الحراك الجنوبي من نافذة د. عابد الجابري

> نجيب محمد يابلي:

> ما كنه العبارة التي برزت على السطح تحت مسمى (الحراك الجنوبي)؟ توحي العبارة أن الجنوب لم يعد مستكينا أمام ما يدور على أرضه منذ سقوطها بيد الطرف الشريك في الوحدة يوم 7 يوليو 1994م.

وما أفرزه ذلك السقوط من تأثيرات سلبية على الأرض والإنسان في الجنوب أو قل الثروة وحصته منها أو الفرص المتاحة له في التعيينات أو المنح الدراسية العليا في الخارج، وانتقلت الأحوال من سيء إلى أسوأ خلال 14 عاما، وتراكمت المعاناة عند الناس في أرض الجنوب فوجدت نفسها أمام أفعال غير مشروعة وبالحتمية المنطقية ولد الضغط الانفجار، أي كانت هناك أفعال غير مشروعة وردود أفعال مشروعة لمواجهة الاستبداد والطغيان، ولذلك خرج المغبونون ليعبروا عن آرائهم ومشاعرهم، وهو حق كفله الدستور والمواثيق الدولية وتحولت كل الأراضي الجنوبية إلى خشبات مسرح أو منابر عبر الناس من خلالها عن مطالبهم المشروعة ودفعوا ضريبة ذلك مضاعفة، فقد كانت الضريبة دماء شهداء وجرحى.

عندما يطل القارئ من نافذة د. محمد عابد الجابري، المفكر العربي الكبير، وكانت هذه المرة موضوعه الموسوم «الصراع العربي الداخلي في بادئ الرأي» الذي نشرته مجلة «المجلة» في عددها (1426) الصادر في 10 يونيو 2007م ليعبر عن واقع الحراك الجنوبي وأصحابه بشحمه ولحمه وقضه وقضيضه ، وسأقتطع ما كتبه المفكر الكبير الجابري وذلك لعلم الحاكم وأصحاب الحراك على حد سواء وتعالوا إلى كلمة سواء !!

فقد الجنوبيون الأمل فانفجر الحراك :

ظل الناس في الجنوب يرحلون الآلام والآمال عاما بعد عام، وكانوا كالظمآن الذي يجري وراء سراب بقيعة بالتصوير القرآني البديع وهنا يقول المفكر الجابري :

«هذا صحيح ! لكن الإنسان لا يحيا بالخبز وحده ولا بالمعرفة وحدها! بل يحيا أيضاً بالأمل، وقديما قال الشاعر :

أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».

نظرة على واقع الجنوبيين من نافذة الجابري :

قفوا معي أمام هذه الفقرة من قراءة د. محمد عابد الجابري لواقعنا البائس :

«ما يفتقده الإنسان في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ليس الشغل والخبز والمعرفة الصحيحة بالدين والدنيا فحسب، بل يفتقر اليوم أيضا، إلى الحد الأدنى من المساواة وتكافؤ الفرص .. الشيء الذي يكرس المحسوبية والتهميش والإقصاء وينقل مفعول الفوارق الطبقية والاجتماعية من المستوى الاقتصادي والاجتماعي إلى المستوى النفسي الشعوري واللاشعوري، مستوى الإحساس بالاحتقار والمهانة وبالتالي الوقوع تحت وطأة الحقد والثأر ونزوعاتهما».

هناك أزمة ينبغي الاعتراف بها وإعادة الحقوق لأهل الجنوب وإرساء وترسيخ «المواطنة السوية» ومعنى مفهوم «الأرض» كحق من حقوق السكان المحليين، وأن الأرض مرتبطة بالتنمية أولا وأخيرا وليست للمتاجرة والسمسرة والثراء غير المشروع من ورائها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى