالهم في ذلك اليوم الأسود 12 فبراير 2008م من قبل عصابة تتكون من (12 فردا) مدججين بالأسلحة وبالحماية من قبل الجهات التي من الواجب أن تكون هي الحامية للمواطنين وممتلكاتهم، فيشاء الله أن يهب هذا الفدائي البطل للدفاع عن الحق: العرض والأرض ويلتف الخيرون من أبناء هذا الوطن حول الأستاذ هشام باشراحيل الذي ظل محاصرا في منزله مدة تجاوزت أربعين يوما، وكان الدفاع عن هشام هو الدفاع عن صرح من صروح الكلمة الحرة صحيفة «الأيام» والانتصار لها هو انتصار للقيم النبيلة: العدالة والكرامة والمواطنة المتساوية، التي أريد لها أن تذبح، بل هي تذبح في أكثر من مكان: في بقاء الفدائي الباسل أحمد عمر العبادي في السجن بينما يرتع ويمرح الجناة المعتدون، في صورة المحاكمات المتكررة لصحيفة «الأيام» ، في اغتيال الدكتور درهم القدسي وهو يؤدي عمله الإنساني النبيل في المستشفى، في الانتهاك الذي تتعرض له الصحافة والتهديد الذي يطال الصحفيين وليس آخرهم الصحافي اللسواس، وما هذا في ميزان الديمقراطية التي نريد إلا نكوصا عن كل ما اتفق عليه الخيرون من أبناء هذا الوطن لبناء الدولة العصرية ذات السمات الديمقراطية التي يشعر المواطن فيها بعزته وكرامته وآدميته، بحيث لا يبقى له في هذا الوطن إلا الخوف.

صبرا بطل المقاومة في أحراش جنوب لبنان، الصابر المجاهد أحمد عمر العبادي في محنة السجن، فمن دياجير الظلم يبزغ فجر جديد.. فجر العدالة والحق والمساواة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى