جمال عبدالناصر أول زعيم يلقي خطابا باللغة العربية في الأمم المتحدة

> «الأيام» عن«الخليج»:

> نظمت لجنة الترجمة في المجلس الأعلى للثقافة في مصر محاضرة بعنوان «اللغة العربية في الأمم المتحدة» ألقاها الدكتور محمد الخولي خبير الترجمة الدولية والإعلام في دائرة الترجمة العربية بالأمانة العامة للأمم المتحدة، تلك الدائرة التي بدأت نشاطها في منتصف الأربعينات وحينها تلقت الدول العربية دعوة للمشاركة في إعداد الهيئة الدولية العالمية الجديدة لدورها.

وأرسلت مصر وفداً رفيع المستوى برئاسة الفقيه القانوني د. عبد الحميد بدوي وتجلت مشاركة أعضاء الوفد المصري وعدد من الوفود العربية في مناقشات هذه الهيئة الدولية الوليدة في وضع الصياغات النهائية وتحرير بعض المصطلحات القانونية والدبلوماسية عن الفرنسية والإنجليزية بغرض تداولها باللغة العربية في أدبيات المنظمة الدولية الناشئة.

ويوضح الخولي أن هذا كله كان يدور في إطار اجتهادات شخصية وجهود فردية من جانب هؤلاء المثقفين من دون أن تجد اللغة العربية طريقا رسميا أو مؤسسيا إلى متون أو مداولات المنظومة الدولية في تلك الفترة التي شهدت اعتماد لغتي عمل هما الإنجليزية والفرنسية إضافة إلى ثلاث لغات رسمية هي الإسبانية والروسية والصينية، إلى أن جاءت الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر 1960 والتي سميت دورة الرؤساء وجمعت أكبر قطبين في الحرب الباردة هما الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور والزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف وكان لابد للدورة التاريخية أن تضم زعماء حركة عدم الانحياز التي كانت في أوج يفاعتها بوصفها أملا للعالم حيث توافد زعماؤها الثلاثة نهرو (الهند) وتيتو (يوغسلافيا) وجمال عبد الناصر (الوطن العربي) الذي أصر على أن يلقي خطابه باللغة العربية وتمت الاستجابة لطلبه.

وكانت هذه الدورة مفصلية - الكلام للخولي - لأنها شهدت أول خطاب سياسي باللغة العربية يلقى من فوق منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة في التاريخ على لسان عبدالناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة حيث تكلم عبد الناصر بالعربية ممثلا لتجربة وحدوية كانت أكثر من واعدة في ذلك الحين وتكلم أيضا ممثلا لواحدة من أضلاع مثلث الحياد الإيجابي وعدم الانحياز وهي الحركة التي كانت تجسد بامتياز وقتها بزوغ قوة كوكبية جديدة تحت اسم العالم الثالث.

يقول الخولي: إن القرار المرتقب صدر بعد نحو شهرين من أهم إنجاز عسكري حققه المقاتل العربي ضد الاحتلال الصهيوني في أكتوبر 1973 باعتماد اللغة العربية الرسمية في الأمم المتحدة في 18 ديسمبر 1973 بكل ما واكب هذا الإنجاز من تفعيل استخدام سلاح النفط.

ويومها ترددت في محافل دولية شتى مقولة تبشر أو تتصور أن العرب يمكن أن يشكلوا القوة السادسة في عالم ذلك الزمان. والمعنى الذي نرصده هو أن اللغة -أي لغة- تقوى وتحترم بقوة الناطقين بها، ويقدر احترام العالم لهم على ضوء ما يحققون وينجزون والعكس صحيح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى