محاكمة عادلة لا أكثر

> محمد علي محسن:

> يا أحمد.. ياصاحب السجن الصغير ألم تدرِ أننا رهن المحبسين معاً! أنت أيها البدوي الشهم أفضل منا وأشجع منا وأنبل منا، وسجنك أشرف من سجننا وصحبك أجدر وأوفى منا وقيود معصمك فخر لك أيها المرقشي.

بينما صمتنا وثرثرتنا وشبقنا مفردات بليدة ساذجة ستظل تلاحقنا بالعار والخجل للأبد، أضحك واهزأ ونحن فقط من يبكي ويخشى ظلم وعدوان وهجمية ألف بل آلاف من عينة الضابط أحمد الحضاري وعصابته المسلحة، ابصق في وجوهنا وإن شئت العن خنوعنا ونضالنا وسجننا وحريتنا ونظامنا ووحدتنا وديمقراطيتنا وصحفنا وأحزابنا، فكل هذه المسميات خابت أو خارت وهنة وذليلة عند أقدام العصابة المسلحة إلا من احترام القانون والنظام.

لا تسأل يا أحمد لماذا أنت جان ومتهم وبيدك القيود بينما زعيم العصابة وجماعته أحرار وطلقاء؟ ولا تسأل كيف أن الذائد عن حقه وعرضه وواجبه صار مذنباً فيما المعتدي الغاصب بات بريئاً من أية جنحة أو تهمة؟؟ مثل هذه الأسئلة نحن من يلفظها بوجه حكم لا يقيم للعدالة وزناً، ونحن يا أحمد من ينبغي أن يسأل النيابة والمحكمة والجهات القضائية والأمنية كافة كيف استحال الضحية جلادا و حبيساً منذ 12 فبراير 2008م، بينما الجلاد ضحية وحر وبلا تهمة أو قضية تستدعي حبسه أو مثوله أمام العدلة؟؟ عشر جلسات محاكمة وأنت ياصاحبي من السجن إلى خلف القضبان لا شيء ترجوه غير تحقيق العدالة التي قال فيها جميل الزهاوي: العدل كالغيث يحيي الأرض وايلهُ/ والظلمُ في الملك مثل النار في القصب. أمنية بسيطة ولا تزيد عن محاكمة عادلة لا أقل أو أكثر، وعلى الرغم من بساطتها انقضت عشر جلسات والحادية عشرة اليوم أو الغد دون أن يتم مثول الضابط المفرج عنه من النيابة ومنذ بداية المحاكمة في 6 أبريل 2008م وحتى آخر جلسة يوم 27 يناير والفندم فار من وجه العدالة، ربما الشرطة العسكرية في صنعاء لا يوجد بها مثل هذه الأسماء المطلوبة من المحكمة أو أن النيابة والصحف الرسمية لا تصلها أبداً.

العدالة من دون قوة عاجزة، والقوة من دون عدالة طاغية، أليس في هذه المقولة لباسكال وجه شبه كبير بين ما نشاهده اليوم من عدالة عرجاء عاجزة عن توفير ما تنشده أيها الإنسان الأصيل وبين عدالة طاغية جائرة لا تعترف سوى بالقوة والهمجية والطغيان.

آه ما أوجعني بعد قراءة مظلمتك، آه ما أوجعنا آه ما أتعسنا جميعاً تحت طائلة العقاب الباطل! سحقاً لنا.. تباً لنا إن لم نتعلم من كبريائك وصبرك وعزيمتك يا أحمد.. إن لم نفعل شيئا لأجلنا ولحقنا في الحياة والوجود.

ثق أن البغي أسرع الذنوب عقاباً وأنت لست باغياً أو مجرماً وحتماً على الباغي تدور الدوائر..وثق أن الحكم القائم على الظلم لن يدوم بحسب قول لعبد الرحمن الكواكبي، وأظنك ستبقى رافعاً الهامة وهذه القيود ستكسر وهذه العنجهية والغطرسة هي التي ستخلصك وتخلصنا وهي التي ستمنحك وتمنحنا الحرية والعدالة والمساواة وعما قريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى