من الدفاع عن جنوب لبنان ومرورا بوقوفه مع الوحدة حتى السجن المركزي بصنعاء

> علي محمد السليماني:

> لا أعرف ما الذي يمكن أن أضيفه عن المناضل والمجاهد الأخ أحمد عمر العبادي المرقشي، أكثر مما تناوله الزملاء الكتاب عنه في هذه الصحيفة الغراء غير أن حق الأخوة والجيرة والزمالة تدفعني أن أسود هذه السطور وقلبي ينفطر كمداً وحزناً، على المصير الذي تم الإيقاع بالبطل فيه، يوم الثاني عشر من فبراير 2008م.

لقد نهضت عزيمة الشاب أحمد عمر عبادي المرقشي عام 1982م، وهو يشاهد ما تفعله آلة الحرب العدوانية الإسرائيلية بالأشقاء في لبنان والفلسطنيين، وكان من الطلائع الشابة التي تطوعت للقتال عن الشرف العربي والأرض العربية، عندما أمر الرئيس علي ناصر محمد بفتح باب التطوع خلال تلك الحرب العدوانية التي جرت على أرض لبنان صيف 1982م، وقد تمكنوا من توجيه ضربات فدائية لجيش العدوان الإسرائيلي، وظل هناك مشاركاً مع المقاومة ومتنقلاً في مدن الجنوب وغيرها من مناطق التماس، ومع تباشير اتفاق الـ30 نوفمبر 1989م، عاد إلى صنعاء العاصمة التاريخية كما كانت تحلو له التسمية، وكان أكثر فرحاً واستبشاراً، فهو إذن مع موعد لوحدة عربية بدأت أشعة شموسها تشرق من عدن وصنعاء، وحدة تنتصر لمبادئ العروبة والإسلام، وتقوي الأمة وتذود عن أرضها وعرضها وتعيد الكرامة المهدورة من قبل العصابات الصهيونية، كان ذلك «حلم أحمد» الجميل، وهو الحلم الذي ظل يداعب شغاف القلوب منا، ليكون الفرح في ذلك اليوم 22 مايو1990، عندما رفع العليان، علم الوحدة، من عدن الشموخ.

وفي صيف 1994م، انتكس الحلم، ولكن أحمد ظل على اليقين نفسه باقتراب الحلم العربي الكبير، كما انحاز إلى ما ظنه الشرعية الوحدوية، وكان مع تلك القوات يتقدم من مكيراس إلى دوفس ومنها إلى عدن 1994/7/7م فرحاً بانتصار الوحدة اليمنية التي كان يراها الأساس المتين للوحدة العربية، ولكن توالي الأيام والشهور والسنين، شعر أن شيئاً يمشي خطأ، وأن الوحدة العربية باتت بعيدة، عندما تنكرت الشرعية والوحدة اليمنية لحقه البسيط في العمل والسكن، ووجد في الأخوين هشام وتمام، بعض سلواه في إتاحتهما له فرصة عمل، وهو الرجل الأمين والمجاهد القنوع الصابر، المحافظ على صلواته وصيامه والمؤدي لزكاته، والمحب للناس جميعاً، وظل الأمل الوحدوي مزروعاً في جوارحه، وحدقات عينيه مفرقاً بين فساد الفاسدين، وبين حلمه الجميل بالوحدة العربية، واستعادة الأرض من عصابات بني صهيون، وتحرير القدس الشريف ثالث الحرمين الشريفين، كنا نلتقي معاً في المنتدى الذي سميناه «الأمل»، حيث كانت تتفق وتختلف، ولكن الأخوة والجيرة هي ثوابت لنا، وكثيراً ما كان يغيب إما لانشغاله بعمله، أو لانشغاله بالإصلاح بين الناس، وزاد غيابه عنا، حتى جاءنا النبأ الفاجع الذي فحواه أن عصابة مكونة من 12 شخصاً هجمت على منزل آل باشراحيل بصنعاء، مروعة النساء والأطفال وكل سكان الحي، بإطلاقها الرصاص الحي باتجاه المنزل وبغرض اقتحامه، وكانت التهمة وكان الاعتقال، وكانت هناك تدفن آمال وأحلام جميلة، ونخوة وبطل مضى عليه أكثر من عام وهو معتقل وفق رغبة وعدالة متنفذين، متناسين أن الله يمهل ولا يهمل، فهل ما يلقاه المجاهد المحتسب أحمد عمر عبادي لمرقشي، جزاء الجهاد؟ أم أنه فقط جزاء سنمار؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى