المكلا تئن تحت الخراب وإبريل على الأبواب!

> محمد بالفخر:

> قرأت كغيري الاستطلاعين اللذين نشرتهما جريدة «الأيام» الغراء في عددها رقم(5636)الصادر يوم الخميس 12فبراير2009م، والعدد (5638) السبت 14فبراير 2009م، للأخوين صلاح العماري ومحمد عبدالعليم.. فكم يتألم الإنسان لهذه الحالة التي وصلت إليها حاضرة حضرموت وعروس بحر العرب.

وما نشاهده كل يوم ومنذ فترة طويلة ينذر بكارثة بيئية خطيرة سيتضرر منها أبناء هذه المدينة الوادعة وساكنوها وزائروها على حد سواء.

وكم هو محزن جدا أن تزداد هذه المأساة في ظل شخصية على رأس السلطة المحلية بالمحافظة من أبنائها، حيث سيكون اللوم والعتاب عليه مضاعفا، فهو في موقف لا يحسد عليه، وفي موقع لم يعد مطمعا لأحد.. وقد كنت ذات يوم بجوار المهندس محسن باصرة أحد الشخصيات السياسية البارزة بحضرموت وأحد برلمانييها الحريصين على مصلحة الوطن والمواطن عندما كان يكلمه هاتفيا.

حينما نزلت التسريبات بخبر ترشيحه محاولا إثنائه عن القبول بهذه المهمة التي لاشك أنها ستكون في غاية الصعوبة والإحراج بالنسبة له، وربما أن مراميها وأهدافها البعيدة قد تكون فيها عوامل إحراجه أكثر من عوامل إنجاحه، لأسباب يعرفها القاصي والداني.. ولكنه كان متفائلا بالنجاح فكان البطل الوحيد في مسرحية الانتخابات بالمحافظة ومن دون منافس.

وعلى الرغم من الدعم المعنوي على الأقل من الأثرياء السعوديين ذوي الأصول الحضرمية والذين توافدوا على مكتبه(وكل له أجندته الخاصة) فقد جاءوا مهنئين ومباركين وداعمين بلا شك لأول محافظ حضرمي من بعد مايو 1990م، والمدعوم من قبل وزير تربطهم به علاقات خاصة وحميمة جدا . فهذا بحد ذاته عامل من عوامل النجاح التي لاحت في الأفق لطيب الذكر .

على الرغم من الكوارث الطبيعية والحوادث الأمنية التي عصفت بحضرموت منذ توليه مهام عمله وكل واحدة أشد من الأخرى .

وقد كان مؤتمر الاستثمار أو مؤتمر (مهاتير) عاملا آخر من عوامل الدعم المعنوي لإدارته.

ولكن الذي يبدو أن الخرق اتسع على الراقع، فمشاريع البنية التحتية التي تم التغني بها في وسائل الإعلام كثيرا ما لمقاولي المباخر حتى أوصلوا صانعيها (المستفيدين الحقيقيين منها )إلى عنان السماء، ورأينا لوحات كبيرة كتبت عليها عبارة (منجزات ترقى إلى مستوى المعجزات) والتي أنهتها سريعا سيول الشتاء، ولم تلتفت إليها الهيئة العليا لمكافحة الفساد.

وما لحقها من مطالبات المقاولين الذين يكاد بعضهم أن يتعرض للإفلاس إن لم يكن قد أفلس نتيجة مستخلصات لم يحصل عليها لمشاريع بعضها لم يعتمد أصلا في الميزانيات، بل كانت عبارة عن تكليفات تتم في الساعة السليمانية، يستفيد منها المكلِف والمكلَف (بفتح اللام المشددة وكسرها)، ويروح ضحيتها المساكين مقاولو الباطن والكثير من صغار المقاولين. وبالتالي فحل هذه المعضلة سيكون في غاية الصعوبة في ضل تخفيض الموازنة العامة لعام 2009م إلى النصف.

وبالتالي تقليل المصروفات والنثريات، ولن تكون هناك بالتأكيد أية مقارنة بين ما تم إنفاقه على الضيافات فقط، وخلال بضعة سنوات فاقت الأربعة مليار ريال يمني (حسب مصادر موقع المكلا برس الإخباري )، وبين ما سينفقه حضرمي حريص لم يعرف عنه البذخ والتبذير قبل هذا المنصب .

كما قال الشاعر مبارك باعكيم :

نا حضرمي بن حضرمي والشافعية مذهبي

ربيت ع العز والشرف ما ربيت ع الغش والخداع

وأما عن النظافة فحدث ولا حرج، النفايات والزبالات والمخلفات في كل شارع وفي الأسواق تحديدا، ولم يسلم منها حي دون آخر، هذا في المكلا، أما في غيرها فالمعاناة أكبر ولاشك. ومن حسن حظ المسؤولين وضيوف مؤتمر الاستثمار أنهم لم يمروا من شوارع الديس ولم يخرجوا إلى شوارع حي العمال والأحياء الأخرى وإلا لتشوشت الصورة ولاتضح الفارق بين عروض البروجكتر والواقع المرير.

ولو عدنا إلى كارثة سيول الشتاء وما نجم عنها من خراب كبير على مستوى الأرواح والممتلكات، وكيف أصبحت الكثير من مناطق حضرموت أثرا بعد عين، على الرغم من ضخامة اللجنة المشكلة حينها التي لم تكن برئاسة المحافظ طبعا.

وكثر الراقصون على الجراح، وانهال الدعم على حضرموت من الأشقاء والأصدقاء، سواء ماديا أو معنويا وكان للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اليد الطولى في هذا الجانب، حتى ترجم الشاعر الشعبي رمضان باعكيم ذلك شعرا بقوله :

مشكور ياخو فهد لجل الحضرمي لبيتها

ماهو لأجله لي يقس باسم الحضارم جئي بيت

انكب عليه الدعم بديناتها وونيتها

حملات بالمرسديس يسبقن التكاسي والونيت

ومرت الشهور والأيام ومازالت آثار الكارثة جاثمة على صدر حضرموت ونتائجها مؤثرة على الفرد والمجتمع .

والكذب في الإعلام والأضرار تمت حيتها

لا سمعت كلمة في الإذاعة قمت من نومي صحيت

لا حد يصدق في إذاعة (ذي صبح) ونحيتها

ذلا لميد المصلحة تنحت في الصخرة نحيت

يا لمجلس العود المطحطح بعتها وشريتها

قوت اليتامى والحرم بفلوسه ذنب اشتريت

وهاهو موسم إبريل قادم وهو موسم الكرم والإنفاق غير المحدود، فهل سيكون سببا من أسباب إعادة الأعمار ليرتبط بالحاجة التي في نفس يعقوب وتضرب مجموعة عصافير بحجر واحد؟!

كما يقول المثل «من أجل عين تكرم مدينة»، ومن أجل شرعية انتخابية ومكسب حزبي نعيد الأعمار والمرشحون جاهزون للنزول في الميدان، وصهيل الخيول سيصم الآذان.

وما أسوأ أن ترتبط حقوق الإنسان والمواطن وحاجته ومصيبته بهكذا مكاسب سياسية ضيقة .. ولكن هيهات هيهات، فقد شب الشعب عن الطوق ولن تنطلي عليه هذه الحيل وسيطالب بحقوقه وسينتزعها بإذن الله عاجلا أم آجلا، ولن يجعل لكذبة إبريل عليه سبيلا.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى