الانتخابات .. و(العب ياعاطف وتشطف)

> أحمد عبدالله امزربة:

> عندنا في الريف لعبة اسمها (هجّة) بين فريقين من الشباب، وهي تعتمد على القوة والخفة والسرعة في الجري، وهناك هدف إذا بلغه أحد الفريقين المتنافسين يسقط من القائمة أحد أعضاء الفريق الآخر، وهكذا دواليك حتى يهزم أحد الفريقين المتنافسين.

الضعيف في الفريق المهاجم يضعونه في موقع قريب من الهدف وهذا يسري على الفريقين، حيث يهتف الفريق المدافع بشعار (العب ياعاطف وتشطف) بمعنى العب ياضعيف، حتى وأنت لاتتمتع بالمواصفات المطلوبة للاعب، وقربك من الهدف بالتأكيد سيمكنك من (العير) ومن ثم الفوز ببلوغ الهدف في حالة غير مألوفة وبصورة عكسية .

الانتخابات في بلادنا شبيهة بلعبة (الهجة)، لأن كل شيء في هذه اللعبة عكس المألوف، رغم أنه المعاكس لكل الأنظمة الديمقراطية في كل بلدان العالم التي تجري فيها انتخابات حرة ونزيهة، في هذه الانظمة نسمع أن المعارضة هي التي تطالب بانتخابات في موعدها المحدد، والحزب الحاكم هو من يطالب بتأجيلها في حالة حصول أزمة مابين الحزب الحاكم والمعارضة .

في بلادنا يحصل العكس، حيث يفرض الحزب الحاكم سياسة الأمر الواقع (اشربي والا ذبحتش)، ويطالب بإجراء انتخابات في موعدها المحدد (ولو وصل الأمر أن يدخلها لحاله) مهما كانت الأزمة، والمعارضة تطالب بتأجيل الانتخابات، من دون أن توضح للناس البدائل والحلول اللازمة. سبعة استحقاقات انتخابية من نيابية ومحلية ورئاسية ومحافظين وبرامجهم الانتخابية هي نفسها لا يتغير فيها إلا التاريخ (اليوم والشهر والسنة) وسبع مرات نسمع بصدور تعليمات عليا بإعادة مقرات الحزب الاشتراكي، فهل الأزمة مقرات الحزب الاشتراكي؟!!

هناك ماهو أهم وهي القضية الجنوبية والاعتراف بها هو المخرج الرئيس لكل أزمة في البلاد، وما دون الاعتراف بها فهو سراب يخاله الظمآن ماء .

سبعة استحقاقات انتخابية ونسبة الفقر في ارتفاع والبطالة في ازدياد، نسمع بحكم واسع الصلاحيات، ونلمس على أرض الواقع مركزية تترسخ أكثر فأكثر.

سبعة استحقاقات انتخابية (والثعلب فات .. فات في ذيله سبع لفات) أتحسر عندما أشاهد كيف تسير الانتخابات الإسرائيلية، وأتمنى أن يصل الوعي الانتخابي والمسؤولية النيابية عندنا الى %5 فقط مما وصل إليه أعداؤنا اليهود. أم إن انتخاباتنا ستبقى (العب ياعاطف وتشطف).

والله من وراء القصد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى