في مهرجان تكريم المبدعين في الضالع.. وزير الثقافة : محافظة الضالع وطن ألفه الإبداع وشكّله الأدب .. محافظ الضالع : هذا التكريم وفاء وطني للمبدعين في الضالع

> «الأيام» مختار مقطري :

> الضالع بلاد الشموخ والإباء، ومنطلق لايمكن إلغاؤه تاريخياً نحو الحرية والبناء ووحدة الصف، لقاتها مذاق خاص، ولفنها مذاق خاص، ولشعرها نكهة قاتها الخاصة.

يعلو بك (نقيلها) إلى قمة كبرياء وهامات مكسوة بصلابة خضراء، لتلتقي بقوم كرام، إذا وعدوا صدقوا، وإذا منحوا أسرفوا، وإذا جُنح للسلم جنحوا، في جباههم سُمرة الزمن المتراكم خبرات وعظات، وفي حديثهم سخرية تاريخية لاذعة وناقدة عن وعي وإدراك بمكنونات الأيام ومعادن الرجال، للضالع تاريخ لم ينضب وحاضر يتوثب ومستقبل يتهيأ، ووراء كل ذلك مبدعون كثر في مختلف مجالات الإبداع استشفوا واستقرؤوا وعايشوا، فانداحت مخيلاتهم، وكل فن راق يكتب له الخلود، ولكل مدينة ولكل قرية في اليمن إسهام في الإبداع، صفوي وشعبي، وكل صاحب إبداع في كل مدينة وفي كل قرية جدير بالتكريم، وهذا ماتسعى إلى تحقيقه حالياً وزارة الثقافة بقيادة وزيرها المثقف د.محمد أبوبكر المفلحي، فبعد النجاح الكبير لمهرجان تكريم المبدعين بمحافظة أبين في 31 يناير الماضي، لم يمض وقت طويل أكثر من ثلاثة أسابيع ليصل ركب التكريم إلى محافظة الضالع التي شهدت صباح الأحد الماضي 2/22 مهرجاناً رائعا كرم فيه (130) مبدعاً من مبدعيها في مختلف مجالات الإبداع وكان في مقدمة الحضور د. محمد أبوبكر المفلحي وزير الثقافة، اللواء الركن علي قاسم طالب محافظ الضالع، د. يحيى الشعيبي وزير الخدمة المدنية وعدد كبير من المسؤولين والمشايخ والأعيان وجمهور غفير كادت تختنق به قاعة الاحتفالات بمبنى المحافظة .

وبنفس القدر من نجاح مهرجان أبين، بل وبنجاح أكبر تم تكريم مبدعي الضالع، وستكون المحطة القادمة لمهرجان التكريم في محافظة الحديدة مما يعني أن وزارة الثقافة ماضية في تنفيذ برنامج التكريم في كل محافظة تنفيذاً للبرنامج الانتخابي لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، ويبدو أن الأخ وزير الثقافة يحسن اختيار رجاله، وحسن اختيار الرجال ثمرة خبرات ثقافية واعية، فما حدث في أبين حدث في الضالع، الدقة والترتيب الممتاز والإشراف الكامل المتابع لكل صغيرة وكبيرة وضمان عدم حدوث مفاجأة معرقلة، وراء ذلك اثنان يعملان بجد لا انطلاقا من أن ذلك من صميم عملهما الإداري، ولكن انطلاقا من إيمانهما بعظمة المهمة وجلال تكريم المبدعين، و هما الأستاذان معاد الشهابي مدير مكتب وزير الثقافة وأحمد عامر نائب مدير صندوق التراث في الوزارة اللذان ينطلقان من أن تكريم المبدعين عملية إبداعية بحد ذاتها وممارسة تحضرية، وكان للاهتمام المباشر لمحافظ الضالع دور كبير في نجاح المهرجان، رجل مرح يغلب عليه التواضع وروح الدعابة، ينسيك التعامل معه جهامة الرجل العسكري وتجهمه ولا أنسى المتابعة والعمل الجاد للأستاذ سالم الحالمي مدير مكتب ثقافة الضالع .

وكما حدث في أبين حدث في الضالع، الافتتاح في موعده، وهذا مالم نتعوده في كثير من الفعاليات المشابهة لتأخر حضور المسؤولين عادة، ثم تجنب الخطب الطويلة الفضفاضة وكثرة القصائد الطويلة المملة الهادفة للتزلف والنفاق، وفي كلمتين قصيرتين للمحافظ والوزير أكدا فيهما أن (130) مكرماً لايعني أن عدد المبدعين بالضالع (130) فقط ، بل هناك مبدعون كثر لم يتم الوصول إليهم وهناك من لم يسعفهم الحظ هذه المرة، لكن مسلسل التكريم لم ينته بهذه الفعالية، وفي يافطة زينت منصة قاعة الاحتفالات كتبت عبارة للأخ د. محمد أبوبكر المفلحي : «محافظة الضالع وطن ألَّفه الإبداع وشكّله الأدب»، وأنا لست مع من ينظر إلى نصف الكأس الفارغ، ويحرص على تجنب مشاركة الآخرين في أفراحهم، ويسعى إلى وضع نقاط سوداء في الصفحة البيضاء بحجة أن مبدعين آخرين لم يشملهم التكريم أو أن هناك مكرمين لم يستحقوا التكريم، هذا كله حجة المعارض بلاهدف سوى المعارضة لأجل تنغيص فرحة الآخرين والسعي إلى الظهور بمظهر الحريص على حقوق كل المبدعين، وأنا أختلف مع مثل هذا المعارض المحتج، لأني أرى أن كل مبدع يستحق التكريم، وثانياً لأن (130) مبدعاً مكرماً ليس بالعدد القليل، ثالثاً لأن تكريم البدعين الذين لم يسعفهم الحظ هذه المرة لن يتوقف، كما لن يتوقف في أبين، وعند سؤالي للواء الركن علي قاسم طالب، محافظ الضالع، وفي نفسي رهبة من التحدث لعسكري مهيب، لكن الرجل أزال رهبتي بابتسامته المرحة وتواضعه الجم، وهو يقول : «هذا التكريم هو تكريم وفاء وطني للمبدعين في الضالع، ولايسعني إلا أن أشكر الأخوة في وزارة الثقافة، وقد كرمنا اليوم عدداً كبيراً من المبدعين، لكن الذين لم نصل إليهم من المبدعين عددهم أكبر، ونأمل من الأخ وزير الثقافة أن يوافق على أن يكون هذا اليوم يوماً سنوياً لتكريم المبدعين في الضالع» .

وقال الأخ د. محمد عبدالله صالح، عميد كلية التربية بالضالع : «لا حضارة لأي مجتمع خارج حدود الإبداع، إذن علينا احترام المبدع في كل مجالات الإبداع، فلا حضارة ولا أمة إلا بالإبداع، لذلك أنا أعتز بهدا التكريم، لأنه أعطى إعلاناً على أن الدولة مسؤولة عن المبدعين وتكريمهم وأن يكون تكريم المبدعين سلوكاً لها وليس مناسباتياً».

وقال الأخ صالح حمود (الشعر والترجمة- أحد المكرمين):«هذا التكريم لفتة كريمة من الجهات المسؤولة للمبدعين، وقد انتظرناه سنوات طويلة وهو توجه طيب والحقيقة أن الأخوة في الوزارة سبقونا نحن في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالضالع، فقد كنا ننسق مع فرع الاتحاد بلحج والأمانة العامة، لنخطو هذه الخطوة، وأنا فعلاً أشعر بالسعادة».

وقال الأخ عبدالله علي هادي (شاعر غنائي وأحد المكرمين): هذا أول تكريم لي، وأنا سعيد به جداً فأنا لم يتم تكريمي قبل الوحدة، وجاء هذا التكريم في وقته تماماً، ومن يقول إنه تأخر، فهو على خطأ». وقال الأخ د.عبدالرزاق مسعد سلام (مؤرخ وأول مدير عام للثقافة بالضالع عام 1975م وأحد المكرمين :«كان هناك من قبل اهتمام بالثقافة واليوم صار اهتماماً بالغاً، وهذا التكريم إيذاناً بعصر ثقافي جديد وممتاز، ولأول مرة يتم تكريم المبدعين في الضالع بهذا المستوى اللائق، وأنا راضٍ عنه كل الرضا كمثقف وأول مدير عام للثقافة بالضالع».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى