كــركــر جــمــل

> عبده حسين أحمد:

> هل السلطة عندنا مثل الساحر الهندي الذي يقرأ الماضي والحاضر والمستقبل؟.. ثم لاتقول شيئا جديدا.. وإذا قالت فمجرد كلام يتكرر في كل وقت وحين.

فهي تكرر نفسها باختراع أساليب معروفة تغطي فشلها في السياسة والاقتصاد والتنمية.. وكأنه مكتوب على الإنسان اليمني أن يئن ويتوجع.. وأن يرى الجراح والبؤس والشقاء والتخاذل والاستسلام.

> إن كل شيء في الدنيا يتغير.. والدول تحاول دائما أن تفهم وتتعلم.. إلا نحن لم نستطع أن نستفيد من تجارب الشعوب الأخرى.. ولذلك نركب سفينة مثقوبة ثم نغرق بها وننزل إلى قاع البحر.. ولن نستطيع النجاة مهما حاولنا أن نفعل ذلك... هذه السفنية حملت شعوبا من قبلنا وغاصت بها في أعماق البحار - حدث ذلك عشرات المرات - فهي متخصصة في خراب ودمار كل من ينخدع بأساليبها الملتوية العوجاء.. فقد دمرت نيجيريا والمكسيك وفنزويلا وإندونيسيا وغيرها من البلدان النامية.. أما السفينة فاسمها «بنك الديون الدولي».

> ومن المؤكد أن «بنك الديون الدولي» له أحجام ومقاسات وألوان كثيرة.. وهو يتعامل مع أي بلد بما ينسجم مع حجمه ومقاسه ولونه.. وأهم من كل ذلك (ثرواته) التي فوق الأرض وتحتها.. فهو يسعى دائما إلى استنزافها على مراحل.. وكلما كثرت الديون تغيرت صورة البلاد وملامح الناس.. إنها مراحل من امتصاص حياة الناس العقلية والجسمية والوجدانية.. وتدمير بنية البلاد الاقتصادية والسياسية والتنموية.

> ولذلك فإن «بنك الديون الدولي» لايوجد ولاينمو إلا على قاعدة عريضة من الفساد والفاسدين.. فهو يعتمد على فساد النظام والحكم في أي بلاد.. وهو يشجع الحكام فيها على الاتكالية.. أي لابد أن يعتمدوا عليه.. ولكن الذي تعتمد عليه ليس من الضروري أن يعتمد عليك.. وهذا هو حالنا مع «بنك الديون الدولي» يبسط نفوذه علينا ويفرض قوته ويغرينا بديون (ملايين الدولارات) التي تذهب إلى الجيوب.. فهو يسد آذاننا ويحجب عنا النور لكي لانرى أوضح ولانسمع أدق وأصفى.

> إن الصراع بين الحير والشر.. والجهل والعلم.. والنور والظلام أبدي.. كذلك أصبح الانصياع لا الصراع بين «بنك الديون الدولي» وبعض البلدان التي تعيش بالفساد.. والتي لاتحتكم إلى النظام والقانون أبديا أيضا.. وليس هناك وسيلة للخلاص من هذا الانصياع إلا الانسحاب والهروب من مغريات «بنك الديون الدولي» ولاندري إذا كانت بلادنا على علم بطبيعة هذا الانصياع.. أو أنها تعشقه وتفضل أن تكون الجيوب منفوخة.. ولو كان ذلك على حساب دمار البلاد والعباد.

> إن أهم خصائص «بنك الديون الدولي» أن ديونه لاتنتهي.. وهي تتضاعف كل يوم.. كل شهر.. كل سنة.. وتظل هذه الديون تنتقل من جيل إلى آخر.. فهي لها بداية ولكن ليس لها نهاية.. وإذا كان الاستعمار القديم يحتل الأرض وما فوقها وتحتها.. فإن «بنك الديون الدولي» نوع من الاستعمار الجديد.. يستولي على اقتصاد البلاد ويغرقها في ديون لا أحد يدري أين تذهب؟.. من يصدق أن دواوين الحكومة ومباني الوزارات بالإيجار.. فإذا كانت الدولة لاتملك مؤسساتها الرسمية.. ولم تستطع أن تبني مقراتها الرسمية.. فكيف تستطيع أن تسدد ديون «بنك الديون الدولي»؟.

> أن نأخذ سهل جدا.. ولكن أن ندفع أصعب وأعجب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى