ليس هذا الحوار الذي نتمناه

> د. عبدالناصر الوالي:

> إن المتتبع لتداعيات الأحداث الجارية على أرض الوطن و بالذات في المحافظات الجنوبية من محاولة بعض الأعضاء المتنفذين في السلطة السير بإجراءات العملية الانتخابية بإصرار وصلف عجيبين لمحاولة فرض سياسة الأمر الواقع.

يجد أنها إما أن تكون ناتجة عن أخطاء جسيمة في عدم القدرة على القراءة الصحيحة للمعطيات والمستجدات على الساحة، أم أن هذا نوع من أنواع الحوار مع ممارسة لعبة عض الأصابع بين أطراف العملية السياسية يحاول فيها الطرف الأول استعراض قدرته على فرض الواقع وأظهار نفسه بالمسيطر على مقدرات الأمور في البلد بينما يستميت الطرف الآخر (الحراك الجنوبي) في إظهار إرادته في رفض هذا الواقع مهما كلف الأمر .

أيها السادة إن عملية فرض سياسة الأمر الواقع والسعي المحموم لإنكار الآخر في هذه الظروف المتأزمة والمحتقنة أمر لا يخدم الحل السلمي ولا الديمقراطية ويهدد الأمن والوئام و السلام الاجتماعي.

إننا لسنا بحاجة إلى هكذا نوع من الحوار شمالاً وجنوباً, الحوار الذي تشارك فيه الأفواه والأيادي قبل العقول .

لقد كنا ومازلنا ندعو إلى حوار العقول الحريصة على الوطن وأمنه ووئامه وسلامه الاجتماعي , حوار يؤدي إلى التوافق و التكامل لا إلى التنافر والتناحر، حوار هادئ حول طاولة مستديرة تضم كل أطياف العمل الوطني, طاولة متكافئة لا غالب فيها و لا مغلوب لا منتصر و لا مهزوم لا أغلبية و لا أقلية ولا شروط مسبقة. إن القاصي والداني اليوم يعلم بأن هناك قضية وطنية كبرى هي القضية الجنوبية وأن حلها لن يتم عن طريق الانتخابات أياً كانت شفافيتها أو دستوريتها وأياً كان الفائز أو الخاسر فيها. إننا اليوم في أمس الحاجة إلى الحوار والتوافق قبل كل شيء.

وبالحوار وحده نستطيع أن نصل إلى كل ما نريد. إن تقديم التنازلات من أجل الوطن والكف عن المكابرة والعناد والاعتراف بالآخر هو قمة الوطنية ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطئ .

إنها لفرصة تاريخية للخروج بالجميع من هذا المأزق والمفترق التاريخي, فهل من يعقل؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى