صبرا أيها السجين المظلوم «العبادي»..لن يبارك الله في دولة تنكسر شوكة ميزان العدالة فيها

> سالم لعور:

> لست أدري كيف أبدأ الكتابة عن (الفذائي الصابر) السجين ظلما وعدوانا البطل أحمد عمر العبادي المرقشي.. الأفكار والخواطر تتزاحم في فضاءات مخيلتي ممزوجة بالذكريات الجميلة للقيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة التي يتحلى بها الإنسان (العبادي) التي كان يجسدها سلوكا في علاقاته مع من حوله.

هل أتحدث عن (العبادي) الإنسان.. العبادي المتواضع.. الشجاع الذي ينصف المظلوم ويبطش بالظالم.. أم أتحدث عن البطل العربي الذي حمل كفنه بيده غير هيَّاب للمنايا للدفاع عن الكرامة العربية في معارك الشرف في جنوب لبنان.. أم أتحدث عن العبادي الأمين المؤتمن والمدافع المستميت.. أم أتحدث عن العبادي السجين ظلما وعدوانا دونما جريمة اقترفها؟.

أخي (العبادي) المرقشي مهما قلنا في محنتك التي هي محنة شعب بأكمله فلن أفيك حقك، ولن أخفف عنك من الهم والغم- وحتى عن محبيك - قدر حبة من خردل.. ثق يا أخي (أحمد) أن الله مع الصابرين والمحتسبين، ولأنك بقدر ما تتألم في سجنك بسبب الظلم الذي وقع عليك وأنت في موقف كنت المعتدى عليه ويلزمك الشرع والواجب أن تدافع عن نفسك وعن الأمانة الموكلة إليك فإننا بالقدر نفسه نتألم لأننا وقفنا وقتا طويلا متخاذلين عن نصرتك.

وثق أيها البطل أن قضيتك الملفقة التي أصبحت فيها أنت المذنب وأصبح فيها الجاني (معتدى عليه) قد أصبحت قضية رأي عام ، وثق أنها بقدر ما آلمتنا وآلمتك كثيرا إلا أنها، إلى جانب غيرها من قضايا الظلم التي تمارسها السلطات على الأبرياء من أمثالك، قد أوضحت لنا الصورة الحقيقية للدولة الرخوة (الهشة) التي تنكسر وتتلاشى تبعا لانكسار شوكة العدل فيها.

هذه الصورة المعتمة التي صارت واضحة للعيان وضوح الشمس في رابعة النهار، قد وضحت للجميع وعرفنا من خلالك أيها الصابر الفدائي العبادي - كما وصفك القلم الرشيق د. هشام السقاف في عمود سابق - أن مكان القوي الأمين السجن والعذاب.

هكذا يريدون لك وللجميع أن القوي الأمين مكانه السجن والمعتدي من دون وجه حق، بل ظلما وبغيا فإن مكانه لديهم الإيواء إلى ركن رشيد.

اليوم يا أخي العبادي قد كشف الغطاء عن الأعين فهم بظلمهم هذا كأنهم يقولون أن لا مكان للأمانة.. لا مكان لصيانة الحقوق، إنما المكانة لديهم لمن يكون من الرهط الباغي الذين يفسدون في الأرض.

الفدائي (المرقشي) هذه صورة الوضع اليوم لا مكان للقوي المخلص الأمين.. لا مكان للشرفاء.. لا مكان لمن يحترم النظام والقانون على الرغم أنه شبه مفقود، لا مكان للنزاهة سوى السجن.

أما البغاة والناهبون وخائنو الأمانة فهم في مكان أمين.. صبرا أيها الجسور (العبادي) فإن الفرج قريب وسينصرك الله لأنك على حق، ولم تعتد ولم تظلم أحدا سيقف معك (الخيرون) في هذا الوطن.. ونتمنى لك الفرج بإذن الله والمزيد من الصبر يغدقه الله عليك حتى تخرج من هذه المحنة بسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى